-اعلان الرئيس البشير عن امكانية عدم ترشيحه للانتخابات القادمه مناوره سياسيه والانتخابات لن تفرز جديدا فى السودان .
-الخلاف المصرى السودانى حول عدد من القضايا نابع فى المقام الاول عن خلاف نظرة حكومة البلدين تجاه تنظيم الاخوان المسلمين .
-السودان اخطات فى انحيازها بصوره علنيه لاثيوبيا فى مفاوضات سد النهضه واستبعد قيام حرب على المياه .
شهدت الايام الماضيه تفاقم الخلاف بين مصر من جهه والسودان واثيوبيا من جهه اخرى على سد النهضه وهو مادفع مصر بالتلويح باستخدام خيارات اخرى للحصول على حقوقها التاريخيه من المياه ومع تفاقم الازمه التى تهدد باوخم العواقب ادلى الصادق المهدى رئيس الوزراء السودان والذى شارك مؤخرا حول مؤتمر للمياه بالقاهره بحوار خاص تناول فيه رؤيته للاوضاع بصفه عامه وازمة سد النهضه بصفه خاصه وفيما يلى نص هذا الحوار على :
-هناك غموض حول الدوافع الحقيقيه لقرار عودتك الى السودان بعد ان امضيت فتره طويله خارجها فهل يدخل هذا فى اطار صفقه مع النظام ام نتيجه تغير المناخ السياسى فى السودان ؟
لم اخرج من السودان كى اقيم فى الخارج ولكن خرجت لتحقيق مهام معينه منها الاجتماع مع قوه مسلحه سودانيه كونت الجبهه الثورية بهدف اسقاط النظام السودانى بالقوه واعطاء مناطق السودان حق تقرير المصير وبالتالى فلم يكن من الممكن الالتقاء بهم داخل السودان وتم الاتفاق فى هذا الاجتماع على ضرورة تغيير هذا النظام ولكن اختلفنا فى وسيلة تحقيق ذلك حيث راينا ان تغيير النظام لايتم بالقوه ولكن من خلال حوار باستحقاق معين كما حدث فى حوار كوديسا بجنوب افريقيا وهو مااتفقنا عليه فيما سمى باعلان باريس فضلا عن هذا فانا لدى عضوية فى نادى مدريد والذى يضم 11 رئيس حكومة سابق منتخبين انتخابات ديمقراطيه وكذلك حضورى منتدى المتوسط وهو المنتدى الذى يضم 11 فرع من بلاد عربيه وافريقيه واسيويه .
-وماهى رؤيتك لمدى التزام النظام السودانى بالنتائج التى افرزها مؤتمر الحوار الوطنى ؟
ماقام به النظام السودانى لانسميه حوار وطنى بل حوار داخلى مع القوى التى قبلت حوار مع النظام بدون استحقاقات مقابل بعض الحقائب فى الحكومه وهو الامر الذى رفضناه واشترطنا عدة شروط للمشاركة فيه منها ان يكون الحوار برئاسه محايده .
-وكيف تفسر تصريح الرئيس عمر البشير بانه سوف يرشح شخصيه اخرى من الحزب الحاكم لانتخابات الرئاسه فى السودان ؟
هذا الكلام مجرد مناورات للابقاء على النظام كما هو والدليل على ذلك انه بعد هذا التصريح اطلقت مبادرات من الحزب الحاكم تطالب بضرورة ترشيح البشير .
-وهل تتوقعون ان تكون الانتخابات القادمه نزيهه ام ستطالبون بضمانات معينه ؟
هذه الانتخابات للاستمرار وليس للتغيير لان النظام قام من خلال حزبه الحاكم بعملية التمكين للسيطره على كل الانظمه الاعلاميه والمدنيه والامنيه فلا توجد منافسه حقيقيه .
-وكيف تفسرون قيام الولايات المتحده بحذف اسم السودان من قائمة الارهاب ؟ وهل تم ذلك فى اطار صفقه معينه ؟
السودان لم يتم حذف اسمه من قائمة الارهاب وماحدث هو حذف العقوبات القضائيه والتشريعيه واتى يدخل من ضمنها وضع السودان فى قائمة الدول التى ترعى الارهاب وماتم رفعه فقط .
-وماهى رؤيتك لتوجه الرئيس البشير الى روسيا وهل هذه رساله موجهه الى الولايات المتحده؟
النظام السودانى متقلب بصوره مستمره فلقد كان اقرب المقربين الى ايران ثم انقلب عليها وكان فى اطار التطبيع مع امريكا ولانه لايخدم مصلحة السودان فالسودان عبر تاريخه لم يستقبل قواعد اجنبيه .
-شهدت العلاقات المصريه مؤخرا توترات بسبب الخلافات حول عدد من الملفات مثل سد النهضه وحلايب ومنطقة حلايب وشلاتين فكيف ترى مستقبل تلك العلاقات ؟
السبب الحقيقى للازمه بين مصر والسودان هو اخلاف بين البلدين حول تنظيم الاخوان المسلمين فمصر تعتبر هذا التنظيم ارهابى بينما هو طرف مشارك فى الحكم فى السودان وهذا هو جوهر الخلاف الجوهرى الذى يتفرع منه باقى الخلافات الاخرى فهناك ازمة ثقه متبادله بين الحكومتين بسبب الموقف من الاخوان المسلمين .
-وكيف تفسرون قيام السودان بتاييد النظام السودانى للموقف الاثيوبى فى مفاوضات سد النهضه على الرغم ان ذلك سوف يلحق اضرار بالسودان ؟
فى رايى ان الموقف المصرى والسودانى من تلك القضيه ليس متطابق ففوائد السد بالنسبه للسودان اكثر من مضاره والعكس صحيح بالنسبه لمصر الا ان هناك خلفيه تاريخيه للقضيه وينص على ان المياه كما تقاس فى اسوان 84 مليار متر مكعب يحذف منها 10 مليارات متر مكعب للتبخر ويقسم الباقى 55.5 مليار متر مكعب لمصر و 18.5 مليار متر مكعب للسودان وهذا الاتفاق انعقد بدون مشاركة بقية دول المنبع واذكر اننى التقيت عام 1997 مع رئيس وزراء اثيوبيا زيناوى وتحدثت معه عن اتفاق تقاسم المياه بين مصر والسودان عام 1959 فقال انها فرضت وصايه على النيل وتم تغييبها .
-وهل تتوقع خلال المرحله القادمه قيام حرب حول المياه ؟
اى كلام عن الحرب كلام فارغ ومن يدعون الى هذا الخيار يتحدثون بالامانى وليس الواقع واذا كان هذا الامر ممكنا فى الماضى فانه فى الحاضر غير ممكن واذكر اننى تحدثت الى الرئيس مبارك عما قاله الرئيس زيناوى عن قضية تقاسم المياه فرد مبارك ان مصر سوف تقطع يد من يمتد الى مياه النيل وهنا استشعرت بالخطر وابلغت تحذيرات الرئيس مبارك لاثيوبيا اما الان فان الحل الممكن هو حل توافقى لان الحرب سوف تمثل خساره للطرفين والمنطقه .
-ماتعليقك على تصريحات بعض المسئولين السودانيين بامكانية تطبيع العلاقات مع اسرائيل ؟
هذا الكلام خاطئ وتخلى عن المبادئ الاسلاميه والقوميه والوطنيه فمادامت اسرائيل تحتل اراضى الفلسطينيين ودول عربيه اخرى وتغتصب حقوقهم فان تطبيع العلاقات معها يعد خيانه اسلاميه ووطنيه وقوميه لن تقبلها الشعوب .
-هل ترى ان سقوط الاخوان فى مصر وتونس تعنى فشل تجربة الاسلام السياسى فى المنطقه ؟
من المؤكد ان تجربة الاخوان فشلت فى مصر والسودان ومن هذا المنطلق فاننى اناشد الحركة الاخوانيه التى لها وجود فكرى ومالى ودولى ان يستفيدوا من تلك التجربه ويجروا مراجعات فكريه تقوم على اساس قبول التعدديه والتناوب السلمى للسلطه حتى يكون لهم دور فى الحياه العامه والسياسيه وحتى لاتتكرر الاخفاقات .
-باعتبارك مفكر سياسى واسلامى كيف تفسر ظاهرة الاسلام فى اوروبا ؟ وكيف يمكن مواجهتها ؟
فى رايى نحن محتاجون حماية الاسلام من فكر الخوارج من التنظيمات الارهابيه والذى يكفر الاخرين لان هذا الموقف يسئ للاسلام ورغم ان الاسلام يعد حاليا القوه الثقافيه الاكبر فى العالم الا ان المتطرفين والغلاه الذين يمارسوا التكفير والعنف والارهاب يسيئون للاسلام ودوره .
-وهل يتطلب هذا خطابا جديدا تجاه الغير ؟
بالقطع فان الامر يتطلب نظره اساسيه للتفسير والفقه والسيره وكتبت عن هذه الاشياء الكثير من الكتب التى تتناول القضايا الجدليه مثل قضية المراه وحقوقها بهدف تاكيد ان الاسلام اذا نظرنا لحقائقه بالتدبر والحكمه كما ينبغى فانه يصلح ان يكون مرشدا لكل زمان ومكان .