اكتشفت مجموعة من العلماء الذين يدرسون موقع مدينة هيرابوليس القديمة في تركيا، والتي كان يعتقد بأنها “بوابة الجحيم”، السبب الكامن وراء الوفيات الغامضة التي ذكرت في النصوص التاريخية.
ويقول العلماء إن وفيات الحيوانات القرابين في معبد المدينة خلال طقوس النذور، من دون أن يتأثر الكهنة بذلك ناجمة على الأرجح عن غاز طبيعي ضار.
وكانت “Ploutonion” أو “بوابة جهنم” في مدينة هيرابوليس القديمة تعتمد في إجراء طقوس القرابين حيث كان يعتقد الكهنة بأنها تحتوي على النفس القاتل للإله اليوناني للعالم السفلي، وهي تقع في منطقة “دينيزلي” في تركيا حاليا.
وقد تم العثور على الموقع عام 2013، من قبل عالم الآثار الإيطالي فرانشيسكو داندريا، وظلت طريقة موت الحيوانات غامضة إلى أن وجد العلماء في جامعة ديسبورغ – إيسن في ألمانيا، بقيادة البروفيسور هاردي بيفانز، أن المغارة في الآثار القديمة في مدينة هيرابوليس تنبعث منها مستويات عالية التركيز من ثاني أكسيد الكربون (CO2)، ما يفسر بشكل علمي الوفيات غير المبررة في الموقع.
ووفقا للبحث، فقد “تم العثور على ثاني أكسيد الكربون مركزا بنسبة مميتة تصل إلى 91%، في مغارة تحت معبد بلوتو، ومن المثير للاهتمام أن هذه الأبخرة ما تزال تنبعث بتركيزات قاتلة للحشرات والثدييات والطيور، حتى الوقت الحاضر”.
ويعود سبب انبعاث الغاز إلى النشاط الزلزالي مع الينابيع الحرارية والتصدعات العميقة الواقعة تحت المدينة.
ووجد العلماء أن مستويات الغاز القاتلة المحمولة في الأبخرة كانت أقل خلال النهار، حيث تتسبب أشعة الشمس في تبديدها، وطوال الليل، تتشكل غيوم من ثاني أكسيد الكربون في قاعدة الساحة المغلقة حيث بنيت “بوابة الجحيم”، وكانت المستويات مرتفعة بشكل خاص عند الفجر، وهو ما يكفي للتسبب في خنق الحيوانات والناس حتى الموت ولكن البشر، بحكم طولهم يمكن أن يبقوا رؤوسهم فوق المستويات القاتلة من منسوب الغاز.