اتهم رئيس النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، ناجي البغوري، رئاسة الجمهورية “بممارسة ضغوط على الصحافيين”، وفق تعبيره.
وقال البغوري، اليوم الثلاثاء، خلال ورشة عمل “حول أخلاقيات المهنة وحماية الصحافيين”، إن النقابة تلقت “العديد من الشكاوى من قبل الصحافيين المتعلقة بوجود تعليمات هي في الأصل منبثقة عن رئاسة الجمهورية وفيها محاولة لتوجيه الإعلام والسيطرة عليه، خاصة الإعلام العمومي”.
كما أكد نقيب الصحافيين بالمناسبة، إدانته ورفضه لمثل هذه التصرفات التي وصفها “بالخطيرة”، مشيرا في ذات السياق إلى ضرورة الحذر واليقضة “من العودة إلى ممارسات النظام القديم”.
ويرى أغلب المتابعين للمشهد الإعلامي أن هناك مساعي لم تعد خافية، من قبل مؤسسة رئاسة الجمهورية، لإعادة “الإعلام إلى بيت الطاعة”، خاصة الإعلام الذي هو ملك الدولة.
وهناك انتقادات كبيرة توجه لنشرة الأنباء الرئيسية على القناة العمومية الأولى، وهو ما أكده المحلل السياسي شكري بن عيسي في تصريح لـ”العربية.نت”، إذ أشار إلى “وجود نكسة في الخط التحريري للقناة”.
وأشار إلى أن “القناة عادت للغة الخشبية الموغلة في “البروباغندا”، خاصة كلما تعلق الأمر بالنشاط الرئاسي”.
وفي ذات السياق، نشير إلى تراجع “اللهجة النقدية” أيضا في القنوات الخاصة، وذلك مقارنة بالدور الكبير الذي مارسته، سواء خلال حكومة أو الترويكا أو مع الحكومة المستقلة برئاسة مهدي جمعة.
إذ لاحظنا أن “البلاتوهات السياسية” ساهمت في “إزعاج” تلك الحكومات، وفي المقابل نرى أنها تتعامل بكل “نعومة” مع السلطة الحالية.
وللإشارة فإن الإعلام التونسي ورغم هامش المرونة الكبيرة التي أتيحت له بعد الثورة فإنه عجز عن تأطير حوار وطني حقيقي حول القضايا الحقيقية التي تشغل التونسيين، وأنه يتهم بالتحيز لطرف سياسي دون آخر.