-نجاح مصر فى عقد هدنه الغوطه راجع الى عدم تورط مصر فى الدم السورى ولم تدعم تنظيمات ارهابيه او تسهل عبورهم الى سوريا
-زيارة الملك سلمان لروسيا جاءت لتكريس لمحور جديد يضم الولايات المتحده وروسيا والسعودية فى مواجهة محور اخر يضم تركيا وايران وقطر
فى تطور لافت للنظر استطاعت الدبلوماسيه المصريه بالتنسيق مع تيار الغد السورى عقد اتفاق ثانى للهدنه فى غوطه دمشق بين النظام السورى وفصائل المعارضه وعقب تلك الهدنه كان لنا هذا الحوار مع د/ محمد خالد الشاكر القيادى بتيار الغد السورى والمحلل السياسى .
3- هل كان للتنسيق بين تيار الغد والقياده المصريه دور فى نجاح بعض الهدن التي رعتها القاهرة؟
وهل تتوقعون استمرارها ؟.
بالتأكيد هناك تنسيق عال بين القيادة المصرية وتيار الغد السوري، منذ أن اختار انعقاد مؤتمره التأسيسي في القاهرة في آذار 2016، وبحضور ممثلي دول عربية، أخذت أهمية الدور المصري، ونقل الملف السوري من استقطاباته الإقليمية الحادة إلى حضه العربي، لذلك جاءت أهمية اضطلاع الدبلوماسية المصرية في رعاية هدن الغوطة الشرقية، وحمص الشمالي، مع ملاحظة أنّ اهذه الهدن لم تتضمن التهجير القسري للأهالي، كما حدث في الهدن التي عقدتها بعض القوى التي تقف وراء الحركات الجهادية، التي أصبحت في أحد مراحلها تعمل على التغيير الديمغرافي، مايهدد وحدة سورية أرضاً وشعباً.
وعليه، جاءت الهدن التي رعتها القاهرة تحييداً لما تم تجريبه من أنّ أدوار إقليمية خارج النظام الإقليمي العربي، لم تقدم سوى حرب مستمرة منذ مايقارب السبع سنوات، حرب جعلت من المعارضة السورية الرسمية مرتهنة لقوى تصر على أن السوريين ليسوا سوى أخوان مسلمين أو جهاديين أو تكفيرين، في تجاهل واضح للقوى الوطنية الديمقراطية، أضف إلى أن مصر لم تتورط بالدم السوري، ولم تدعم جبهة النصرة أو داعش ولم تسهل عبورهم إلى سورية، كمعادلة حولت جميع السوريين إلى إرهابيين في نظر الغرب…. تصور كل سوري – حتى هذه اللحظة- ممنوع الدخول إلى إي بلد بما فيها الدول العربية، فقد لأن السوريين ينظر إليهم كإرهابيين … لا أدري كيف استطاعت هذه القوى الإقليمية أن تشيطن شعب قدم للبشرية مفهوم الدولة المدنية منذ أكثر من 7 آلاف سنة قبل الميلاد، ولا أدري كيف أصبحت دير الزور والرقة و الميادين عاصمة لتنظيم داعش، فعلى هذه الأرض حكايا وتواريخ تؤكد هوية هذه الأرض، وفعلها في سيرورة التاريخ وصيرورته، كما اثبتو مدنيتخم منذ أن سجل أبناء القبائل في مناطقنا أسماء الأرمن في سجلات عوائلهم لحماية من الإبادة، وهم مازالوا يعيشون بيننا، ويسمون ابنائهم بأسمائنا.
(5)حسب خبرتكم كأستاذ في القانون الدولي، هل تعتقون أنّ الهدن التي عقدت في القاهرة، تتوافق والقرار 2254 ، وهل تتوقعون أن تكون بدايه للحل السياسي في سورية؟
دعني أقول لك ، بأنّ الحرب العسكرية بين النظام والمعارضة انتهت تقريباً، وأن كل مايجري الآن في إطار العملية السياسية التي تضمنها القرار 2254، الذي تضمن، في مندرجاته ( كقوة ملزمة) وليس في ديباجته، تأكيده في البند (1) على بيان جنيف 30 يونيه 2012، وـاييده لبيان فيينا، كأساس للانتقال السياسي، مايعني أن ّ القرار 2254 جاء بصيغة توافقية تحدثت عن ” حكم ذي مصداقية يشمل الجميع ولايقوم على الطائفية “، مايعني أنه أخذ بالتحولات الجيوستراتيجية على الأرض، و التفاهمات الدولية، على اعتبار أن جنيف تضمن ” هيئة حكم كاملة الصلاحيات التنفيذيةط بينما بيان فيينا نص على ” حكومة مشتركة بين النظام والمعارضة”. ثم عاد القرار في البند (5)، ليسلم بالصلة الوثيقة بين وقف إطلاق النار وعملية سياسية موازية عملاً ببيان جنيف1، ولاحظ هنا عبارة ” موازية” التي تضمنها القرار، مؤكداً في البند ذاته على الدفع بكلا المسارين، مايعني أن لا عملية سياسية قبل وقف إطلاق النار ، والبدء بالإجراءات التنفيذية لمراقبة وقف إطلاق النار، أي وقف الأعمال القتالية بين النظام والمعارضة، وهو ماجرى ويجري في مناطق الهدن أو خفض التصعيد كمرحلة من مراحل العملية السياسية التي تضمنها القرار الأممي 2254. وفي البند (8) يجدد القرار دعوته لتنفيذ القرار لمنع وقمع الأعمال الإرهابية، التي يرتكبها داعش وجبهة النصرة، وسائر الجماعات المرتبطة بالقاعدة، والقضاء على ملاذاتهم الآمنة التي أقامتها هذه الجماعات في سورية، مايعني أولوية محاربة الإرهاب في إطار عملية “موازية” للعملية السياسية.
ولو عدنا لأداء التفاوض في جميع جولات جنيف، للاحظنا أنّ النظام كان يسمي كل المعارضة بالإرهابيين، وبينما كانت المعارضة تطالب رحيل رأس النظام قبل بدء المرحلة الانتقالية، و هذا يتعارض مع بديهيات التفاوض الذي يحتاج إلى أن يتنازل كل طرف للآخر عما هومعقول، فلا النظام قبل بالمعارضة، ولا المعارضة قبلت حتى عملية موازية لمحاربة داعش، وهذا كان أساس تعثر المفاوضات التي دفع ثمنها المدنيون السوريون، وأساس توجه الأمريكان إلى الأكراد لقيادة الحرب ضد داعش، الذي عقد الحالة السورية برمتها، بل وتركت المنطقة الشرقية أمام تشريد وتهجير ومعاناة يومية، في غياب واضح لأبنائها، كما الغياب الكلي للمعارضة الرسمية السورية عنها.
لذلك فما نراه من هدن بالتأكيد أحد المقدمات الأساسية، لتطبيق القرار 2245 الذي تضمن الآليات التنفيذية لوقف إطلاق النار، الذي يتم الاشتغال عليه الآن في مناطق خفض التصعيد ( مناطق روسيا)، تمهيداً لإدارتها من المعارضة، ومن ثم الجلوس على طاولة التفاوض، الذي حدد مساراته القرار 2254، بالتوازي مع الحرب على داعش ( مناطق الغطاء الأمريكي)، حيث تتصارع الدولتين ( الولايات المتحدة وروسيا)، للاستحواذ على ما أمكن من الأرض لتحسين شروط التفاوض في عملية سياسية عمودها الفقري القرار 2254 أواخر العام 2015، كقرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وحسب فقه القانون الدولي، يأخذ القرار صيغة تنفيذية إلزامية لجميع دول العالم، وليس الأطراف المتصارعة وحسب.
-4 الشعب السوري شعب مدني متحضر، هكذا علمنا التاريخ، برأيك ماهي أسباب تحول الحراك السلمي السوري إلى مشاريع للخلافة الإسلامية، وهل انعكس ذلك على المفاوضات السورية في جنيف؟
بداية دعني أقول لك، أول المستفيدين من حرف مسار الحراك السوري إلى حراك إسلاموي هو النظام وحلفائه، وبالذات الإيرانيين، وقد وقعت المعارضة السورية في فخ المشروع الإيراني الذي يقوم على تثوير الصراعات الطائفية التي لاتنتهي إلا بتحويل دول المنطقة إلى دول فاشلة كما حصلفي العراق ولبنان واليمن وسورية، ولا يريد هذا المشروع من سورية سوى تحويلها إلى ساحة للفوضى، ضمن مشروع قذر بدأ مع وصول الخميني إلى السلطة.. مشروع يتأسس على مفاهيم تضمنها الدستور الإيراني تقوم على فكرة الدولة الإسلامية الجامعة والجهاد المستمر” في مناطق نظرية ” تصدير الثورة الإيرانية” ( المنطقة العربية) .. لاحظ مدى اتساق هذه الفكرة مع ” حاكمية” قطب” و “خلافة ” البغدادي و “إمارة ” الجولاني . أعتقد أن سورية تدفع ثمن فكرة واحدة تقف وراءها دول تتفق على تمزيق الجسد السوري، وتختلف في حصة كل منها. لذلك كان من أهم أسباب فشل المعارضة السورية هو ارتهانها لجماعات ودول تحمل المشروع ذاته والفكرة ذاتها، في استمراء مقيت للخطاب الشعبوي الذي سارت وراءه المعارضة السورية ممثلة بهيئة التفاوض، حين باركت باندماج جبهة النصرة، ومطالبتها بخطوات تنفيذية، في الوقت الذي كانت فيه خطابات الظواهري توجههم على في تغيير اسمها لأمور تنظيمية، بعد أيام من صدور القرار 2254، الذي اعتبر جبهة النصرة منظمة إرهابية.. وقد تأكد ذلك أكثر بتسمية معركة حلب بـ ” غزوة ابراهيم اليوسف” في استحضار مقيت لأبشع انموذج طائفي، لم تعرفه مراحل التاريخ السوري.. لا أدري كيف تطالب المعارضة السورية الغرب بدعمها بشكل جدي، وهي لاتمتلك قيادة الجماهير، التي تم اختراقها من داخل المظاهرات السلمية، وهي تنادي بتدمير أمريكا الكافرة، وتمجد أسامة بن لادن، والجولاني، وتدعو لذبح كل ماهو غير سني، وهي المنهجة التي كانت تقف وراءها مخابرات دول إقليمية تنسق فيما بينها لتحقيق مصالحها، وأخذ حصتها من الجسد السوري، سواء تلك التي يهمها فقط تصفية حساباتها مع الأكراد، أو تلك التي تعمل على تحويل المنطقة إلى ولايات تتبع الولي الفقيه.
(6)فى ظل مشاركة قوات سوريا الديمقراطيه فى معارك الرفه ودير الزور هل تتوقع ان يعيد اكراد سوريا سيناريو ماحدث بالنسبه لاكراد العراق ؟ الأكراد مكون سوري، لهم ما للسوريين وعليهم ماعليهم، في إطار وحدة سورية التي تضمنتها العملية السياسية، وكل ماعدا ذلك من مشاريع، فهي مفرز عابر من مفرزات الصراع.
(7)وهل تتوقعون صداما بين قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطيه فى المرحلة المقبله ؟
ما أعرفه حتى هذه اللحظة، بأن قوات سورية الديمقراطية، لا تحمل أي مشروع ضد النظام، ربما في مراحل لاحقة إذا اختلفت المصالح، ولكن يبدو أن قوات سورية الديمقراطية، لديها مشروعها الذي يختلف عن مشروع النظام أو مشروع المعارضة، وإلا ما معنى استبعاد العنصر العربي وتهميشه في المنطقة الشرقية، تصور أنّ العرب حتى هذه اللحظة لا يملكون الحق في إدارة مخيم، فيه أهلهم وذويهم، الذين يُمنع عليهم التوجه إلى الحسكة أو مناطق أخرى آمنة في وطنهم، بما في ذلك النساء والأطفال والشيوخ، وقد قامت قوات سورية الديمقراطية باستبعاد جميع الفصائل العربية التي لاتنضوي تحت مشروعها السياسي، بما في ذلك قوات التخبة السورية، التي عقدت معهم اتفاقيات ثنائية، والمكونة من أبناء الحسكة والرقة ودير الزور.. إذاً هناك مشروع ما تضمره قوات سورية الديمقراطية، قد يضع المنطقة الشرقية على فوهة بركان من الصراع العربي – الكردي، وهو ما نعمل على امتصاصه سواء من خلال تشكيل المجلس العربي في الجزيرة والفرات، الذي سيعمل على مسألة إعادة القرار لأبناء المنطقة في إدارة مناطقهم، كما يعمل لامتصاص حالة الاحتقان من خلال العمل على أن يكون لقوات النخبة السورية، دوراً في حفظ الأمن والاستقرار، وحماية أهلهم وذويهم في تلك المناطق.كيف ترى تأثير زيارة الملك سلمان لموسكو على الازمه السوريه ؟
حسب رأيي المتواضع، الزيارة جاءت في الشق الذي تتفق فيه كل من روسيا والولايات المتحدة في سورية، كون روسيا تدرك بأنها لا تقدم نفسها بديلاً عن الولايات المتحدة، ولكنها تبحث عما يكسر جليد التفاهمات مع السعودية في سورية، وموقف السعودية منها،لاسيما بعد الفشل الذي مني به اتفاق الرياض الذي دعت إليه المملكة لتوحيد المعارضة السورية. إذاً يبدو أنّ اصطفاف جديد في الحالة السورية، ولمحورين، أحدهما يضم الولايات المتحدة، وروسيا والسعودية، في مواجهة محور آخر يضم تركيا، و إيران قطر، بكل ما يحمله المحوران من تضادات واختلافات بنيوية حادة في رؤية الحل السياسي ومسار العملية السياسية في سورية.
(10)وماهو تقييمكم لموقف الاداره الامريكيه الجديده من الأزمه ؟
موقف الإدارة الأمريكية الحالية أكثر وضوحاً من سابقتها، التي انتهجت استراتيجية الانكفاء الأمريكي، وترك القوى المحلية تحل مشاكلها بنفسها، وهو ماحقق إطالة أمد الصراع، كون جميع القوى الإقليمية كانت متكافئة وغير قادرة أية قوة لوحدها من فرض شروطها هذا من جهة، كما نأي هذه القوى عن فكرة الإرادة فعلية للحل، بسب استغلالها لما يجري ، كفرصة لنقل مشاكلها إلى سورية.بالنهاية، موقف إدارة ترامب، كان واضحاً في أولوية محاربة الإرهاب، قبل الحديث عن أية عملية سياسية، أي أنه يتسق مع الرؤية الروسية، وهذا بالنظر إلى الواقعية السياسية، أصبح أمراً لا مفر منه، وكل ماعدا ذلك فهو مضيعة للوقت، خصوصاً وأن الصراع أخذ من السوريين ومن سورية ما يكفي، ولم يعد أمام الطرفين نظاماً ومعارضة سوى أن يتفهموا أنهم أمام تقاسم للخسائر ليس إلا.
(11)- فى النهايه هل ترى تدخل قوى اقليميه كتركيا وايران سوف يؤدى فى النهايه الى تقسيم سوريا ؟
إذا تُرك الحبل على غارب التجاذبات الإقليمية بين إيران وتركيا ، فبالتأكيد ستسير سورية إلى تقسم طائفي، فالواقع الحالي الذي فرضه التدخل التركي الإيراني يشير إلى أن سورية الآن مقسمة من الناحية العملية، أليس هناك أراض سورية خارج السيادة الوطنية السورية تستحوذها جماعات تأتمر بتركيا، ومساحات أخرى تستحوذها جماعات تأتمر بإيران. وأخرى تستحوذها جماعات تأتمر بالولايات المتحدة الأمريكية، ولكن أعتقد أنّ هذه المعادلة صعبة لأنها تصطدم بالسوريين أولاً، وبالعملية السياسية التي تضمنها القرار 2254 ثانياً، التي تشمل كامل سورية، كما تصطدم بالمصالح الروسية – الأمريكية، فالروس – حسب مصالحهم- لن يتنازلوا عن وحدة سورية، كآخر موطئ قدم لهم في المياه الدافئة، كما لن يتنازل الأمريكان عن استراتيجية التوازن الإقليمي لدعامتي الخليج العربي العربي ( إيران والسعودية)، لصالح إيران، كما تخوف الأمريكان من استحواذ الإيرانيين على ” الكريدور” الممتد من طهران فبغداد فشرق سورية فدمشق فالمتوسط، حيث يتعارض ذلك مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها