قتل 23 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 20 آخرين بجروح جراء سلسلة هجمات استهدفت، اليوم السبت، القوات الحكومية في أفغانستان، تبنت حركة طالبان ثلاثة منها.
واستهدفت هجمات انتحارية أو مسلحون قاعدة عسكرية ومقرا للشرطة ومقرين لإدارة الأمن الوطني (الاستخبارات) بفارق ساعات. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن هذه الاعتداءات باستثناء مهاجمة مقر الاستخبارات في كابل، والذي نفذه انتحاري وصل ماشيا وعبر آخر نقطة تفتيش بلا صعوبة وفجر نفسه عند مدخل المبنى.
وخلّف هذا الهجوم ثلاثة قتلى وخمسة من موظفي جهاز الاستخبارات، حسب آخر حصيلة لوزارة الداخلية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا التفجير.
وقال مساعد الناطق باسم الوزارة نصرت رحيمي إن “الرجل كان أنيقا ويرتدي ربطة عنق”، في تكتيك جديد للإفلات من حواجز المراقبة. واعترض طريقه موظف من إدارة الأمن الوطني عند مدخل المبنى.
ووقع الهجوم حوالي الساعة (04:00 ت غ) في أوقات الذروة للازدحام ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى الآن.
وبدأت سلسلة الهجمات، ليل الجمعة، في ولاية فراه المحاذية لإيران، حيث صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية، دولت وزيري، بأن 18 جنديا على الأقل قتلوا في هجوم استهدف قاعدة “بالا بولوك” العسكرية. وأعلن وزيري إرسال لجنة تحقيق إلى موقع التفجير.
وقع الهجوم حوالي الساعة الثانية فجر السبت في هذه المنطقة المعزولة على الحدود بين ولايتي هلمند وهرات.
وتبنت حركة طالبان الهجوم في تغريدة على تويتر. وتحدث الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد عن “مقتل عشرين جنديا وخطف اثنين” آخرين.
من جهتها، نقلت قناة “طلوع نيوز” التلفزيونية الأفغانية عن مسؤول محلي، أن ما لا يقل عن 20 من قوات الأمن قتلوا في الهجوم، وأن المسلحين اختطفوا جنديين اثنين واستولوا على كمية كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري. وأضاف المسؤول أن القوات الأمنية قتلت 12 مسلحا.
كما استهدفت طالبان موقعين للاستخبارات والجيش الأفغاني في هلمند، معقل مقاتلي الحركة التي تسيطر على عشرة من أصل 14 إقليما في هذه الولاية الجنوبية.
وذكر ناطق باسم سلطة هلمند، عمر زاواك، لـ”فرانس برس” أن هجوما وقع في إقليم ند علي الذي استعاده الجيش الأفغاني قبل أشهر. وأوضح أن مسلحي طالبان أطلقوا عربة هامفي مفخخة ضد قاعدة عسكرية، لكن “الجنود تمكنوا من رصدها وتدميرها بقذيفة مضادة للدروع (آر بي جي)” قبل أن تصل إلى هدفها.
وكان مقاتلو طالبان استولوا على عشرات من عربات الهامفي التي يملكها الجيش الأفغاني في خريف 2016، خلال المعارك التي أدت إلى انشقاق أو استسلام عدد كبير من أفراد القوات الحكومية.
ومنذ ذلك الحين شنت القوات الأمريكية غارات جوية عديدة لتدمير هذه العربات التي تستخدمها الحركة باستمرار لتنفيذ عمليات انتحارية.
وبعيد هذه العملية، انفجرت سيارة مفخخة أمام سور مكاتب إدارة الأمن الوطني (الاستخبارات) في لشكر كاه، عاصمة ولاية هلمند، ما أسفر عن سقوط ثمانية جرحى كما قال الناطق باسم شرطة هلمند سلام أفغان، في اتصال هاتفي مع “فرانس برس”.