تحيّي المقاومة الإيرانية العمال الشجعان في معامل «آذرآب» و«هبكو» في مدينة «أراك» الذين احتجوا في موقف بطولي لاستعادة حقوقهم وتدعو عموم العمال والشبان الأحرار إلى نصرتهم والتضامن معهم. كما تطالب المقاومة الإيرانية عموم الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق العمال بدعم العمال المضربين والمحتجين في إيران والعمل الفعّال لإطلاق سراح المعتقلين منهم والنظر في مطالبهم.
وفي يوم الأربعاء 20 سبتمبر احتشد 1800 عامل في معمل «آذرآب» بمدينة أراك في فناء المعمل ليواصلوا احتجاجهم لليوم الرابع على التوالي على عدم تسديد رواتبهم ومزاياهم المتأخرة منذ ستة أشهر. في حين لا تواجه الشركة من حيث العمل والسيولة أي مشكلة حسب العمال وأن المدراء الحكوميين السراق الذين يحصلون على رواتب وعوائد نجومية، يمتنعون عن دفع حقوق العمال. وطالب العمال بدفع أجورهم المتأخرة ولسداد مستحقات المصرف والتأمين للمعمل واستئناف نشاطات المعمل.
وأطلقت القوات القمعية الغاز المسيل للدموع واطلاقات هوائية واعتدت على العمال بالضرب بالهراوات في محاولة لتفريقهم غير أن العمال الغاضبين تصدوا لهم وسحبوا هراوات بعض من عناصر القمع.
وكان هؤلاء العمال قد احتشدوا يوم أمس في مدخل طريق طهران- أراك وأغلقوا الطريق، غير أن قوات مكافحة الشغب الراكبة والراجلة ورجال الأمن المتنكرين وقوات الحرس اقتحموا بكل وحشية صفوف العمال واعتدوا عليهم بالضرب والجرح وحاصروهم واعتقلوا عشرات منهم. واشتبك العمال الغاضبون مع عناصر النظام وهم يهتفون «ليطلق سراح العامل الأعزل» و«ارحل أيها العميل و يا عديم الشرف». وأسفر جهد العمال عن اخلاء سبيل عدد من المعتقلين ولكن قوات القمع نقلت عددا آخر منهم إلى جهة مجهولة. علما أن وكلاء النظام النهابين تملصوا منذ بداية العام الإيراني الجاري (مارس) من دفع الأجور الضئيلة لهؤلاء العمال. ويعد معمل «آذرآب» في مدينة أراك واحدا من الوحدات الانتاجية الصناعية الكبرى في إيران واحتج عمال المعمل لحد الآن مرات عدة للحصول على مستحقاتهم لتوفير معيشة تسد رمقهم من الجوع كما انهم قلقون على بطالتهم كون المعمل يعمل بطاقة 20 بالمئة من سعته.
ويوم أمس كان عمال شركة «هبكو» في المدينة نفسها هم الآخرون تجمعوا في مسير السكك الحديدية بين أراك وطهران. ولم تدفع رواتب ومزايا 900 عامل لهذا المعمل منذ الشتاء الماضي ولحد الآن. علما أن معمل هبكو من أكبر الوحدات الانتاجية للآليات الثقيلة مثل آليات تعبيد الطرق والمعادن والزراعة في الشرق الأوسط وله خلفية نشاط تعود إلى 42 عاما وهو معمل مركزي وتخصصي لكنه أخذ سيرا نزوليا مأساويا طيلة السنوات العشر الماضية بعدما احيل بذريعة الخصخصة إلى الوكلاء المدلّلين وعناصر العصابات الداخلية للنظام. فيعمل بـ900 عامل فقط رغم أنه يسع لايجاد فرصة عمل لـ 3000 عامل. سعته الانتاجية 2000 آلية ثقيلة ولكن الآن تقلص انتاجه السنوي إلى مئة آلية حسب ما أفاد موقع المحافظة المركزية في 31 اكتوبر 2016 لتترك المجال لاملاء الأسواق بالآليات الاستيرادية من الخارج. علما أن المدير التنفيذي لهذا المعمل هو «بيجن نامدار زنغنه» وزير النفط في حكومة روحاني. في 6 يناير 2015 تساءل «محمد حسن آصفري» عضو مجلس الشورى الاسلامي للنظام: في الوقت الذي تنشط معامل ضخمة مثل «واغن بارس» و «هبكو» و«آذرآب» و«صناعة السيارات» ما الذي يبرّر عمل الحكومة لشراء أكثر من 5000 عربة قطار من روسيا واستيراد بلدية طهران أكثر من 3500 عربة قطار من الصين. (موقع خبري لقضاء كميجان 8 نوفمبر 2016).