أجمع عدد من العلماء ورجال الدين من الديانات الثلاث على بطلان إعلان الرئيس الأمريكي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشددين على عدم شرعية إجراءات الاحتلال في المدينة المقدسة.
وجاء ذلك خلال الجلسة الثانية بمؤتمر الأزهر لنصرة القدس، التي شاركت فيها شخصيات ومرجعيات دينية بارزة، وشيخ الأزهر أحمد الطيب.
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إن القدس لها مكانة وتاريخ عظيم، وأنها تتعرض هذه الفترة لمجموعة من الانتهاكات الصارخة، مؤكدا أن القدس مرتبطة بعقيدة المسلمين كما أن للمسيحيين بها كنائس ومقدسات لذلك فهي تختلف عن كافة المدن حولها.
وأضاف المفتي أن القدس اليوم تستجدي نخوة المسلمين، لافتا إلى أن أبناء المدينة المقدسة نجحوا خلال العام الماضي في منع محاولات السلطات الإسرائيلية من عملية تركيب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى.
وحذر الشيخ محمد حسين من أن القرارات الجائرة بشأن القدس، ومنها قرار الإدارة الأمريكية تحاول محو الهوية العربية والإسلامية للمدينة، مشددا على ضرورة إعادة البوصلة العربية والإسلامية نحو القدس، وأن تتوحد الأمة تجاهها.
من جهته قال خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، إن مدينة القدس ربطها الله بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والتخلي عنها كالتفريط في المدينتين المقدستين، محذرا من الالتفات إلى الأصوات النشاز والمشبوهة التي تشكك في موضوع الأقصى.
وأضاف خطيب المسجد الأقصى، أن موضوع القدس أصبح حديث العالم كله، وذلك بعد الوعد الثاني المشؤوم الذي أصدره الرئيس الأمريكي ترامب، معرجا بالقول “فرب ضارة نافعة، بعد أن كانت هذه المدينة مهمّشة”.
كما صرح زعيم حركة “ناطوري كارتا” المعادية لإسرائيل، يرسول دوفيد ويس، إن طائفته وعامة اليهود الحقيقيين يرفضون حكم إسرائيل والفكر الصهيوني.
وأضاف في كلمته في المؤتمر أنه جاء ممثلا للشعب اليهودي الأصلي، مشيرا إلى أنهم مأمورين برفع الظلم عن الشعب الفلسطيني بأمر من التوراة، حيث إنه تم إعطاء دولة على أراضي 1948 لإسرائيل على حساب فلسطين.
ووجه زعيم حركة ناطوري نداء إلى “الشعب الحريدي” في فلسطين أن يقفوا ويحرروا تلك الأراضي المحتلة مع تقديم دعم اقتصادي ووقف عمل العصابات الإجرامية، مضيفا أنه يجب على قادة العالم الإسلامي ألا يلقبوا هؤلاء باليهود أو إسرائيليين حتى لا يعطونهم الشرعية على حساب المسلمين القدماء.
وشدد يرسول دوفيد ويس على أنه لا يوجد حكم أو سيطرة لسلطة لليهود في التوراة، فهؤلاء صهاينة محتلين ومجرمين.