استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اعتزام الولايات المتحدة نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس بحلول منتصف مايو تزامنا مع ذكرى النكبة الفلسطينية في 1948.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الوزير المفوض محمود عفيفي، أن أبو الغيط يعتبر أن قرار الإدارة الأمريكية يُمثل حلقة جديدة وخطيرة في مسلسل الاستفزاز والقرارات الخاطئة المستمر منذ ديسمبر 2017، والذي يوشك أن يقضي على آخر أمل في سلام وتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف أن القرار الأمريكي بنقل السفارة في تاريخ النكبة يكشف عن الانحياز الكامل لإسرائيل وغياب أي قراءة رشيدة لطبيعة وتاريخ الصراع القائم في المنطقة منذ ما يزيد عن 70 عاما.
وأفاد محمود عفيفي أن ذلك يفقد الطرف الأمريكي فعليا الأهلية المطلوبة لرعاية عملية سلمية تُفضي إلى حل عادل ودائم للنزاع.
من جهته، شدد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام على أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ليس له أي سند قانوني أو انعكاس على وضعية المدينة كأرض محتلة، مؤكدا أن الغالبية الكاسحة من دول العالم رفضت القرار الأمريكي في سابقة نادرة تعكس الإجماع الدولي على خطورة استباق قضايا الحل النهائي، أو إخراج ملف القدس من العملية التفاوضية كما يتوهم بعضُ أركان الإدارة الأمريكية.
وقال الوزير المفوض محمود عفيفي إن القرار الأمريكي خارجٌ عن الشرعية الدولية، ويُمثل خرقا لقرارات مجلس الأمن 476 و478 لعام 1980، موضحا أن الدول العربية عازمة على التصدي لكافة التبعات السلبية لهذا القرار، والعمل على ضمان ألا تُقدم أي دولة أخرى على خطوة مماثلة في المستقبل، بحيث يظل الإجراء الأمريكي معزولا بلا أثر سوى إدانة الدولة التي اتخذته.
وصرح عفيفي أن أبو الغيط سيتوجه الأحد 25 فبراير مع وفد يضم 6 من وزراء الخارجية العرب، إلى بروكسل، لعقد لقاء مع وزراء الخارجية الأوروبيين والممثلة العليا للسياسة الأوروبية فيدريكا موغيريني.
هذا ومن المنتظر أن تكون القضية الفلسطينية هي الموضوع الوحيد على طاولة البحث، حيث يعتزم الوفد دعوة الدول الأوروبية التي لم تعترف بعد بفلسطين للإقدام على هذه الخطوة الهامة التي من شأنها تعزيز فرص السلام، كما ينوي الوزراء العرب مناقشة البدائل المطروحة لتحريك ملف التسوية في حال أصرت الولايات المتحدة على التخلي عن دورها كوسيط نزيه بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وكانت الخارجية الأمريكية قالت مساء الجمعة 23 فبراير، إن الولايات المتحدة تخطط لفتح سفارتها في القدس في مايو المقبل بالتزامن مع الذكرى 70 لقيام إسرائيل.