نظم مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” بالشراكة مع لجنة الانتخابات المركزية ظهر لقاءً وطنياً في قاعة بلدية البيرة “بعنوان الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية استحقاقاً وطنياً وديمقراطياً ومدخلاً لإنهاء الانقسام “، بحضور ممثلي الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية ، وتحدث في اللقاء د. جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وقيس عبد الكريم أبو ليلى نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، ود. واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية ومنسق القوى الوطنية والإسلامية، وتيسير الزبري رئيس مجلس إدارة مركز حريات، وفوز خليفة أمين سر وطنيون لإنهاء الانقسام، وأدار اللقاء حلمي الأعرج مدير مركز الدفاع عن الحريات.
وأكد تيسير الزبري في مداخلته على أن أهم شروط تحقق الديمقراطية في المجتمع هي التعددية، وحرص الأغلبية على مصالح الأقلية وحق الأقلية في التحول إلى الأغلبية بشكل سلمي دون اللجوء إلى الانقلاب والعنف والحسم العسكري، وأضاف أن ما نشهده في العالم العربي والإسلامي من صراعات مريرة دموية، كان بسبب تجاهل شروط التعددية في المجتمع، في الوقت الذي كانت تتحدث به الحكومات عن الوحدة الوطنية كانت تتفاعل تحت القشرة عوامل الانفجارات المذهبية والطائفية والعرقية التي انفجرت بسبب غياب الديمقراطية واالتعددية، وأضاف أن الانتخابات هي الوسيلة الرئيسية للتغيير وأننا كفلسطينيين ليس أمامنا خيار سوى الانتخابات للخروج من مأزق الانقسام وأن المواطنين سوف يذهبون للانتخابات إذا توفرت الجدية لذلك.
وتحدث د.جمال محيسن على أن حركة فتح جادة وحريصة على إنجاح المصالحة وهنالك تعليمات واضحة بهذا الاتجاه صدرت لممثلي الحركة بالحرص على إنجاح المصالحة وأن الحركة في خضم عملية ديمقراطية واسعة بعد إنجاز مؤتمرها العام السابع، وأن بداية المصالحة تتمثل في تمكين الحكومة من العمل في قطاع غزة، وأن الحكومة مهمتها تنفيذ الاتفاق ولا تضع اتفاقات، وأن حكومة التوافق الوطني يمكن أن تستمر بالعمل للتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية، وأكد أن الانتخابات تضمن الشراكة للجميع في الحياة السياسية، وأن نتائج الانتخابات الماضية ليست السبب في الانقسام إنما الاقصاء هو الذي أدى إلى ذلك، وأضاف أن الديمقراطية متأصلة في منظمة التحرير الفلسطينية وتجلت في إجراء انتخابات للمجلس الوطني واللجنة التفيذية والاتحادات والنقابات ومجالس الطلبة، وانتخابات البلدية.
رحب أبوليلى بالخطوات التي تم تحقيقها على طريق إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وبالدور المصري في هذه العملية، ودعا إلى عدم التباطؤ في البناء على ما تحقق وخاصة في سرعة رفع الإجراءات التي فرضت على قطاع غزة، وأضاف أن الديمقراطية الفلسطينية كانت تقوم في المراحل السابقة على التوافق (الكوتا) وهذه المرحلة تم تجاوزها، ولا يمكن العودة لها من الناحية العملية ، لذلك لا بد من إجراء انتخابات عامة وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل، الأمر الذي يضمن مشاركة كافة القوى في الحياة السياسية، وهذا الأمر ضروري باعتبار أن النظام الانتخابي في الانتخابات الماضية هو الذي أدى إلى الانقسام وليس الانتخابات بحد ذاتها، لذلك المطلوب إجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، وأن يكون تأجيل الانتخابات لتوفير شروطها وليس تأجيل الانتخابات إلى أن تتوفر شروطها، وأن الانتخابات بحاجة إلى برنامج سياسي متفق عليه من كافة القوى السياسية وهذا البرنامج موجود وهو وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى) التي تعالج معظم القضايا الجوهرية المطروحة.
أكد الدكتور واصل أبو يوسف على أنه لا يوجد بديل يشكل فيصل لحسم الخلاف القائم وإنهاء الانقسام سوى إجراء الانتخابات الديمقراطية، وتفعيل دور م.ت.ف وإجراء انتخابات للمجلس الوطني، وبناء استراتيجية جديدة تقوم على أساس المراجعة الشاملة للمرحلة السابقة. ودعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها التحضير إلى انتخابات تشريعية ورئاسية على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، واعتبر أن الظروف الاقتصادية والحياتية الصعبة التي يعيشها أهلنا بقطاع غزة وانسداد الأفق السياسي وموقف الإدارة الأمريكية المنحاز إلى جانب دولة الاحتلال على حساب الحقوق المشروعة، بالاضافة إلى الدور المصري كلها عوامل سرعت في خطوات إنهاء الانقسام ودفع جهود المصالحة إلى الأمام.
أشار فوز خليفة إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية لمعالجة ما خلفه الانقسام في كافة المجالات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية والمجلس الوطني، واحترام نتائجها، وأنه يجب أن نكون يقظين لمراقبة ما يجري والعمل للضغط على كل من يحاول عرقلة المصالحة، وأن معالجة الآثار الناتجة عن الانقسام بحاجة إلى وقت لكن من الأهمية أن يشعر شعبنا في الوطن والشتات بإتخاذ قرارات ملموسة وإيجابية تعكس أجواء المصالحة.
في ختام اللقاء أكد حلمي الأعرج على أهمية الانتخابات العامة وضرورة اعتبارها مدخلاً لإنهاء الانقسام ، وأضاف أن تزامن انعقاد هذا اللقاء جاء مع أجواء المصالحة الايجابية التي بدأت في القاهرة وتعمقت بقطاع غزة وعادت من جديد إلى القاهرة، حيث تلوح في الأفق بشائر الخير والأمل نحو إنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، لذلك نتطلع أن يأخذ موضوع إجراء الانتخابات العامة موقعه على طاولة الحوار في القاهرة، ليس باعتباره حق دستوري وأداة لتداول السلطة وتكريس شرعية النظام الفلسطيني بل باعتبار الانتخابات العامة مدخلاً لإنهاء الانقسام وطي فصوله إلى غير رجعة.