المهرجان الوطني للتراث والثقافة هو عرس وطني يتم من خلاله الربط ما بين الماضي والحاضر كذلك التثقيف والتدريب والتطوير، ففي كل شبرٍ في الســوق الشعبي تضطر للوقوف لتتمعن بالحرف وكيفية تنفيذها وكيف كان الآباء والأجداد يعيشون دون وجود التقنية الحديثة، وخصوصا إن كانوا في الســابق يعيشون حياة البادية ما بين النزول والرحيل وقلة الموارد المائية التي تســاعد على غسيل الأشياء التي يستخدمونها في حياتهم اليومية.
وخلال التجول في السوق الشعبي نرى حرفة رب الدلال وهي ما تعرف بتنظيــف الأواني أو القطــع الحديدية أو الســيوف أو الدلال أو الأباريق أو ما يســتخدم قديما من قطع حديدية تدخل في مجال الحياة اليومية من الشوائب كالصدأ أو من عوالق النار عند تغير لونها فتحتاج إلى تنظيف يدوي دون معرفتهم بالسابق بالمنظفات الكيميائية.
وتُعد هذه الحرفة مهددة بالانقراض لذا يطالب العاملين بها بفتح مصانع تهتم بهذه الحرفة لا ســيما بأن هنالك الكثير من الدلال القديمة كالرسلانية والبغدادية وهي من الدلال القديمة والنادرة جــدا ولها مذاق خاص عند استخدامها يختلف عن الدلال الحديثة الموجودة بالسوق.
كما ينتشر في السوق الشعبي بالجنادرية الكثير من الأجنحة المخصصة للحرفيين المشاركين الذين يتنافسون لإظهار إبداعهم وتميزهم كل على حسب إتقانه لحرفته التي يجيدها ولاسيما إن كانت تلك الحرفة تحتاج لبعض من الصبر والجلادة كالنجارة والحياكة التي لا يعمل بها في وقتنا الحالي إلا قلة قليلــة جدا، وهي تعتبر من أصعب الحرف.
هذا بالإضافة إلى مهنة الخرازة “خراز” لصناعة الأحذية الجلدية والتي لا يزال الإقبال عليها كبيرا كونها تعتمد بشكل كبري على الجلود، وصناعة “الخوصيات” وهي من ســعف النخيل ويصنع منها “الزنابيل” و”المهفات”، حيث بدايةً يُقَص الســعف من النخيل ومن ثم يتم عرضه تحت أشعة الشمس حتى يجف تماما وبعد ذلك يتم قصه على حســب مقاس الأداة التي يُرغَب في تصنيعها.