كشف الملك الأردني عبد الله الثاني في حوار شامل مع وسائل إعلام روسية قبيل توجهه إلى موسكو في زيارة رسمية، هواجسه الأولى مع اقتراب الذكرى العشرين لجلوسه على العرش.
العاهل الأردني كشف عن أحاسيسه في هذه المناسبة، مشددا على أنه أصبح بعد جلوسه على عرش بلاده “أبا لعائلة مكونة من أربعة ملايين شخص، وبطبيعة الحال أصبح عدد السكان أكبر”.
وأشار الملك عبد الله الثاني إلى أن دوره يتمثل في “حماية المواطن الأردني”، لافتا إلى أن بلاده شهدت “على مدى السنوات الماضية صدمة بعد صدمة، وكان علينا أن نعمل على حماية مواطنينا، ونكون صوت الاعتدال والأمل للآخرين، ليس لمنطقتنا فحسب، بل لأبعد من ذلك”.
وعدد العاهل الأردني التحديات الصعبة التي تواجهها بلاده مشيرا إلى أن العبء الذي تحمله الأردن، كان “بسبب الحرب في العراق، وبسبب الربيع العربي، وعدم الاستقرار في منطقتنا، وقد دفع المواطن الأردني الثمن، خصوصا فيما يتعلق بالتحديات الاقتصادية، وهذه الأزمة تمتد لدول مختلفة في المنطقة والعالم”.
وأكد الملك عبد الله الثاني في هذا الصدد أن المجتمع الدولي خيّب آمال شعبه الذي “دفع الثمن وتحمل عبء ومسؤولية اللاجئين السوريين وآخرين لجأوا إلينا، والذين باتوا يشكلون ما نسبته 20 بالمائة من عدد سكان بلدنا. إن حياة الأردنيين اليوم صعبة للغاية، وأتمنى لو كان العالم أكثر تعاطفا وتفهما للصعوبات التي نواجهها”.
وباح العاهل الأردني بما يدور في وجدانه، قائلا: “أول ما أفكر به عندما أستيقظ من النوم كل صباح هو كيف أجعل هذا اليوم أفضل لشعبي، ولا يأتي ذلك بسهولة، هناك أيام جيدة وأخرى صعبة، ولكن كما تعلمون، لدينا الكثير من التحديات هنا”.
وعلى الرغم من ذلك، أعرب الملك الأردني عن تفاؤله بالمستقبل، وعن الأمل في أن”يكون العالم أكثر تفهما وتعاطفا مع الصعوبات التي يواجهها الأردنيون، ويساعدوننا لبناء مستقبل أفضل”.
وكشف العاهل الأردني عن ذكريات طفولته مع والده الراحل قائلا: “أتذكر عندما كنت شابا صغيرا، على وشك البدء بحياته العملية، قال لي والدي الحسين (رحمه الله) “إن وظيفتك هي أن تخدم شعبك”. ويبدو هذا وكأنه تعبير مكرر، ولكنه في جوهره يتطلب من القائد ليس مجرد رعاية شؤون شعبه، بل التعامل مع شعبه كما يتعامل مع أبنائه وبناته. والشعب الأردني فيه المسلمون والمسيحيون، وفيه كذلك من جاء من أنحاء روسيا، وهو شعب غني بتنوعه”.
الملك عبد الله الثاني قال عن والده الراحل الملك حسين: “لوالدي فضل كبير علي، ولن أوفيه حقه مهما عبّرت. لم أكن أعرف أنني سأجد نفسي في هذا الموقع، وأعتقد أنه حرص على ألا تكون حياتي سهلة. لقد بدأت تدريبي كضابط شاب في الجيش البريطاني، قبل أن ألتحق بالجيش العربي. وقد شهدت خدمتي العسكرية أحيانا أياما صعبة، ولكن والدي لم يتدخل لمساعدتي”.
وعن المستقبل، قال العاهل الأردني متحدثا عن نجله وولي عهده الحسين: “لقد ألقى خطابا في مجلس الأمن الدولي، وألقى خطابا بالنيابة عني في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وهو يتمتع بحب التواصل مع الشباب، فهم يشكلون المستقبل في منطقتنا، ونسبتهم في الأردن تحديدا نحو 70 بالمائة من السكان، وهم يدركون أكثر منا أين يريدون أن يمضوا في مستقبلهم. تجمعنا رابطة الأب بابنه وندعم بعضنا البعض، وأنا أدرك تماما ما يصبو الشعب الأردني لتحقيقه من كل قلبه، وهذا ما يجعلني أشعر بالثقة والاطمئنان”.