أعلن أحد شيوخ قبيلة آل مرة القطرية الكبيرة، اليوم السبت، انشقاقه عن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وحكومته احتجاجًا على السياسة التي تنتهجها الدوحة مع محيطها الخليجي، وعلاقتها الوثيقة بتركيا وإيران وجماعة الإخوان المسلمين.
وظهر الشيخ منصور بن راشد بن متعب آل الصعاق آل بحيح المري، في مقطع فيديو معلنًا موقفه المناهض لسياسة بلاده، لينضم فيما يبدو للمعارضة القطرية التي تضم شيوخًا من الأسرة الحاكمة ومن شيوخ القبائل القطرية.
وقال الشيخ منصور في الفيديو، إنه قطري الجنسية حتى الآن، ولا يعرف ما إذا كان سيبقى كذلك بعد إعلانه هذا، في إشارة إلى سياسة سحب الجنسيات التي تنتهجها قطر ضد معارضيها.
وعرف الشيخ منصور نفسه بالقول “أنا صاحب هجرة المحدار بعد تنازل أخي متعب لي عن الختم والإمارة، وأنا وريث أجداد آل الصعاق حاليًا.. هم شيوخ فخايذ آل بحيح كافة”.
وتابع قائلًا: “إن من أجدادي الشيخ الفارس محمد آل الصعاق، الذي طلب منه العثمانيون بشكل رسمي حماية قوافلهم المتجهة إلى الوكرة والريان، لكنه رفض ذلك واستولى على قافلتين”.
وأضاف الشيخ “ما أجبرني على السكوت في الفترة الماضية هو وجودي في قطر والخوف من الاعتقال والمضرة كما حصل لكلّ من: حمد ابن ضباب، وبريك ابن هادي لمجرد إبدائهم الرأي”.
وقال الشيخ إن أسباب خروجه عن صمته هي “عودة الأتراك إلى بلادي بمباركة من حكومتنا، وهم لم يأتوا حبًا لنا أو لحمايتنا، بل أتوا حباً للمال، ومحاولة الانتقام لأجدادهم الذين طردهم أجدادنا نحن وقبائل قطر الأخرى في وقعة الوجبة.. فإلى أين وإلى متى يا حكومتنا؟”.
وامتدح الشيخ منصور السعودية وقادتها وسياستها ومكانتها الدينية والعربية، مقدمًا شكره لها على ما يتمتع به أبناء قبيلته في المملكة، وتملكهم الأراضي، وممارستهم التجارة والأعمال، بينما تضايقهم بلادهم الأصلية قطر، ولا يمتلكون فيها أكثر من بيوتهم على حد وصفه.
وأبدى الشيخ في الفيديو استغرابه من تمجيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصفه بـ”العلماني”، كما استغرب رفع صوره في قطر متسائلًا: “أين السيادة في ذلك؟”.
وشكك الشيخ في رواية الأتراك حول تاريخ الدولة العثمانية، الذي تصاعد الجدل حوله في الفترة القريبة الماضية، وقال: “إن العثمانيين نهبوا المقدسات الإسلامية ونقلوها إلى بلادهم”.
واختتم الشيخ بيانه المصور بالقول، بأنه يفضل العيش بخيمة في بلاد التوحيد، على أن يعيش في “أرض يشاركه فيها الإيراني والتركي والإخواني”.
ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية في حزيران/ يونيو الماضي، أعلن كثير من أبناء الأسرة الحاكمة لقطر، وشيوخ قبائل وشعراء ومواطنين عاديين انشقاقهم عن نظام الحكم القائم في البلد الخليجي الصغير وانضمامهم إلى المعارضة، وهو ما تسبب باعتقال عدد منهم ومداهمة منازل آخرين.
وكانت قد قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها نهائيًا مع قطر، بعد اتهماها بدعم الإرهاب وإثارة القلاقل والفوضى في دول المنطقة بما فيها دول المقاطعة نفسها.