عقد في أبو ظبي اليوم الأربعاء اجتماع بحضور مسؤولين إماراتيين رفيعي المستوى وممثلي دول أجنبية بخصوص الانتهاكات الجوية التي وقعت بين الإمارات وقطر أول أمس.
أعلنت الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، أثناء الاجتماع الذي عقد في مقرها بحضور سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والسعودية والبحرين ومصر، عن نيتها مخاطبة منظمة الطيران المدني الدولية التابعة للأمم المتحدة بشأن ما وصفته بـ”الانتهاكات القطرية الخطيرة”، مشيرة إلى أن اعتراض مقاتلات قطرية طائرتين إماراتيتين في طريقهما إلى البحرين “خلال رحلتهما الاعتيادية” تصرف ممنهج يعرض حياة المدنيين للخطر.
وشدد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، على أن “ما قامت به السلطات القطرية بحق الطائرات الإماراتية وسلامة الملاحة الجوية يؤكد عزمها على مواصلة تصعيد الموقف”، محذرا من أن هذه الخروقات كان بإمكانها أن تؤدي إلى كارثة تطال حياة المدنيين، حسب وكالة “وام” الإماراتية الرسمية.
وتوعد قرقاش قطر برد “متزن وقانوني” بهدف “تأمين الأجواء وسلامة أرواح الركاب”.
من جانبهم، استعرض ممثلون عن القوات المسلحة الإماراتية وهيئة الطيران المدني “إحداثيات وصور من الأقمار الاصطناعية” لما جرى الأحد المنصرم، مؤكدين أنها تكشف “حقيقة التصعيد القطري المتمثل بتهديد الطيران المدني والعسكري” وتفند ادعاءات الدوحة باختراق طائرة عسكرية إماراتية مجالها الجوي.
وذكر المسؤولون العسكريون أن المعلومات المتوفرة تؤكد أن تلك الطائرة الإماراتية كانت تحلق فوق المجال الجوي للبلاد في منطقة تدريب مضيفين أن “ما حدث لم يتجاوز 30 ثانية فقط، في منطقة متعارف عليها لدى البلدين وخارج الأجواء القطرية”.
وأشار المسؤول العسكري إلى أن صور الإحداثيات الموثقة تؤكد اعتراض مقاتلات قطرية من طراز “ميراج”، في حادثتين منفصلتين، لطائرتي نقل عسكريتين كانتا تحلقان فوق مياه الخليج العربي، وكانتا بعيدتين عن المجال الجوي القطري إلا أن الطيران الحربي القطري تابعهما خلال مسارهما.
من جانبه، تطرق ممثل عن هيئة الطيران المدني إلى مسألة اعتراض الطائرتين المدنيتين الإماراتيتين أول أمس، قائلا إن المقاتلات القطرية من طراز “ميراج” التي انطلقت من قاعدة العديد كانت في وضع دفاع جوي مسلح حيث اعترضت الطائرتين الإماراتيتين “في رحلتين اعتياديتين ومجدولتين ومعروفتي المسار ومستوفيتين للموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دوليا”، واصفا هذا الحادث بأنه جاء “في تهديد متكرر لسلامة الطيران المدني وخرق واضح للقوانين والاتفاقيات الدولية”.
وأشارت الهيئة إلى أن هذا الحادث يثبت “بما لا يدع مجالا للشك” أن السلطات القطرية لا تحترم القوانين والمواثيق الدولية المعترف بها دوليا وأن تصرفها يهدد سلامة الملاحة الجوية والركاب.
تجدر الإشارة إلى أن الأزمة الدبلوماسية بين قطر والدول المقاطعة لها، بما فيها الإمارات، شهدت تطورا جديدا الاثنين المنصرم، بعد اتهام أبو ظبي الدوحة باعتراض طائرتيها المدنيتين.
من جانبها، أنكرت الدوحة هذه الاتهامات، معلنة في المقابل أن مقاتلة إماراتية اخترقت مجالها الجوي.