تمكن الروسي يوري بالاكشين من العودة إلى روسيا بعد فراره من صفوف تنظيم “داعش” في سوريا. وتحدث لقناة RT عن تجربته هناك وفراره من “داعش”.
ولد يوري بالاكشين في قرية مارفينو بمقاطعة ساراتوف، وفي الخامسة من عمره انتقل مع أسرته للعيش في مدينة ساراتوف على نهر الفولغا، نحو 800 كم جنوب شرقي موسكو.
وبعد الدراسة في كلية عسكرية والخدمة في صفوف الجيش، لم يتمكن أثناء الأزمة الاقتصادية عام 1998 من إيجاد عمل إلا وظيفة عامل بناء.
وعندما بلغ بالاكشين سن الـ 20 بدأ يعاني من ألم في الرأس تعذر على الأطباء تحديد أسبابه. وحاول اللجوء إلى الطب غير التقليدي بحثا عن حل لمشكلته، وتوجه إلى الكنيسة، لكن كل جهوده لم تثمر بنتيجة.
وذات يوم بدأ يزور المسجد المحلي، وتعرف على الإسلام. وتزامن ذلك مع تعافيه، وأخيرا قرر اعتناق الإسلام وتوجه إلى مصر للدراسة. وبعد مرور عام على إقامته في مصر، عاد يوري بالاكشين إلى روسيا وتزوج من فتاة مسلمة من شمال القوقاز.
ومع بداية الأحداث في سوريا، أبدى بالاكشين اهتماما بالموضوع، وبدأ يتابع التطورات من خلال المدونات ومنتديات النقاش وشبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت. وقرر التوجه إلى مصر مرة أخرى، حيث اتصل بشخص من تركيا، أقنعه بالذهاب إلى سوريا. ووافق بالاكشين على ذلك، لأن الرجل تحدث عن إمكانية العودة في أي لحظة إن لم يعجبه شيء.
وبمساعدة رجل منحدر من آسيا الوسطى يتكلم اللغة الروسية، توجه بالاكشين إلى تركيا وعبر الحدود السورية مع مجموعة من رجال آخرين مثله. وفي سوريا استقبلهم رجال مسلحون ناطقون بالروسية، ولكن ليس من روسيا.
وقال بالاكشين إن أول مفاجأة تعرض لها حدثت عندما صادر هؤلاء الأشخاص منه الهوية والهاتف. وبعد فترة، سلموه سلاحا وكلفوه بحراسة أحد مستودعات السلاح على أطراف إحدى المدن السورية تحت سيطرة “داعش”.
وأشار إلى أن كل الأمور لم تكن كما توقعها، ولم تكن هناك إمكانية للمغادرة، حيث تعرض من حاولوا الفرار للإعدام أو تم زجهم في السجن.
وأصيب بالاكشين جراء إحدى عمليات القصف التي تعرض لها الموقع الذي كان فيه، وفقد ساقه، وأجريت له عملية جراحية في أحد المستشفيات الداعشية. وقضى عدة أشهر في المستشفى.
وبعد أن بدأ الدواعش محاولات إقناعه بأن ينفذ تفجيرا انتحاريا، قرر بالاكشين الفرار. وتمكن من إيجاد شخص ساعده في ذلك مقابل ألفي دولار. وتوجه بالاكشين إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرة “الجيش الحر”، ومن ثم إلى تركيا.
وبعد عودته إلى روسيا، سلم بالاكشين نفسه إلى جهاز الأمن الفدرالي الروسي. وقضى 3 أشهر في سجن التوقيف، ولكن لم تجر ملاحقته جنائيا، إذ أنه سلم نفسه وتعاون مع التحقيق ولم يشارك في العمليات القتالية في صفوف “داعش”.
ويقول بالاكشين إن ما شهده في سوريا أصبح درسا له، وإن ما كان يحدث هناك لا يتوافق مع الديانة الإسلامية، والأشخاص الذين يقنعون الناس بالانضمام إلى “داعش” يخدعونهم.