تحاول الحكومة اليمنية استعادة المبادرة في الصراع الدائر داخل البلاد والذي شهد خلال الشهر الأخير هدوءا نسبيا، وذلك بتعديلات مهمة في قيادة قواتها.
وأصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الاثنين الماضي أمرا بترقية العميد الركن طاهر العقيلي إلى رتبة لواء وتعيينه رئيسا لهيئة الأركان العامة للجيش اليمني، خلفا للواء محمد المقدشي الذي أُزيح لمنصب شرفي كمستشار للقائد الأعلى للقوات المسلحة، ومندوب لليمن في القوات المشتركة للتحالف العربي.
يذكر أن العقيلي أصبح بذلك الرجل الأول للعمليات العسكرية، خلفا لرئيس البلاد بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة ونائبه الفريق علي محسن الأحمر، مع استمرار جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) في اعتقال وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي منذ أواخر مارس 2015
ويرى المراقبون في هذا القرار محاولة للدفع بدماء جديدة إلى هرم الجيش وبادرة لتغيير خارطة المعارك الدائرة بين القوات الحكومية مدعومة من التحالف العربي من جهة والحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى.
وينحدر رئيس هيئة الأركان الجديد من محافظة عمران الشمالية الخاضعة حاليا بشكل كامل لسيطرة الحوثيين، وحائز على شهادتي ماجستير “الدراسات الاستراتيجية” من السودان وماجستير في العلوم العسكرية.
وكان العقيلي يتقلد حتى الآونة الأخيرة منصب قائد اللواء 9 مشاة ومدير غرفة العمليات التابعة للقوات الحكومية في محافظة الجوف الشمالية، وجاء قرار تعيينه بالتنسيق مع قيادة التحالف العربي، حسب ما أكدته وكالة “الأناضول” التركية.
جاء ذلك في وقت عقد فيه رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر سلسلة اجتماعات مع قيادات قوات التحالف العسكرية والأمنية في محافظات عدن وحضرموت وشبوة.
وأعلن بن دغر أثناء اللقاءات أن القوات الحكومية تسيطر على 85% من أراضي البلاد وتتقدم نحو إنجاز الانتصار الأكبر، وأكدت وكالة “سبأ” أنه ناقش الخطط العسكرية للمرحلة المقبلة دون الكشف عن تفاصيل إضافية، غير أنه من المعروف أن بن دغر لوّح في الفترة الأخيرة غير مرة بقرب إطلاق حملة تحرير العاصمة صنعاء.