فرضت السلطات المغربية تكتما إعلاميا على نباء بشأن القمر الصناعي المغربي ” الأمني” الذي سيتم إطلاقه الأسبوع المقبل ويحمل اسم “محمد السادس”.
وأعلن الموقع الرسمي للمركز الفرنسي للفضاء “غويانا” أن القمر الذي يحمل اسم “MOHAMMED VI-A”، سيطلق الاسبوع المقبل في غويانا، وهو إقليم فرنسي يطل على الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية.
وأوضح المركز أن القمر المغربي تم تطويره لمراقبة التراب الوطني، وجرى تصنيعه من قبل الشركتين الفرنسيتين “تاليس أيلينيا سبايس” و”إيرباص ديفانس أند سبايس”.
لكن مواقع أوروبية متخصصة في هذا المجال، أشارت إلى أن اقتناء المغرب لهذا القمر يدخل في إطار تعزيز الترسانة الأمنية، ضمن صفقة تمت سنة 2013 مع فرنسا، اشترت بموجبها المملكة المغربية قمرين صناعيين بحوالي 500 مليون يورو.
ويثير إطلاق القمر المغربي الجديد حفيظة الجارة الجزائر، حيث ذكرت صحيفة الشروق الجزائرية نقلا عن تقرير إسباني أن المغرب “سيطلق قمرا تجسسيا” وأن الأمر يتعلق بقمر “رصد الأرض بدقة عالية” و بـ”سرية تامة”، الأمر الذي يسمح بالحصول على صور عالية الدقة، ومراقبة الأرض على مدار الساعة، وتسجيل كل صغيرة وكبيرة.
وأضاف التقرير أن الأمر لا يتعلق بقمر صناعي واحد، بل ببرنامج تبلغ قيمته المالية أكثر من 500 مليون يورو، يشمل قمرين صناعيين: الأول يحمل الرقم الرمزي “MN35-13″، هو الذي سيتم إطلاقه في 8 نوفمبر الجاري ، فيما الثاني من المنتظر أن يتم إرساله إلى الفضاء في عام 2018، لكن لا توجد الكثير من المعلومات بخصوصه.
وأشار التقرير إلى أن السرية التي أحيطت بها الصفقة، تجعل من الصعب معرفة بعض صفات القمر الصناعي المغربي الجديد.
ويعتقد التقرير أن القمر الصناعي العسكري المغربي، “قادر على الرصد والاستطلاع بدقة عالية في شريط يمتد على طول 800 كيلومتر”، كما أنه “يستطيع التقاط 500 صورة يوميا وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية على رأس كل 6 ساعات”.
يذكر أن صحيفة “البلاد “الجزائرية نشرت تقريرا الشهر الماضي يفيد بشروع لجنة حكومية مشتركة في أشغال نصب أنظمة مراقبة تكنولوجية، وعوازل إسمنتية مزودة ببرامج إلكترونية وأجهزة تشويش، لتعزيز المراقبة على الحدود مع المغرب.
ونقلت الصحيفة الجزائرية أن “هذه الخطوة أملتها دواع أمنية متزامنة مع اعتزام وزارة الدفاع المغربية إطلاق قمر صناعي تجسسي” وفق تعبيرها.
وأوضحت الصحيفة أن “العازل الذي بدأت الأشغال بخصوصه مزود بأنظمة مراقبة واتصال كهروبصرية جرى تصنيعها بشراكة مع مؤسسة ألمانية متخصصة في نظم المراقبة بأجهزة الرادار”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الغرض من القمر الصناعي المغربي الجديد هو إطلاق أنشطة تجسس على الحدود الجزائرية”.
يذكر أن هناك حاليا توترا في العلاقات المغربية الجزائرية على خلفية تصريحات لوزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل انتقد فيها المغرب التي ردت عليها بقوة.