هو ابو هريرة الدوسي و قد اختلف في اسمه على أقوال جمة وهو في أصح الروايات، عبد شمس في الجاهلية، وعبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي في الإسلام، ولقبه أبو هريرة لهِرَّة كان يحملها ويعتني بها، وكان رسول الله صلى الله عليه واله و سلم يدعوه أبا هرّ.
ومن الملاحظ لحياة ابو هريرة والتي يصفها هو في احاديثه المروية عنه يبالغ في الوصف لذاته ويقصي الغير من المهاجرين والانصار من عدم مصاحبتهم الدائمة للرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) وعدم اهتمامهم لما يقول قد اهتموا بمصالحهم وعملهم واموالهم وتركوا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) علماً ان في ذلك الزمان كان الناس ينتقدونه لكثر حديثه ومبالغته في نقل الحديث عن النبي الاكرم (ص)وما جاء في روايته التي يرويها البخاري في كتابه المزارعة (ح2179) تبين لنا كيف ان ابا هريرة يبخس حق المهاجرين والانصار التي نزلت بهم ايات كثيرة تشيد بمواقفهم تجاه رسول الله ومنها.
قال تعالى في كتابه العزيز (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: -100]
وقال في محكم كتابه العزيز ((إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله وَالَّذِينَ ءَاوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ )﴾ [الأنفال:72]
وهنا نذكر حديث ابو هريرة المروي عنه في كتب عديدة ومنها في كتاب مسلم المزارعة (ح2179)
((قال أبو هريرة: إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله، وتقولون ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثله، وإن إخواني المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم، وكنت امرءاً مسكيناً من مساكين الصفة، ألزم رسول الله صلى الله عليه و سلم على ملء بطني، فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون، وقد قال رسول الله في حديث يحدثه يوماً: إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي جميع مقالتي ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول. فبسطت نمرة علي حتى إذا قضى مقالته جمعتها إلى صدري، فوالذي بعثه بالحق ما نسيت من مقالته تلك الى يومي هذا. والله لولا ايتين في كتاب الله ما حدثتكم شيئا ابدا))
كل هذه التداخلات في الحديث وكثرته وتناقضه لأبو هريرة تحتاج الى محقق يحقق في رواياته التي رواها فكان تصدي المحقق الكبير السيد الصرخي في محاضرته (35) العقائدية التاريخية التي القاها من على شبكة الانترنت حيث نجده تطرق الى هذه الرواية وجعل يسأل لماذا ابو هريرة يبخس حق الصحابة في مجالسة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) علما ان هناك روايات تقول ان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان على دوام مع الرسول كما ينقل ولو كان القياس كما يصفه من ابي هريرة ان كثرة الروايات التي نقلها ابو هريرة عن الرسول لكان لعمر بن الخطاب النصيب الاكبر منها لانه اكثر من او هريرة مجالسة للرسول (ص) .
ونذكر في المقام الرواية التي تبين لنا مدى مجالسة الاصحاب للرسول ومنهم الخليفة عمر بن الخطاب
((في كتاب البخاري / العلم / الحديث 89 :- حدثنا ابو اليمان عن عبد الله ابن عباس عن عمر قال (كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة ، وكنّا نتناوب النزول على رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- ، ينزل يوماً وأنزل يوماً ، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره ، وإذا نزل فعل مثل ذلك، فنزل صاحبي الانصاري يومه نوبته فضرب بابي ضربا شديدا فقال اثم هو ففزعت فخرجت اليه فقال حدث امر عظيم قال فدخلت على حفصه فاذا هي تبكي قلت طلقكن رسول الله قالت لا ادري ثم دخلت على النبي ،فقلت وانا قائم اطلقت نساءك قال صلى الله عليه واله وسلم لا فقلت الله اكبر)
فالنتيجة هنا
تتضاعف الى درجة انه لا يوجد يوم يخلو من وجود الخليفة الثاني (رضي الله عنه)او صاحبه الانصاري مع الرسول الكريم اي الملازمة يومية فاي تمامية تبقى لابي هريرة وتعريضه للصحابة المهاجرين والانصاروانهم لم يلازموا النبي الكريم بالمستوى الذي لازمه ابو هريرة بحيث اكثر الحديث عنه دون باقي الصحابة الاجلاء رضي الله عنهم ؟ "
نفنده ما آل اليه ابو هريرة بالتعريض للصحابة " يعني اليست هذه الرواية دليل قاصم لكل ما ذكره ابو هريرة ولكل ما يقال ولكل ما يمكن ان يدافع به احد الناس عن ابي هريرة بخصوص كثرة رواية الحديث والملازمة اليومية الان فقط ذكرت الخليفة الثاني وجاره الانصاري فكيف باقي الصحابة "
للاطلاع على المحاضرة العقائدية (35) للمحقق الكبير السيد الصرخي