”
-التصدى لفوضى الفتاوى والافكار المتطرفه يتطلب تنقية بعض كتب التراث والعمل على تجديد الخطاب الدينى بما يتلائم مع متطلبات العصر .
-ظاهرة التطرف صناعه غربيه استغلت خللا فى العالم الاسلامى .
شهدت القاهره مؤخرا انعقاد مؤتمر دار الافتاء والذى ناقش ظاهرة فوضى الفتاوى وكيفية التصدى لها نظرا لخطورتها على العالم الاسلامى واستغلال بعض المتاجرين بالدين لها لاثارة الفوضى ونشر الفكر المتطرف وعن كيفية التصدى لتلك الظاهره ومواجهة الفكر المتطرف كان لنا هذا الحوار مع عبدالله بن فهد مستشار وزير الشئون الاسلاميه بالسعودية .
-شهدت الفتره الماضيه هجوما حادا على المؤسسات الدينيه وعلى راسها الازهر متهمه اياه بالتسبب فى انتشار الفكر المتطرف لتقاعسه فى التصدى لاصحاب الافكار المتطرفه فما هو ردك على هذا الهجوم ؟
الازهر على مدار تاريخه يحارب الفكر المتطرف ويدعوا الى الوسطيه والاعتدال واذا تتبعنا اصحاب الفكر المتطرف لم نجد احد منهم ينتمى للازهر بل درسوا فى جامعات بعيده عن تعاليم الدين الحقيقيه وللاسف فان اصحاب تلك الافكار يدعون للعلم ويطلقون اللحى ويبهرون البسطاء بحفظهم الاحاديث واجادة الخطابه وهم فى الواقع ليس لديهم علم لكن العلماء الحقيقيين هم من درسوا فى الازهر وبالتالى فاننى اطالب بقصر الفتوى على المتخصصين من العلماء الذين درسوا اصول الفقه فى الازهر .
-نادى البعض بضرورة تنقية كتب التراث بدعوى ان بعض تلك الكتب تحتوى على احكام لاتناسب العصر فما هى رؤيتك لذلك ؟
فيما يتعلق بالقران والسنه فهما جزء من الوصى ولا يتم مناقشتهما ولكن يجب فهمهما بما يناسب عصرنا .
-وهل يتطلب الامر تطوير الخطاب الدينى ؟
تجديد الخطاب الدينى امر مطلوب ولقد تنبا رسولنا الكريم بهذا عندما قال سيظهر كل مائه عام من يجدد للامه امر دينها فالتجديد فى التراث الاسلامى امر مطلوب ولا نريد ان نقول تطوير لان التطوير يعنى انشاء اشياء جديده اما التجديد فهو العوده الى القديم وتقديمه بصوره جديده .
-وماهى رؤيتك لبروز ظاهرة التطرف فى السنوات الاخيره وهل هى صناعه غربيه ام ناتجه من خلل فى المجتمعات الاسلاميه ؟
هى فى الحقيقه صناعه غربيه ولكنها استغلت خللا فى العالم الاسلامى واعتقد ان بروز ظاهرة التطرف ليست فقط مسئولية الغرب بل هى مسئولية قوى اقليميه ايضا تسعى الى نشر التطرف واقامة دويلات وتقسيم المقسم وخلق صراعات داخل الامه الاسلاميه .
-وكيف تفسر انضمام شباب غربى الى التنظيمات الارهابيه وعلى راسها تنظيم داعش ؟
هناك شباب غربى مفتون بالمغامره وفى مرحلة الستينات شاهدنا وجود تنظيمات يساريه متطرفه تمارس الارهاب وعندما تراجعت الشيوعيه لم يبقى لهؤلاء الشباب سوى تلك التنظيمات المتطرفه التى تمارس العنف وتدعى انها تنتمى للاسلام وهذا دليل على ان الارهاب ليس له دين او وطن .
-ولماذا تزايد الهجوم على الاسلام فى السنوات الاخيره ؟
قبل النظر الى تزايد الهجوم على الاسلام ينبغى اولا النظر الى انفسنا كمؤسسات دينيه وجامعات اسلاميه وهيئات علميه تقود الراى العام فى العالم الاسلامى والتى يجب ان تكثف جهودها لنشر الخطاب المتسامح وتعديل مناهج التعليم لتلائم التحديات المعاصره فضلا عن العمل على تنفيذ الشبهات التى تروجها الجماعات المتطرفه وتصحيح المفاهيم المغلوطه .
-وهل يتطلب الامر مراقبة مواقع التواصل الاجتماعى والتى تنشر المفاهيم المغلوطه والفكر المتطرف ؟
بالفعل هذا امر ضرورى لان بعض الجماعات المتطرفه تستخدم تلك المواقع لنشر ثقافة الكراهيه والعنف وتشويه صورة الاسلام .
-شكك البعض فى فاعلية المؤتمرات التى يعقدها الازهر والمؤسسات الدينيه الاخرى لان تلك المؤتمرات تخرج بتوصيات تظل جديه الادراج فما هى وجهة نظرك ؟
بالعكس هذه المؤتمرات مفيده جدا لانها تشجع العقلاء على تشخيص ظاهرة التطرف وايجاد حلول لها وهى فرصه لتوضيح حقيقة الاسلام وبراته من هؤلاء المتطرفين والاعمال التى يرتكبوها .
-فى النهايه ماهى اهم التوصيات التى تتمنى الخروج بها لخدمة الاسلام ؟
تكثيف الجهود لتعليم اللغه العربيه لغير الناطقين بها حتى يسهل مد جسور التواصل والتفاهم مع الغرب وانشاء شبكات للتواصل مع الباحثين ونظراتهم فى الغرب واعداد فريق للرد على الدراسات التى تحمل فى طياتها ازدراء للشخصيات الاسلاميه وبيان حقيقة هذه الدراسات واهدافها وقيمة هذه الشخصيات .