تستمر في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي معارك شرسة بين قوات الجيش السوري وحلفائه من جهة، ومسلحي تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي والفصائل المتحالفة معه من جهة أخرى.
وأفاد نشطاء معارضون من “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بارتفاع حصيلة القتلى من الجانبين جراء المواجهات الدائرة في المنطقة بين القوات الحكومة من جهة، و”هيئة تحرير الشام” التي تشكل “جبهة النصرة” عمودها الفقري و”الحزب الإسلامي التركستاني” والفصائل المتحالفة معهما من جهة أخرى، إلى 177 شخصا على الأقل منذ مساء الأربعاء المنصرم”.
وأضاف المرصد أن “الجيش السوري وحلفاءه خسروا 82 فردا، بينهم ستة ضباط على الأقل، ثلاثة منهم في رتبة عقيد، فيما تقدر خسائر المسلحين بـ95 شخصا بينهم ستة قياديين، ولا تزال حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بإصابات متفاوتة الخطورة”.
وأكد نشطاء “المرصد”، أن المعارك مستمرة على محاور في ريف إدلب وأطراف ريف حماة، حيث استطاع المسلحون منذ الليلة الماضية استعادة السيطرة على 17 قرية ومنطقة، وهي تل سلمو وطلب والدبشية وسروج والخوين وتل مرق ومشيرفة شمالي والجدعانية والوبيدة وأم الخلاخيل وخريبة وربيعة وتل خزنة والزرزور ومزارع الحسين واصطبلات ورسم الورد”
وأشار النشطاء إلى أن المسلحين “يحاولون منع القوات الحكومية من استعادة مطار أبو الضهور العسكري و120 قرية تمتد من الحدود الإدارية بين محافظتي إدلب وحماة حتى المطار المذكور، وأن 31 مقاتلا على الأقل في القوات الحكومية قد وقعوا في أسر المسلحين”.
ونشرت قناة Directorate 4 المختصة بمراقبة التطورات الميدانية في سوريا على “تلغرام” صورا تؤكد أن المسلحين في ريف إدلب يستخدمون أسلحة ثقيلة، بما فيها دبابات “تي-52″ و”تي-72” ومدرعات “بي إن بي”.
في المقابل، أفادت خلية “الإعلام الحربي المركزي” الموالية للحكومة بأن المسلحين شنوا ليلة أمس هجوما عنيفا جديدا على مواقع للجيش في محوري المشيرفة عطشان، واصطبلات ربيعة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، مؤكدة أن الجيش قد صد الهجوم، وكثف الغارات الجوية والضربات المدفعية على المسلحين ونقاط انتشارهم.
وأكدت الخلية أن محاور القتال في المنطقة تشهد خلال الساعات الـ72 الماضية معارك كر وفر، مشيرة إلى تصفية عدد من القياديين البارزين بين المسلحين، بمن فيهم قسورة ملاحم القيادي السابق في جماعة “جند الأقصى” المبايعة لتنظيم “داعش” والملتحق بـ”هيئة تحرير الشام”، والمدعو أبو محمد سحال المسؤول العسكري في جماعة “جند الملاحم”.
كما نقل موقع “دمشق الآن” الموالي للحكومة عن تنسيقات المسلحين تأكيدها القضاء على القيادي في تنظيم “فيلق الشام” المدعو “صالح يوسف عجيني” بعبوة ناسفة انفجرت بسيارته في الطريق الواصل بين المسطومة وأريحة في ريف إدلب الجنوبي، وأفاد موقع “المصدر نيوز” بأن عملية الاغتيال دبّرها ونفذها عنصر نائم من الجيش السوري.
وفي هذه الأثناء، يتابع الجيش السوري تقدمه باتجاه الحدود الإدارية مع محافظة إدلب من ريف حلب الجنوبي، حيث سيطر حسب الإعلام الحربي على جميع القرى والبلدات الواقعة شمال شرقي الطريق الممتد من خناصر إلى تل الضمان وصولا إلى جبل الأربعين.
وأكد النشطاء أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على 79 قرية في ريف حلب الجنوبي خلال الساعات الـ24 الماضية لتوسّع بذلك نطاق سيطرتها في المنطقة لأكثر من ثلاثة أضعاف، مع انسحاب مسلحي “هيئة تحرير الشام” منها.
وسبق للنشطاء وذكروا أن قوات الجيش المتقدمة من ريف حلب الجنوبي أصبحت مع نجاحاتها الأخيرة في المحافظة على مسافة أقل من ستة كيلومترات من القوات الواقعة عند مشارف مطار أبو الضهور، وهو الهدف الأساسي لهذه العملية.
وأشاروا إلى أن القوات الحكومية في حال تمكنهما من الالتقاء ستنجح في محاصرة أكثر من 35 قرية خاضعة للمسلحين في أرياف حلب وحماة وإدلب.
أما “داعش”، فقد ادعى عبر وسائله الدعائية بأن مسلحيه “قتلوا خمسة جنود من الجيش السوري وأسروا آخر في محيط مطار أبو الضهور، وتدمروا دبابة وأعطبوا عربة “شيلكة” له.
ونشرت قناة Directorate 4 صورا زعم “داعش” أنها تظهر لحظة تدمير مسلحيه دبابة “تي-72” تابعة للجيش السوري قرب بلدة أبو كحف في ريف حماة الشمالي، مرجحة مقتل طاقم الدبابة المستهدفة.