ليلة السبت على الأحد الماضي تحول فندق “ريتز كارلتون” وسط العاصمة السعودية الرياض إلى ما وصفته وسائل الإعلام بـ”أكثر السجون رفاهية” في العالم .
وتشير وسائل الإعلام لهذا الفندق كمكان احتجاز الأمراء وكبار المسؤولين السعوديين المعتقلين بقرار من اللجنة العليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ونشر نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يعتقد أنه لبهو الفندق، وفيه أشخاص يرقدون على فرش وحراس مسلحون وراءهم.
وأفادت صحيفة “غارديان” البريطانية أمس الاثنين بأن السلطات السعودية طلبت نزلاء الفندق في الساعة الـ11 مساء السبت مغادرة المبنى فورا مع أمتعتهم، دون توضيح سبب ذلك، وتم نقلهم على متن حافلات وإعادة إسكانهم في فنادق أخرى.
بالتزامن مع ذلك، انطلقت منتصف الليلة ذاتها عملية نقل أكثر من 30 أميرا ومسؤولا محتجزا إلى الفندق “ريتز كارلتون” على متن حافلات، حسب مصادر لـ”غارديان”.
ونقلت جريدة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين متابعين للموضوع تأكيدهم أن حملة الاعتقالات تجري بمشاركة نحو 500 عنصر أمن سعودي.
ونقلت “غارديان” عن مسؤول سعودي رفيع المستوى لم يكشف عن هويته قوله إن اختيار الفندق كمكان احتجاز الأمراء والمسؤولين الكبار كان الحل الأفضل بالنسبة لولي العهد، موضحا: “لم يكن بإمكانه وضعهم في السجن، وهو يعرف ذلك”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه لو أقدم الأمير محمد على وضعهم في السجن لكان سيواجه غضب أعضاء آخرين في الأسرة الملكية، حيث يدور الحديث هنا عن أواصر قربى الدم”.
من جانب آخر، ذكر بروفيسور العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله أن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تشهدها المملكة في الآونة الأخيرة مهدت أرضية لإجبار ملاحقة أفراد من الأسرة الملكية قضائيا.
ونقلت “غارديان” عن البروفيسور قوله: “ثمة استعداد ثقافي في السعودية لمعاملة جميع الأفراد بالتساوي، وإذا تبين ذنب هؤلاء الأمراء فإن مكانهم سيكون في السجن، وسيكون ذلك قرارا عادلا، وسيفرح السعوديون جدا برؤية هؤلاء مسجونين”.
وأوضح البروفسور أن العرب تخلوا عن المجتمع العشائري، مشيرا إلى ظهور ممثلي الطبقة الوسطى في السعودية، وهم يتصرفون كأمثالهم في دول أخرى ويتطلعون إلى رؤية سعودية جديدة في القرن الـ21.