ألقى رؤساء تنفيذيون في شركات خليجية حجرًا في المياه الراكدة، بعدما أعربوا عن تفاؤلهم بتعافي أسعار النفط، واستقرارها على 60 دولارًا للبرميل، بما يشجع على عودة التوسع في المشاريع، وضخ استثمارات جديدة.
وصعدت أسعار النفط الخام لأعلى مستوياتها منذ قرابة عامين ونصف العام؛ بفعل اتفاق “أوبك” لخفض الإنتاج النفطي، بهدف إعادة التوازن للأسواق، وكبح جماح المعروض العالمي من الخام.
وقال رؤساء تنفيذيون في تصريحات صحافية، على هامش مشاركتهم مؤخرًا في معرض ومؤتمر أبوظبي للنفط والغاز “أديبك” بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، إن “استمرار تعافي النفط، والتوقعات بمزيد من الصعود بعد اجتماع أوبك، نهاية الشهر الجاري، سيسهم بشكل كبير في زيادة حجم أعمالهم، وأنشطتهم”.
وتعقد “أوبك” وروسيا وغيرهما من المنتجين اجتماعًا في الـ30 من نوفمبر/ تشرين الثاني، في العاصمة النمساوية “فيينا”؛ للبت في تمديد الاتفاق الحالي من عدمه.
خطط توسعية
وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية (حكومية): “إن الشركة رصدت استثمارات بقيمة 300 مليار دولار، سيتم استثمارها في قطاع النفط، والبتروكيماويات، خلال السنوات العشر المقبلة؛ لدعم خططها التوسعية في قطاع النفط”.
وأضاف أن: “استثمارات “أرامكو” لم تتوقف خلال السنوات الماضية في فترة انخفاض أسعار النفط، بل عملت الشركة على الاستفادة من ذلك عبر الحصول على فرص مجزية داخل، وخارج المملكة”.
وأوضح أن: “أرامكو” تواصل عملياتها التوسعية، لا سيما في قطاع الغاز، إذ تستهدف توسيع قدراتها الإنتاجية إلى 23 مليار قدم مكعب من الغاز يوميًا، خلال العقد المقبل، كما وقعت مؤخرًا اتفاقًا بقيمة 4.5 مليار دولار كاستثمارات جديدة في قطاع الغاز”.
أسواق تصديرية
وقال جمال الظاهري، رئيس مجلس إدارة شركة “دوكاب” الإماراتية (حكومية): “إن تحسن سوق النفط يعزز من توجه الشركة نحو البحث عن مزيد من الأسواق التصديرية، والتوسع في أعمالها”.
وأضاف الظاهري أن: “مرحلة هبوط أسعار النفط غير مرشحة للعودة مجددًا، لا سيما في ظل التحركات الإيجابية لمنظمة أوبك”. مشيرًا إلى أن شركات النفط، والغاز، والصناعات البتروكيماوية، نجحت في التكيف مع الأوضاع الراهنة، بما يسهم في استقرار الأسعار بشكل أكبر.
دعم العمليات
وقال عبد الله السميطي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة “نفط الكويت” (حكومية): إن شركته “تعكف على تنفيذ خطة لدعم عمليات استكشاف النفط والإنتاج باستثمار 5 مليارات دينار (16.5 مليار دولار) خلال 5 سنوات”.
وأضاف السميطي، أن: “الخطة ستبدأ خلال العام القادم، من خلال البدء في استكشاف 6 آبار جديدة للنفط في المياه الإقليمية”.
وأوضح المسؤول الكويتي أن: “خطط الشركة التطويرية والاستثمارية سترفع الطاقة الإنتاجية من 3.15 مليون برميل يوميًا حاليًا إلى 3.65 مليون برميل يوميًا بحلول 2022”.
تصدير المنتجات
بدوره، قال محمد العفاري، نائب رئيس شركة “حديد الإمارات”: إن “الشركة وضعت إستراتيجية جديدة لتصدير منتجاتها لأسواق خارج منطقة الشرق الأوسط، مع ارتفاع أسعار النفط، بعدما تأثر الاستهلاك المحلي في السنوات الماضية؛ بفعل تراجع النفط”.
وأضاف العفاري: أن “الشركة استطاعت تصدير نحو 400 ألف طن من منتجاتها، خلال الثلاث سنوات الماضية، إلى دول منطقة الشرق الأوسط عمومًا، ومنطقة الخليج على وجه الخصوص”. متوقعًا ارتفاع وتيرة التصدير مع صعود، واستقرار النفط.
وأشار العفاري إلى أن الشركة ستزيد الطاقة الإنتاجية لتصل إلى 3.2 مليون طن نهاية العام الجاري، من خلال 5 خطوط إنتاج، ارتفاعًا من 2.5 مليون طن خلال التسعة أشهر الأولى من 2017.
منصات بحرية
وقال علي العلي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة زاخر مارين للخدمات البحرية: إن “الشركة باشرت في إنشاء 3 منصات بحرية بترولية جديدة بالإمارات والسعودية، بقيمة 1.2 مليار درهم (327 مليون دولار) مع تعافي أسعار النفط”.
وأضاف العلي أن: “حجم استثمارات الشركة تجاوز مليار دولار، خلال 3 سنوات، فيما تدرس الشركة توقيع اتفاقيات جديدة خلال الوقت الحالي”، لافتًا إلى وجود مفاوضات قوية لتنفيذ أعمال جديدة في الصين.
وذكر أن الشركة باشرت تنفيذ نحو 65 منصة في 15 دولة، إذ تتوسع الشركة في السعودية والكويت والمكسيك وتنزانيا وتونس وليبيا.
فرص استكشاف
وقال علي الجنابي، نائب رئيس شركة “شل” أبوظبي: إن “الشركة تبحث استكشاف فرص تطوير الغاز في أبوظبي، إضافة إلى العمل على إنتاج النفط، وتحقيق أقصى قدر من التطوير، وتحقيق الكفاءة في التكاليف”.
ويعد معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك”، واحدًا من أكبر 3 معارض ضمن قطاع النفط والغاز في العالم، والأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا.