رأى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية محمد محدثين ان” موت خامنئي لن يؤدي الى توسيع الصراعات الداخلية في النظام، انما يصب في تبديل الوضع الى صراع بين الشعب والنظام بحيث يمهد الارضية لاسقاط النظام ويعمل على تسريع هذا المشروع”.
وقال ان:” خامنئي والحرس الثوري يمثلان وجهان لعملة واحدة وهما وحدة لا تتجزأ، وأي منهما يسقط فان الآخر سيسقط تلقائيا”. وأكد” ان الحكم الذاتي للقوميات المختلفة أمر ضروري، فالحكم الذاتي ليس شيئا تم تقديمه كهدية من المجلس الوطني للمقاومة الايرانيةومنظمة “ مجاهدي خلق ” بمثابة أخ أكبر، الحكم الذاتي عبارة عن ضرورة للانسجام و التآلف”. وأوضح أن” اسقاط هذا النظام ليس فقط رغبة للشعب الايراني، انما لحاجة المنطقة والعالم للسلام و الامن و الاستقرار”، وفيما يلي نص الحوار:
ثمة مرشحون عدة لخلافة خامنئي، هل تعتقدون ان غيابه سيؤدي الى صراع مسلح بين أجنحة السلطة أم أزمة سياسية فقط تفتح الابواب على التغيير أو ترفع من حظوظ المتشددين الذين يمثلهم الحرس الثوري؟
نحن من أجل تغيير هذا النظام لم نجلس بانتظار موت خامنئي والمراهنة عليه. الموت والحياة بيد الله تعالى، ونحن نأمل أن يسقط النظام وخامنئي على قيد الحياة كي تجري محاكمته بسبب الجرائم والمجازر التي ارتكبها.
لكن نظام ولاية الفقيه عبارة عن قبة بمقياس قامة خامنئي، وبموت خامنئي فان استمرار الاوضاع بهذه الصورة غير ممكن، لأن هناك خلافات كثيرة داخل النظام، فمن جانب ليس هناك شخص أو أشخاص يكونون موضع قبول من الاجنحة المختلفة، والمؤسسات والاجهزة الامنية المختلفة ليس بوسعها الانسجام والتآلف والتفاهم معا من دون خامنئي، لو نقارن هذا بفترة وفاة الخميني، كان هناك أفراد مراقفين للخميني منذ البداية وكانوا متحدين من أجل المحافظة على النظام، مثل رفسنجاني وخامنئي وبقية الافراد الذين كانوا مسؤولين كبار في النظام، ولو لم يكن هناك رفسنجاني، لم كان بمقدور خامنئي أن يصبح الولي الفقيه، لكن اليوم لايوجد في النظام هكذا شخصية لذلك بموت خامنئي تطرح سيناريوهات عدة،امكانية المواجهات المسلحة بين عصابات النظام، وطبعا، هذا احتمال وارد، تصاعد حدة الخلافات الداخلية في النظام، لكن الاهم هو ان موت خامنئي يوجه ضربة للنظام وحفرة توفر الاجواء للشعب والمقاومة الايرانية لاسقاط النظام.
موت خامنئي لا يعني توسيع الصراعات الداخلية في النظام، انما يصب في تبديل الوضع الى صراع بين الشعب والنظام بحيث يمهد الارضية لاسقاطه ويعمل على تسريع هذا المشروع.
هل بامكان الحرس الثوري المحافظة على انسجامه ووحدته الحالية و عدم حدوث صراعات بين قادته بعد موت خامنئي؟
لاشك ان بموت خامنئي ليس بامكان الحرس أن يحافظ على وحدته وانسجامه، لان هناك حقيقة مهمة جدا يجب أن نأخذها بالاعتبار، وهي ان ليس بمقدور خامنئي الحكم من دون الحرس، كما ان الحرس لا يستطيع من دون خامنئي امتلاك القوة والانسجام الحالي، فخامنئي والحرس يمثلان وجهان لعملة واحدة وهما جزأن لايتجزأن، وأي منهما يسقط فان الآخر سيسقط تلقائيا. عندما نقول ان الحرس اذا تلقى ضربة في العراق واليمن وسورية، فان خامنئي هو من تلقى تلك الضربة والعكس بالعكس.
ماهو دور التيارات العرقية في حركة المعارضة الايرانية من أجل اسقاط اللنظام وماهو موقف المقاومة من القوميات في ايران، وهل هناك حركات ذات طابع قومي في منطقة الاحواز و بلوشستان الايرانيتين، وهل تعترفون بحق الاحواز في تقرير اللمصير؟
اولا منظمة “مجاهدي خلق” والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، تأسسا بالنيابة عن كامل الشعب الايراني، نحن نمثل الشعب الايراني بكل أعراقه وأطيافه وأديانه وطوائفه وشرائحه.
منذ اليوم الاول لتأسيس منظمة “مجاهدي خلق” والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية كان هناك بين صفوفه عناصر من مختلف الاعراق والاديان والطوائف وأفضل مثال على ذلك ان منظمة “مجاهدي خلق” قد اسسها ثلاثة أشخاص، اثنان منهما الشهيد محمد حنيفي نجاد والشهيد سعيد محسن ، هما من أذربايجان وزنجان، أي انهما من الاتراك الايرانيين، أما الشخص الثالث علي أصغر بديع زادكان، فقد كان من اصفهان، أي انه فارسي.
كما ان الامين العام لمنظمة “مجاهدي خلق” طوال الاعوام الماضية، كانت واحدة من الاخوات الكرديات لعامين، واحدة من الاخوات التركيات كانت أيضا المسؤولة الاولى للمنظمة،كما ان أحدى أخواتنا الاحوازيات كانت أيضا المسؤولة الاولى (الأمين العام) للمنظمة، كما ان الكوادر العديدة للمنظمة في المراكز القيادية ينتمون لقوميات مختلفة، وفي المجلس الوطني للمقاومة الايرانيةأعضاء من القوميات والاديان والطوائف الايرانية المختلفة.
ثانيا: مواقف “مجاهدي خلق”، في ما يتعلق بالقوميات والاديان المختلفة لا يرتبط باليوم، فمنذ اليوم الذي سقط فيه الشاه، قائد المنظمة السيد مسعودرجوي، قد أكد كما الحال اليوم حيث أكدت السيدة رجوي مطالبها مرارا كرئيسة للجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة، وقالت، ضمن قرارات رسمية للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، نحن نريد الحكم الذاتي للقوميات المختلفة التي يتكون منها الشعب الايراني.
نحن في أدبياتنا وفي سياستنا لا نعرف رسميا شيئا اسمه أقلية، نحن لاندعي أن الفارس أكثرية، وان الاكراد أقلية مثلا، نحن نعتقد أن المجتمع الايراني يتكون من أتباع الاديان والقوميات المختلفة وكل هؤلاء يجب أن تكون لهم مشاركة فعالة ومساوية في الحياة السياسية، ولذلك فان شعارنا كان”الديمقراطية لايران والحكم الذاتي للقوميات المختلفة”، هذا ماقد قاله السيد رجوي في مارس 1979، بمثابة اعلان الحد الادنى من برنامج “مجاهدي خلق”، أي الديمقراطية لايران والحكم الذاتي للقوميات المختلفة من عرب وكرد وبلوش، وأي قومية أخرى في ايران.
في البرنامج المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، في سبتمبر 1981، هناك مادة تؤكد ان من أجل ضمان الديمقراطية في ايران ومن أجل ضمان استقلالها، فان الحكم الذاتي للقوميات المختلفة أمر ضروري. الحكم الذاتي ليس شيئا تم تقديمه كهدية من المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومنظمة “مجاهديخلق” بمثابة أخ أكبر،الحكم الذاتي عبارة عن ضرورة للانسجام والتآلف.
ثالثا: الى حيث يتعلق بالحركات الانفصالية كما وصفتموها، لابد أن أذكر ثلاث نقاط؛ الاولى: نحن أعلنا منذ البداية، حق تقرير المصير، هو حق أي واحد، ونحن لا يمكن أن نسلب هذا الحق من أحد، السيد رجوي قائد المقاومة الايرانية في العام 1983، أي في تلك السنة التي أعلن فيها مشروع الحكم الذاتي لكردستان ايران بالتفاصيل، قال:” نحن نحترم حق تقرير المصير للجميع وهذا لايمكن سلبه من أحد”.
الثانية: لكن في العمل والظروف السياسية لليوم الحقيقة هي ان الحركات الانفصالية ليست في صالح الشعب الايراني كله، كما انها ليست في صالح القوميات المتواجدة داخل ايران، فان شعارها و طرحها الانفصالي يمنح الفرصة للنظام الحجة، كي يقمع كل الاعتراضات والاحتجاجات والنشاطات المعادية للنظام على انها حركات انفصالية، ويطرح نفسه بعنوان المدافع عن وحدة التراب والشعب الايرانيين، ويعتبر المحتجين بمثابة عملاء للأجنبي، وهو أمر ليس حقيقيا، فمن وجهة نظرنا الناس في الاحواز هم ايرانيون بالقدر نفسه الذي عليه الناس في طهران، الناس في كردستان ايرانيون بالقدر نفسه الذي عليه الناس في طهران، ولهم الحق في ايران، ولابد أن يكون لهم دور في السياسة، وان يتم الاعتراف بحقهم بصورة رسمية، ولذلك نحن لا نعتقد ان الحركة الانفصالية في هذا الوقت أمر ايجابي، وهناك أمثلة حية أمام أنظارنا فلدينا تجربة كردستان العراق وتجربة كاتالونيا،
رابعا: مسألة كردستان وبلوشستان والاحواز والمناطق الاخرى من ايران في صالح الرهان على اسقاط النظام واستتباب الديمقراطية، لذا فاننا نقول لأخواننا وأخواتنا في كل أرجاء ايران الذين يريدون ايران حرة، ديمقراطية وحكم ذاتي لمناطقهم نحن نمد يدنا للجميع في سبيل تحقيق ايران ديمقراطية والديمقراطية للقوميات المختلفة.
هل تعتقدون أن الحرس الثوري بعد التقدم الذي حصل في سورية، سيتولى زمام الامور في ايران ويكون من يعين رئيس الجمهورية و أركان النظام؟
لا أعتقد ان الحرس قد حقق تقدما حقيقيا في سورية، طبعا حقق فتوحات عسكرية، لكن لو قارنا اليوم مع العامين أو الاعوام الثلاثة الماضية حين كانت الكلمة الأولى والاخيرة في سورية لقوات الحرس والنظام الايراني، مع الاخذ بنظر الاعتبار تواجد القوى العظمى من روسيا واميركا والبقية الاخرى، فان قوات الحرس والنظام الايراني قد انهزما أمام الشعب السوري والمقاومة السورية والادلة واضحة على ذلك ففي العام 2015 رغم كل الجرائم والمجازر التي ارتكباها، وبسبب ذلك حضرت روسيا والقوى الاخرى لسورية. النظام لو تخلى عن هذه البلدان فان ذلك سيصبح بمثابة فاجعة له داخل ايران، ونحن لماذا ننادي ونعمل من أجل قطع أذرع النظام من بلدان المنطقة؟ لأنه لو تم قطع هذه الاذرع فان خيمة النظام ستنهار،أنظروا الى الاعتراضات والاحتجاجات الجارية في ايران، فان واحدا من الشعارات الاساسية التي يطلقها المتظاهرون هي”اتركوا سورية وفكروا بحالنا” لأن الشعب الايراني يرى بأم عينيه ان أمواله وثرواته تبدد من أجل ارتكاب الجرائم والمجازر في سورية.
هنا سؤال يطرح نفسه؛ هل هناك اختلاف بين القادة الايرانيين بشأن التدخلات في بلدان المنطقة؟
لايوجد اختلاف بين قادة النظام، فكلهم يعلمون أن النظام يقف أمام طريق مسدود في موضوع التدخلات، وهناك خياران أمامهم أحلاهما مر، اما يستمرون في التدخلات او ينسحبون، والانسحاب فاجعة والاستمرار خطر، ففي الاوضاح الحالية لو استمروا فانهم يواجهون المشكلات الداخلية ولديهم خسائر ويواجهون ضغوطا دولية والسياسة الجديدة للحكومة الاميركية مخالفة لهذا الامر، وهذا الجانب الاقل سلبية، وهذه الحالة تشبه كثيرا الحرب الايرانية ـ العراقية ففي تلك الحرب في السنوات الاخيرة لم يكن بمقدور النظام الاستمرار في الحرب، ولا الانسحاب حتى جاء الوقت الذي اضطر فيه الى الانسحاب وكما قال الخميني ان قبول وقف اطلاق النار كان بمثابة تجرع السم، والحق ان أحداث الكويت كان بمثابة المضاد لسم وقف اطلاق النار لان النظام لم يكن بمقدوره الاستمرار كما هي الحال اليوم اذا انسحب فان ذلك فاجعة والاستمرار له تبعاته و أضراره.
الى أي حد تتوقعون قرب سقوط نظام الملالي وهل لديكم خطة زمنية واضحة بهذا الشأن؟
لم يكن نظام الملالي في أي وقت بهذه الدرجة قريبا من السقوط، فهو من جانب فقد امكانياته الاقتصادية وقدراته الاجتماعية والسياسية وصار في مواجهة أزمات ومشكلات مستعصية ليس لها حلول، فهناك التناقضات داخل النظام وموضوع خليفة خامنئي، والمعضلات الاجتماعية والاقتصادية بحيث لايمكن أبدا مقارنتها بالاعوام السابقة، والاحتجاجات الاجتماعية تتزايد بصورة غير مألوفة، المقاومة الايرانية كذلك والتي كانت في حالة الدفاع، سواء تواجدها في العراق ونفوذ نظام الملالي هناك أو من أجل خروجها من قائمة الارهاب، لكنها حاليا في وضع هجومي.
كل هذه الامور والاوضاع، تدل على ان فترة نهاية هذا النظام قد حلت وطبيعي فان المقاومة الايرانية، كما أعلنت السيدة مريم رجوي خلال التجمع السنوي العام الماضي، فان اسقاط النظام ضروري وكذلك قابل للتحقيق وفي متناول اليد وكذلك يوجد بديل لهذا النظام.
في هذه الظروف والاوضاع فان دور المجتمع الدولي وخصوصا البلدان الغربية وبلدان المنطقة، عامل مهم جدا بامكانه أن يقوم بتسريع مشروع تغيير النظام. اسقاط هذا النظام ليس فقط رغبة الشعب الايراني وانما لحاجة المنطقة و العالم الى السلام و الامن و الاستقرار. النظام الايراني وكما أكدتالمقاومة في أوائل العقد التاسع من الالفية الماضية، انه أهم تهديد عالمي، لكن وللأسف حتى هذه الفترة كنا لوحدنا نواجه هذا النظام.
الى أي حد تمكنت حركة المقاضاة الخاصة بقوننة مجزرة صيف 1988 باعدام آلاف السجناء السياسيين، من تحقيق أهدافها وهل تتوقعون موقفا دوليا يدين النظام بهذا الشأن؟
لا تتمكن المقاومة الايرانية من الحصول على أي شيء بثمن رخيص، نحن دفعنا وندفع لكل قضية ومسألة داخلية أو خارجية ثمنا كبيرا، ولهذا السبب قدمنا 120 ألف شهيد، وبشأن حركة المقاضاة نحن لا ننتظر الحصول على شيء بسرعة وبراحة، لكن حتى الان كان لدينا تقدم جيدا اذ للمرة الاولى اعترفت منظمة الامم المتحدة ورسميا بحدوث المجزرة، ففي تقرير الامين العام أنطونيو غوتيرس، وكذلك في تقرير المقررة الخاصة لشؤون حقوق الانسان في ايران السيدة عاصمة جهانغير، تم الاعتراف في عام 2017 بالمجزرة التي حدثت في 1988، والتأكيد ان يجب التحقيق ومحاسبة الذين ارتكبوها.
طبعا هذه الخطوة الاولى ، ونحن مستمرون من أجل نقل هذه المجزرة الى مجلس الامن و تشكيل محكمة دولية لقادة النظام الذين شاركوا في ارتكابها، كما كانت الحال مع محاكمات الخاصة بمجزرة سربرنيتشا وغيرها من جرائم الابادة في العقد الاخير من القرن العشرين، ونحن نعتقد ان هذه الجريمة التي حدثت في عهد الملالي كانت الاثقل و الاسوأ، رغم اننا نأمل قبل أن يتم تحقيق مطلبنا هذا أن يسقط النظام وآمل ان يتم تحقيق هذا الامر في وقت لايكون فيه هؤلاء في السلطة.
ماهو موقفكم من التطورات الاخيرة في اليمن ومقتل علي عبدالله صالح وكيف تقيمونها؟
القتل المؤسف والملغز لعلي عبدالله صالح، يثبت بأن النظام الايراني لا يمكن أن يفي بأي عهد واتفاق وأي صداقة، فهو اما يجب أن يكون عميلا لهذا النظام كما الحال مع الحوثيين، أو مصيره، مع الاسف، كمصير علي عبدالله صالح وهذا بين أقل ثغرة بشأن هذا النظام، فان أي طرف لديه أدنى حد من الوطنية والمبادئ الاستقلالية والاخلاص لشعبه وقوميته ليس بامكانه أبدا الاتفاق مع هذا النظام.
علي عبدالله صالح الذي أثبت طوال العقود السابقة خبرته وممارسته في المجال السياسي، عندما يقترب من النظام الايراني فانه يواجه هذا المصير. ان التغيير الذي طرأ في اليمن رغم تعكره بهذه الجريمة التي تبعث على الاسف لكنه، من وجهة نظري، هو بداية خير للشعب اليمني وابتعاد حزب المؤتمر الشعبي وعلي عبدالله صالح عن الحوثيين قد كان في صالح الشعب اليمني وفي صالح العرب، وكل المنطقة، ويفتح بابا للتحولات الايجابية في المنطقة.
كيف تنظرون للتطورات الجارية بين السعودية و ايران، وأين تقفون منها؟
ان تجربة السعودية ونظام ايران، تبين أن النظام الايراني لايتخلى أبدا عن التدخلات والعبث في السعودية وبلدان المنطقة الاخرى. معروف عن الخميني في وصيته، قال:” نحن نغض النظر عن صدام والعراق، لكن لن نغفر لفهد ونجد و الحجاز”، حتى انه لم يكن مستعدا لذكر اسم المملكة العربية السعودية، هذا ما هو موجود في جوهر ايديولوجية هذا النظام.
دستور النظام يتحدث عن انهم يريدون تأسيس اتحاد الجماهير الاسلامية، لا يمكن أن يتأسس اتحاد الجماهير الاسلامية من دون الحكومة الاسلامية، وهذا يستلزم اخضاع السعودية والحرمين الشريفين، ولذلك فان هذا النظام ليس مستعدا للتقبل الرسمي للسعودية، ستراتيجية النظام من أجل اقامة اتحاد الجماهير الاسلامية قد بدأت من العراق كأول حلقة وأقربها للسعودية التي هي أهم حلقة، لكنها مدرجة ضمن الحلقات النهائية.
برأيي ان الامر الوحيد القادر على أن يصرف هذا النظام النظر عن تصوره المشؤوم هذا، هو الحزم والصرامة، اذا لم تكن هناك المواقف الحازمة والصارمة للسعودية والائتلاف العربي منذ العام 2015، لكان نظام الملالي قد فرض هيمنته على اليمن كله وأقسام أكثر من العالمين العربي والاسلامي، لكنني وعندما أخاطب الاخوة في السعودية ومصر والعراق وأي مكان آخر فانني اقول لهم ان هذه التدخلات لن تنتهي الا بسقوط هذا النظام.
هناك عاملان من أجل اسقاطه، هما المقاومة الايرانية والشعب الايراني اللذين يرغبان باسقاطه، والآخر قطع أذرع النظام من المنطقة، نحن يدنا بيدكم وفي جبهة متحدة يتواجد في داخلها المقاومة الايرانية والشعب الايراني فاننا قادرون على أن نتغلب على هذا النظام ونخلص المنطقة من شر الملالي.
أين وصلت علاقتكم بالبلدان العربية هل تتوقعون تطورا يدفعها للأمام؟
هناك الكثير من العوامل والاسباب التي تدفع لأن تكون لنا علاقات جيدة وبناءة مع البلدان العربية والاسلامية نحن مع بلدان المنطقة لنا مصالح مشتركة وعدو مشترك، السلام والتعايش مصلحتنا المشتركة وملالي ايران هم عدونا المشترك، يحاول النظام أن يوحي دائما ان هناك خطا أحمر من الاقتراب والتعاون بين بلدان المنطقة والمقاومة الايرانية ومنظمة “مجاهدي خلق” واذا تم ذلك فانه سيفعل كذا وكذا، وبطبيعة الحال فان هذا ليس سوى الدجل والاحتيال، والصحيح هو عكس ذلك، ما يتخوف النظام منه الاخوة والتعايش وتوحيد الصفوف بين المقاومة الايرانية والبلدان المجاورة، ولاسيما العربية منها، هذا ليس بامكان النظام أن يواجهه، وان أي جبهة في المنطقة لا يمكن أن تكتمل الا من خلال حضور العنصر والشعب الايرانيين فيها. وبخلاف ذلك فان النظام يسعى للايحاء بأن أي جبهة من البلدان العربية ضده هي اتحاد العرب ضد ايران، اتحاد السنة ضد الشيعة، اتحاد غير الفرس ضد الفرس ويوحي للشعب الايراني بذلك حتى يؤلبهم ضد هذه البلدان، الامر الذي يقضي على دجل النظام هو وحدة بلدان المنطقة مع الشعب الايراني والمقاومة الايرانيةوبذلك فان النظام ليس بمقدوره الادعاء بأن السنة ضد الشيعة، علما ان أغلب الشعب الايراني هم من الشيعة ويقاتلون هذا النظام، فلا يمكنه القول ان الجبهة أو الوحدة المقامة ضده هي ضد الايرانيين لأن هؤلاء”المقاومة والشعب الايراني”، الاجتماع الاخير الذي عقدناه في باريس (في 16 ديسمبر الجاري) حضره أخوتنا العرب من سورية واليمن والسعودية والبحرين والاردن، قد دل على تطور هذه الجبهة السيدة مريم رجوي، رئيسة المقاومة، دعت خلال الاعوام السابقة من أجل تشكيل الجبهة الموحدة ضد التطرف.
الى أي حد تتصورون امكانية تفعيل دعوة الرئيس الاميركي ترامب لتشكيل تحالف دولي ضف النظام الايراني على أرض الواقع؟
أمامنا نقطتان اساسيتان، احداهما؛ يجب أن تتبدل سياسة الادارة الاميركية من خلال جملة اجراءات عملية بسياسة جدية، السيدة رجوي بعد اعلان سياسة ترامب اعلنت مجموعة نقاط من ضمنها اخراج الحرس الثوري من بلدان المنطقة، والاعتراف الرسمي بالمقاومة الايرانية كممثل للشعب الايراني والعقوبات على النظام والمواد الاخرى، وتفعيل هذه السياسة من جانب أميركا يساعد على تشكيل تلك الجبهة التي دعت أميركا اليها، العنصر الثاني دور بلدان المنطقة في العمل من أجل الاصطفاف مع الشعب والمقاومة الايرانيةوتشكيل هذه الجبهة.
ان الجبهة تولد عندما تكون هناك أرضيات مشتركة والارضيات المشتركة لا يمكن أن تتوفر كما هي حالها اليوم، المصالح المشتركة، العدو المشترك، التهديدات المشتركة، انتصار الشعب الايراني والمقاومة الايرانية فيما لو سقط النظام فان المنطقة كلها سوف تنجو، اذا النظام سحب قوات الحرس من سورية أو انهزم في اليمن فان المنطقة كلها ستستفيد من ذلك.
الى أي حد يمكن للنظام الايراني من الاستفادة من قرار ترامب بنقل السفارة الاميركية الى القدس وكيف يمكن الحيلولة دون استغلاله لذلك لمصالحه الخاصة؟
كما قلت لأخواننا في فلسطين، فان النظام الايراني سيقوم بأكبر استغلال لذلك. النظام تموضع خلف بيت المقدس خلف القدس الشريف. أكبر عدو للشعب الفلسطيني ولأمانيه وأهدافه هو النظام الايراني، فان المنطقة كانت تتصور بمجئ نظام سيدفع بأهداف الفلسطينيين لكي تتقدم للأمام، لكن سرعان ما علموا ان الحقيقة على عكس ذلك، ومن هنا فان النظام كان دائما متربص لكي يستغل القدس والاهداف الفلسطينية، واذا تم تشكيل دولة فلسطينية، وكان الملالي لايزالوا موجودين، وأنا لا أعتقد انهم سيتواجدون حتى ذلك الوقت، فانه سيوجه ضربة قوية وفعالة للنظام الايراني لأنه سيسلب هذه الحجة وهذا السلاح من النظام.
في الحقيقة ان النظام الايراني صنع سلاحا من القدس ضد الشعبين الايراني والفلسطيني ويستغل ذلك ضد الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية والبلدان العربية، ولا بد له أن يتوقف، وسنوقفه نحن، وأنا كتبت لأخواني الفلسطينيين ان المقاومة الايرانية لن تسمح بأكثر من هذا لكي يستغل النظام الايراني الاهداف الفلسطينية.
هناك تحركات ونشاطات احتجاجية متصاعدة في سائر أرجاء ايران، وقد تزايدت في الآونة الاخيرة، وباعتراف مسؤولين ايرانيين، ما رأيكم بها هل هي تحركات ونشاطات موقتة ومحدودة مدفوعة بعوامل محددة، أم انها غير ذلك وكيف تقيمونها؟
الحقيقة خلال العام المنصرم، كانت هناك عوامل عدة متعلقة بايران تغيرت، احدها عو خروج اعضاء “مجاهدين” من العراق وهو امر لم يكن النظام يريده حيث تم نقل أعضاء المقاومة بصورة منظمة وبالهيكلية التي هم عليها في العراق، باتجاه اوروبا وهو امر يجعل النظام يشعر بالقلق والتوجس.
العامل الثاني، التغيير على المستوى الدولي وبصورة محددة رحيل أوباما. أوباما كان مساندا وداعما مهما للنظام في الازمات المختلفة.
أما العامل الثالث فهو الازمات الاقتصادية والسياسية داخل النظام من أهم معالمها ما شاهدناه في انتخابات رئاسة الجمهورية، هذه العوامل وعوامل أخرى كثيرة، صارت سببا في دفع تناقضات الشعب مع النظام الى البروز، بمعنى ان ما تراه اليوم في ايران ليس طارئا وانما يستمد جذوره من تغييرات اساسية أضعفت النظام وخامنئي صار ضعيفا.
هذه العوامل دفعت الناس لكي يتشجعون ويصبحون أكثر جرأة ونحن كمقاومة ايرانية، لدينا القدرة التنظيمية وتنظيم الشبكات السرية، وان زيادة وتطوير الشبكات السرية صار ممكنا بالنسبة لنا. اذا لاحظت نحن حاليا في نهاية العام 2017، وعلى مشارف العام 2018، قارنت مع بدايات 2016 وحتى بدايات 2017، فاننا لم نكن نمتلك كل تلك الامكانيات التنظيمية، ونحن نعمل على دفع وتطوير هذه الاحتجاجات للأمام، وقبل أيام اعترف وزير داخلية النظام ان في كل يوم هناك 150 حركة احتجاجية، فان ذلك يعني أن هناك في السنة 54 ألف حركة اعتراضية، النظام بنفسه قال العام الماضي أن هناك بين سبعة و11آلف حركة اعتراضية، لكن هذا الرقم ارتفع هذا العام الى 54 ألف حركة اعتراضية.
أثناء هذه الحركات الاحتجاجية تطلق شعارات سياسية ضد النظام، هل لها علاقة بالمقاومة الايرانية أم انها عفوية؟
هذه الشعارات ليست عفوية وهناك دليلان على ذلك، الناس يبدأون بقضايا حرفية ومعيشية وعندما لا يجدون جوابا لاحتياجاتهم المعيشية فان المسألة تتخذ بعدا وسياقا سياسيا، في الجانب الاخر لأن هناك المقاومة الايرانيةوشبكة”هاي كسترده مجاهدين” التي تسعى لارشاد و توجيه الناس، وقد تمكنا لحسن الحظ أن ننجح في افهام الناس ان طالما كان هذا النظام موجودا وطالما كان هناك خامنئي وروحاني، وطالما كان هناك نظام ولاية الفقيه، فان هذه المصائب والازمات ستتضاعف ولن تقل، ولو قارنا هذه التظاهرات مع تلك التي جرت قبل اشهر، لوجدنا انها اليوم صارت سياسية أكثر وان المطالب أخذت سياقا سياسيا بالاضافة لسياقها المعيشي، حيث وصلت الى حد انها قد ارتبطت بشعار اسقاط النظام.