تظاهر اليوم آلاف من المواطنين الذين نهبت المؤسسات التابعة لقوات الحرس وغيرها من الأجهزة القمعية للنظام أموالهم، في الشوارع المركزية للعاصمة طهران وانطلقوا في مسيرة ليبدوا غضبهم واشمئزازهم للاضطهاد الذي يمارسه نظام ولاية الفقيه.
ففي السنوات الماضية أسست قوات الحرس والسلطة القضائية وقوى الأمن الداخلي مؤسسات «كاسبين» و«بديده شانديز» و«البرز إيرانيان (آرمان)» و«برديسبان» و… تحت غطاء شركات تعاونية ومصارف على شكل متسلسل في عموم المدن الإيرانية وجمعت أرصدة شرائح مختلفة من الشعب ونهبتها.
إضافة إلى المحتجين من أهالي طهران، قدم مواطنون منهوبة أموالهم من مدن «مشهد» و«رشت» و«اردبيل» و«كرمان» و«الأهواز» إلى العاصمة لينطلقوا نحو شارع «باستور» حيث مكتب الرئيس المخادع للنظام وهم يهتفون «لا نعيش تحت الظلم ونفدي أرواحنا في سبيل الحرية والموت لهذا الظلم والموت لهذا الظلم». «يا أبافاضل صاحب الراية، اقتلع جذور الظلم» و«نهاية فقدان الغيرة، اختلاس حكومي» و«لم يرَ شعب هكذا حكومة فاقدة الغيرة» و«أصبح بلدنا مركزا انموذجيا للسرقة في العالم» و«يصدرون الجواز في البداية ثم يبتلعون النقود» و«العدالة العدالة حقنا المؤكد» و«استحي يا روحاني وفكّر في حالنا».
وحاولت عناصر قوى الأمن الداخلي وحرس مكافحة الشغب بتواجدها المكثف تفريق المتظاهرين من خلال تهديدهم وارعابهم كما حاصرت هذه القولات المتظاهرين وأغلقت الطرق المنتهية إلى مسيرة التظاهرة (من مبنى السلطة القضائية في شارع كشاورز باتجاه شارع باستور) للحؤول دون التحاق المارة بالمحتجين. ولكن المواطنين المتظاهرين في المقابل وعقب تهديدهم وتعرضهم من قبل قوات القمع، هتفوا «انني أقتل أقتل مَن قتل أخي» و«استحي يا قوى الأمن». وحضرت في هذه الحركة الاحتجاجية النساء الباسلات وبعضهن مع أطفالهن، ولعبن دورا بارزا فيها. ثم استمر الاحتجاج ليحتشد المواطنون أمام مجلس شورى النظام. انهم اعتزموا ليواصلوا التظاهرة إلى مقر اقامة خامنئي الا أن الشرطة منعتهم من ذلك.
علما أنّ عددا من المواطنين الذين نهبت أموالهم تركوا البيت والأهل رغم مشكلاتهم العديدة والمرض وتحمل ضيق مالي شديد، وقدموا من مدن بعيدة وقريبة إلى طهران لاستعادة ودائعهم المنهوبة وهم يعتصمون منذ أسابيع ليل نهار أمام السلطة القضائية في شارع كشاورز بالعاصمة طهران ويبيتون ليلا في الشارع. وفي تجمعهم الاحتجاجي يوم السبت 14 اكتوبر انهم هتفوا «استخدموا الإسلام ذريعة وجعلوا المواطنين منهوكين!» و«هؤلاء أعداء الشعب، عار على كل إيراني» و«الأمن والاقتصاد أصبحا بيد اللصوص» و«يا حسينا شعارهم والسرقة افتخارهم».
كما وفي يوم الجمعة 13 اكتوبر كانوا يهتفون وهم لبسوا أكفانا : «لا حكم لنا ولا حاكم، والمحاكم هي سارقة» «اختلاسات الحكومة اساءة إلى مقام الشعب» و«عامل فقر الشعب هذه الحكومة فاقدة الغيرة».
وكان «حاتمي يزدي» من خبراء النظام في الشؤون المالية قد أبدى رد فعل على اتساع تظاهرة المواطنين المنهوبة أموالهم : «اولئك الذين أسسوا هذه المؤسسات كانوا يحظون بسلطة سياسية واسناد خاص حيث تمكنوا من تخطي القانون وتجاوزه… كل هذه المؤسسات أسست بدعم سياسي من غير حق وهي تواصل عملها بهذا الدعم». (قناة «شبكة خبر» 20 يونيو 2017).
سبق وأن كان هذا الوكيل للنظام قد اعترف بأن «سلطات كبيرة تقف وراء هذه المؤسسات المالية والائتمانية. تلك السلطات التي تستطيع أن تغيّر قرارات مجلس المال والائتمان اذا اقتضت الضرورة» (اقتصاد نيوز 20 مايو2017).