انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو وثّق مشادة كلامية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومزارع فرنسي، وذلك خلال زيارته معرض باريس الدولي الزراعي السنوي، الأحد الماضي.
ويظهر ماكرون في المقطع المصور وهو يتحدث بغضب مع أحد المزارعين، بخصوص مادة “الغليفوسات” التي منعتها الحكومة الفرنسية.
وقال الرئيس الفرنسي “بالنسبة لي الفلاحون والمستهلكون عندما يقولون لي أنت كنت على دراية باستعمال “الغليفوسات” (مبيد حشري) ولم تحرك ساكنا”، وأضاف أنهم سينظرون في عيني ولن يذهبوا للبحث عنكم.
ورد عليه الفلاح قائلا “نحن هادئون.. وأنتم اهدأوا قليلا أرجوكم”، معرجا بالقول “ما هذا الأسلوب.. إنني أتكلم معكم بأدب”.
وصعد الرئيس الفرنسي من لهجته مع الفلاح قائلا “لست أنت من يعطيني الهدوء”، فقاطعه الفلاح “نحن هنا.. هذا منطقتنا”.
فرد ماكرون قائلا “نحن في وطننا.. في فرنسا.. إنها الجمهورية”.
وجاء عدد من المزارعين الغاضبين لحضور المعرض، ومقابلة الرئيس ماكرون، ومناقشة القضايا الشائكة حول سياسات فرنسا التجارية والزراعية مع الاتحاد الأوروبي، والمحادثات التجارية مع ميركوسور (كتلة تجارية في أمريكا الجنوبية تضم البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي) وشراء الأراضي الفرنسية من الصين.
هذا وتؤكد الدراسات العلمية التي أُجريت في فرنسا وبلدان كثيرة أخرى أن خطر هذه الخضراوات والثمار الطازجة المشبعة بالمواد الكيميائية يكمن أساسا في كونها عرضة خلال عملية نموها أو بعد جنيها إلى كثير من العمليات التي تُستخدم فيها مواد كيميائية تختلط ببعضها البعض فيتضاعف خطرها على الصحة لاسيما على صحة الحوامل والأطفال.
إذ دعا البعض لمقاطعة كل الخضروات والثمار المشبعة بمخلفات المواد الكيميائية واستبدالها بمنتجات الزراعة العضوية، إلا أن الغالبية يقولون إن هذا ليس حلا في الوقت الراهن لأن نسبة منتجات الزراعة العضوية لا تزال قليلة جدا ولأن أسعار موادها مرتفعة حتى بالنسبة إلى متوسطي الحال.
ولابد من الإشارة هنا إلى أن المفوضية الأوروبية رفضت في شهر ديسمبر 2017 منع التمديد لترخيص يسمح منذ فترة طويلة لشركة “مونسانتو” العالمية ببيع مبيد للأعشاب يسمى “الغليفوسات” وتضعه منظمة الصحة العالمية في قائمة المواد التي بإمكانها أن تتسبب في عدة أمراض منها السرطانية.