دافع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني، من الانتقادات الموجهة لتاريخ ولايته، وأشار إلى أن الجمهورية التركية تمثل امتدادا للإمبراطورية العثمانية
وقال أردوغان: “لا يمكننا أن نشيح بوجوهنا عن التاريخ أو نمارس الانتقائية في دراسته”.
وجاءت تصريحات الرئيس التركي في كلمة ألقاها أثناء مشاركته في ندوة بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة السلطان عبد الحميد الثاني، في قصر يلدز بمدينة إسطنبول.
واعتبر أردوغان أن ممارسة الانتقائية كنهج يعد “خيانة بحق نفس الباحث والأمة”، منتقدا “حالة العداء التي يناصبها البعض لتاريخ السلطان عبد الحميد الثاني الحافل بالإنجازات العظيمة”.
وتابع الرئيس التركي موضحا: “هناك من يعمل بإصرار على أن يبدأ تاريخ تركيا من 1923 (تاريخ تأسيس الجمهورية التركية)، وهناك من يبذل قصارى جهده لانتزاعنا من جذورنا وقيمنا العريقة”.
وأضاف الرئيس التركي: “الشريحة التي ينتمي إليها زعيم المعارضة أيضا (رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو) وضعت معيارا للولاء للجمهورية، يقوم على أساس نصب العداء للأجداد”..”بالنسبة لهؤلاء، الجمهورية التركية حديثة الظهور ولا تمثل امتدادا للسلاجقة والعثمانيين، الذين وجهوا النظام العالمي طيلة ستة قرون”.
وشدد أردوغان على أن “التاريخ ليس ماضي أمة ما وحسب، بل بوصلة لمستقبلها أيضا”، مؤكدا أن “التاريخ في الوقت ذاته ذاكرة الأمة”.
يذكر أن عبد الحميد الثاني هو السلطان الـ34 للإمبراطورية العثمانية وتولى الحكم عام 1876، وانتهت فترة حكمه عام 1909.
ويعتبر عبد الحميد الثاني شخصية مثيرة للجدل في تاريخ بلاده حيث كان آخر حاكم ركز جميع فروع السلطة في يديه وسعى بشدة إلى فرض نظام حكم كامل للسلطان في الدولة، فيما استمرت في فترة ولايته عملية تدني قوة الإمبراطورية وإخضاعها لنفوذ القوى الغربية، لكن السلطات التركية الحالية تقول إنه كان أحد أقوى وأدهى سلاطين آل عثمان “حيث شهدت فترة حكمه تحولات صناعية وإصلاحات دستورية هامة، إضافة إلى إعادة هيكلة الدولة ومؤسساتها، وهو ما جعله في مواجهة دبلوماسية وعسكرية مع القوى الكبرى الطامعة في أراضي الدولة العثمانية”.