لا تزال المعارك متواصلة لليوم السادس على التوالي في عفرين السورية بين الجيش التركي والمسلحين السوريين المتحالفين معه من جهة والفصائل الكردية المسيطرة على المنطقة من جهة أخرى.
وسجل نشطاء معارضون من “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم الجمعة استمرار القصف التركي لأماكن في عفرين، ما أودى بأرواح 5 مدنيين بينهم طفلان لترتفع حصيلة الضحايا المدنيين في المنطقة إلى 38 شخصا على الأقل منذ إطلاق عملية “غصن الزيتون”، حسب معطيات النشطاء.
ورصد النشطاء اشتباكات عنيفة بين الطرفين على 10 محاور ممتدة من قسطل جندو وجبل برصايا في الشمال الشرقي، وهي المنطقة التي عجز الجيش التركي وحلفاؤه عن الحفاظ عليها، وصولا إلى جنوب غرب حمام، مرورا بنواحي بلبلة وراجو وجنديرس في شمال وغرب عفرين.
من جانبها، نقلت وكالة “سانا” السورية الرسمية عن مصادر أهلية قولها إن أسرة مؤلفة من 7 أشخاص راحت ضحية القصف الصاروخي والمدفعي التركي على بلدة المعبطلي في عفرين، مع سقوط عدد من الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض.
الجيش التركي
وأعلنت هيئة الأركان العامة للجيش التركي في بيان لها تحييد “343 إرهابيا من تنظيمي “ب ي د/بي كا كا” و”داعش” منذ إطلاق عملية “غصن الزيتون”، مؤكدة تدمير 23 هدفا ليلة أمس الخميس، بما في ذلك “مواقع ومخابئ ومستودعات معدات عسكرية للإرهابيين”، دون إلحاق أي ضرر بالمدنيين، حسب البيان.
وشدد بيان الجيش التركي على أن عملية “غصن الزيتون” تتواصل حسب المخططات المطروحة بهدف تأمين حدود البلاد، دون شرح تفاصيل إضافية حول الوضع الميداني في عفرين.
قوات سوريا الديمقراطية
من جانبها، أصدرت “قوات سوريا الديمقراطية” ذات الغالبية الكردية بيانا يضم حصيلة المواجهات الدائرة في المنطقة منذ السبت، مشددة على أن الجيش التركي وفصائل “الجيش السوري الحر” المتحالفة معه “عجزت عن تحقيق أي نصر عسكري حقيقي على الأرض وتكبدت خسائر فادحة في العدة والعتاد”.
وأعلنت “قسد” أن خسائر الجيش التركي وحلفائه في عفرين تبلغ 308 قتلى، بمن فيهم 4 ضباط وقائد ما يسمى بـ”لواء سمرقند” المدعو أحمد فايز، بالإضافة إلى مصابين اثنين.
ولقي 43 مقاتلا من “قوات سوريا الديمقراطية” مصرعهم جراء معارك عفرين، بمن فيهم 8 نساء من “وحدات حماية المرأة”، بينما أسفر القصف التركي على المنطقة عن مقتل 59 مدنيا وإصابة 134 آخرين، حسب البيان.
وأشار البيان إلى أن العمليات التركية لا تقتصر على عفرين وحدها بل وتشمل أيضا مقاطعات كوباني (عين العرب) ومنبج والجزيرة التي تعرضت لقصف جوي ومدفعي من قبل الجيش التركي، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخر في الجزيرة.
وفي بيان آخر، أعلنت “قسد” عن إحباط محاولات تقدم الجيش التركي وحلفائه في ناحية شرا باتجاه تلة قسطل، وفي محور مرعناز، وفي ناحيتي جنديرس وشيراوا، علاوة على تدمير دبابتين في قريتي عمارة و كومرشي التابعتين لراجو.