قررت السلطات البريطانية تجميد مشروع تبلغ قيمته ملايين الدولار يقضي بتقديم الأموال لما تسمى “الشرطة السورية الحرة”، بعد أن تبين أن هذه الأموال أصبحت في نهاية المطاف في أيدي متطرفين.
وأكدت الخارجية البريطانية مساء أمس الأحد تجميد “برنامج العدالة والأمن الاجتماعي” الذي يحمل تسمية “Ajacs”، وذلك على خلفية القلق البالغ من تصرفات الشركة المشرفة على تطبيق البرنامج، وهي “Adam Smith International”.
وأفادت وثيقة عرضتها “بي بي سي” في برنامج “بانوراما” بأن عناصر “الشرطة الحرة” في محافظة حلب كانوا مجبرون على تسليم الأموال المقدمة إليهم بموجب البرنامج إلى “حركة نور الدين الزنكي” المتطرفة المندمجة في “هيئة تحرير الشام” التي تشكل “جبهة النصرة” عمودها الفقري.
يذكر أن هذه الحركة أصبحت وسط فضيحة مدوية في يوليو/تموز 2016، بعد نشر مقطع فيديو في الإنترنت يظهر مجموعة من أفرادها، وهم يذبحون طفلا في سن 15 عاما.
وذكرت “بي بي سي” أن “النصرة” جندت عددا من أفراد “الشرطة الحرة” وأرسلتهم إلى مركزين أمنيين في محافظة إدلب، بينما تشير أدلة مقنعة إلى وجود أسماء شخصية ميتة ووهمية ضمن قوائم عناصر “الشرطة”.
من جانبها، رفضت الشركة المقاولة قطعيا ما وجه إليها من اتهامات، مشددة على أنها تستخدم أموال دافعي الضرائب بفعالة في مواجهة الإرهاب، غير أن الزيارة لأحد مراكز الشرطة التي كان يعتقد أن 57 عنصرا مرابطون فيه أظهرت أنه خال تماما.
وأعلنت الشركة أن عناصر “الشرطة” كانوا محتجزين على مدى شهدين لدى “النصرة”، مضيفة أنها توقفت عن تمويل المراكز المرتبطة بـ”حركة نور الدين الزنكي” في أغسطس/آب 2015.
تجدر الإشارة إلى أن بريطانيا هي أحد الممولين الستة لـ”الشرطة السورية الحرة” التي تم تشكيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.