هولاكو وترامب وجهان لعملة واحدة

فى يوم اسود من أيام الأمة المنكوبة وافق 16 فبراير عام 1258 وكان يوم جمعة دخل هولاكو قائد التتار قصر الخليفة المستعصم فوقف الأخير يحييه وينحنى امامه وفرائسه ترتعد من الخوف لدرجة انه تبول على نفسه وعندما شاهد هولاكو منظره البشع طلب منه المستعصم السماح له بتجديد وضوئه ..!! فلم يعره هولاكو اتباها وسأله: أين هدايا الضيوف؟ ألسنا ضيوفك؟ وعلى الفور أمر الخليفة معاونيه بإخراج مئات من أثواب الحرير ومئات من الجوارى الحسان وآلاف الدنانير وأثمن أنواع العطور مع خناجر وسيوف ذهبية مرصعة بالألماس .. فقال هولاكو للخليفة: هذه الهدايا تخص حاشيتى وخدمى ولكن مقامى أعلى من هذا عندئذ أمر الخليفة معاونيه برفع السجاجيد وفتح باب فى أرض قاعة عرشه ونزل الخدم فيه ثم عادوا بسبائك ذهب تزن أطنانا وقدم المستعصم كل ثروات خلفاء بنى العباس لهولاكو أملا فى ألا يقتله ..!! فقال له هولاكو: اذا كنت تعرف أن الذهب لا يؤكل فلماذا احتفظتم به وتركتم جنودكم وأبناء دينكم فقراء لو كنت وزعت عليهم الذهب كانوا استأسدوا فى الدفاع عن وطنهم وعن دينهم وبعدما تأكد هولاكو أنه حصل على ثروة دولة الخلافة كلها ترك القصر وظن الخليفة أنه نجا ..بعد ثلاثة ايام وتحديدا يوم الاثنين 19 فبراير استدعى هولاكو الخليفة وأمر رجاله بقتله دون أن يقابله فلفوه فى سجادة قديمة وظلوا يركلوه بأقدامهم حتى مات ..!! وتمر الايام ليعيد التاريخ نفسه ويدخل ترامب السعودية ولكن هذه المرة ليس غازيا فالأمر تغير حيث دخل ترامب جابياً فلقد حصل على ثروة آل سلول .. فلقد تلقى الرئيس الأميركي ترامب هدية من الأمير سلمان ملك السعودية تعتبر هي الأكبر في تاريخ السعودية من حيث تقديم الهدايا وهي مؤلفة من حجر الماس يفوق سعره الـ 100 مليون دولار. إضافة الى مسدس كله من الذهب الخالص ونادر وجوده في العالم وعليه صورة الملك عبد العزيز وعمره 80 سنة. كما تم تقديم سيف كله من الذهب الخالص وزنه يزيد عن 25 كيلو جرام مرصّع بالألماس والحجارة النادرة ويفوق ثمنه 200 مليون دولار.كما تلقى الرئيس الأميركي ترامب هدية عبارة عن 25 ساعة يد كلها من الألماس والذهب له ولعائلته ويقدّر ثمنها بحوالي 200 مليون دولار.واكثر من 150 عباءة كلها مرصّعة بالأحجار الكريمة له ولعائلته من كل المقاسات وسيتم شحن الهدايا بالطائرة الرئاسية الأميركية الى واشنطن.كما تم اطلاق اسم ترامب على اكبر ميدان في الرياض وسيتم نحت تمثال للرئيس ترامب من الذهب الخالص وسيوضع بالميدان وهو اغلى تمثال في العالم.كما تلقى ترامب تمثالا مصغرا للحرية في اميركا من الذهب والالماس والياقوت ولا تتسع الطائرة الرئاسية لحمله بل ستقوم السعودية بنقله بطائرة شحن خاصة سعودية الى البيت الأبيض ويكون ملكا للرئيس الأميركي ترامب. كما تلقى ترامب يختاً طوله 125 متر وهو أطول يخت في العالم لشخصية خاصة ويضم 80 غرفة مع 20 جناحا ملكيا وكل الأبواب ومقابض الأبواب وصنابير المياه كلها من الذهب الخالص وستقوم السعودية مع البحرية الأميركية بتوصيل اليخت الى واشنطن ليكون ملكا خاصا للرئيس الأميركي ترامب ويبلغ ثمن اليخت 800 مليون دولار ويمكن اعتبار ذلك اكبر هدايا تمنحها السعودية لرئيس اجنبي خاصة لرئيس أميركي في تاريخ العلاقة السعودية – الأميركية او في تاريخ العلاقة السعودية مع دول العالم.تجدر الإشارة الى ان كل هذه الهدايا اصر ملك السعودية ان تكون شخصية ولا يتم وضعها في متاحف في اميركا بل تكون ملكا للرئيس ترامب شخصيا وقد تم كتابة ذلك عليها كي لا تقوم ضجة في الولايات بشأن هذه الهدايا لوضعها بالمتاحف..وطبعا هذا بخلاف الهدف الرئيسى من الزيارة وهو الحصول على 465 مليار دولار من دول الخليج فى صور منح واستثمارات والتى كانت السبب في تدهور العلاقة مع قطر والتى رفضت المشاركة في المبلغ بحجة ان على اراضيها قاعدة امريكية كبرى مما ادى الى حصارها اقتصادياً..الرئيس الأمريكي هولاكو او ترامب لا تفرق الأسماء حلب مئات المليارات من بقرات الخليج العربي على اعتقاد انهم نالوا الرضا السامى وهو الآن يقدم هدية سخية لغاصب أرضهم بنقل سفارة بلاده إلى القدس الشريف فى الوقت اللى دول الخليج مشغولة فيه بحصار قطر وقد تعامل ترامب مع دول الخليج بمبدأ البقره التى جف لبنها سنذبحها فالشعوب العربية كلها بالنسبة لأمريكا أبقار للحلب فقط ومن يأتى عليه الدور ويجف لبنه يُذبح!! ونحن من ارتضى ذلك والقرآن الكريم حذرنا من ذلك فقال تعالى محذراً : (ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) صدق الله العظيم وكذلك قال نبينا العظيم صلى الله عليه و سلم محذراً ومعلماً : ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها. قيل أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم كثرة و لكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا : و ما الوهن يا رسول الله ؟ قال: حب الدنيا و كراهية الموت) صدق رسولنا العظيم وهذا الحديث يبين معجزة هذا النبى فلقد وصف أحوالنا والله وكأنه يعيش بيننا ..اتحدوا يا عرب اتحدوا يا مسلمين حتى تعود لكم كرامتكم وهيبتكم في قلب عدوكم ولا تنتظروا هذا من حكامكم الضالين المضلين بل كونوا انتم القدوة والمفارز الاولى لاستعادة الهيبة والكرامة تمسكوا بدينكم وعضوا عليه بالنواجز حتى تتحرروا من عبودية حكامكم وعبودية عدوكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *