من جديد تُكشّر منظومة العمالة لملالي إيران في العراق عن أنيابها ، وتعاود مسلسل الإعتداءات على اللاجئين الإيرانيين المعارضين القاطنين في مخيم ليبرتي ، من خلال احتجاز سائق شاحنة لنقل المياه الثقيلة الى خارج المخيم .
السلطة القضائية العراقية التي هي بدورها – كبقية المؤسسات الحكومية العراقية – جزء لايتجزأ من منظومة الولي الفقيه ، تحتجز السائق الإيراني (صفر ذاكري) بدعوى تسببه بحادث مروري ، وهو يقبع في السجن منذ شهر تقريباً ، رغم أن الحادث لم يتسبب بالأذى لأي إنسان .
وتاريخ جرائم الحكومة العراقية بحق سكان مخيم ليبرتي (الذين تم نقلهم قسراً من مخيم أشرف بمحافظة ديالى) معروف للجميع ، فقد تفننت القوات الحكومية في قتل وخطف وتعذيب هؤلاء اللاجئين منذ قيام إيران باحتلال العراق في عام 2003 وحتى يومنا هذا ، لكن المصادفة العجيبة في خطف اللاجئ صفر ذاكري أن القاضي المكلف بالتحقيق في قضيته هو أحد أقرباء رئيس الوزراء المخلوع والمتهم بجرائم إبادة جماعية وفساد مالي (نوري المالكي) !
قاضي تحقيق محكمة الكرخ ببغداد (ناصر الموسوي) ، وجد فرصة للانتقام من المعارضين الإيرانيين ، أعداؤه وأعداء سيده المقبور المالكي ونظام الولي الفقيه الإرهابي ، فوجد في هذا اللاجئ صيداً ثميناً ، ومن البديهي أن يماطل في حسم قضيته أو يطلب أموراً تعجيزية مقابل اطلاق سراحه بكفالة ، فالعراق بلد مستباح يحكمه قانون الغاب ويتحكم بمقدراته الحرس الثوري الإيراني ، وقراراته تُطبخ في السفارة الإيرانية ، وصور الخامنئي والخميني معلقة في شوارع وساحات عاصمة الرشيد ، فهل يتوقع أحدٌ بعد كل هذا أن يتم تطبيق العدالة في مثل هكذا بلد؟!
ويبدو أن صمت الأمم المتحدة تجاه ما يتعرض له سكان ليبرتي بات عادةً متّبعة منذ عهد ممثل بعثتها السابق في العراق ولغاية اليوم ، فبعد أن كانت (تستنكر) أو (تعرب عن قلقها) ، اختفى حتى الاستنكار والقلق ، أما الأمريكان فهؤلاء آخر من يمكن أن نعوّل عليهم في تطبيق العدالة ، سيما بعد أن اتضحت معالم تحالف الشر أو مثلث الإرهاب في العالم (أمريكا وإسرائيل وإيران) ، هذا المثلث الوسخ الذي يحكم العالم .
وخطة هذا القاضي العميل معروفة مسبقاً ، فهو يماطل ويلف ويدور ويؤجل ويؤخر ويتمطى ويتثاءب ريثما تجد السفارة الإيرانية طريقة لنقل صفر ذاكري الى إيران ، ليتم هناك تعذيبه حتى الموت بتهمة الإنتماء الى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة ، البديل الديمقراطي لنظام الملالي .
إن المسؤولية عن سلامة صفر ذاكري تقع اليوم على عاتق الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ، وإذا لم يقوما بدورهما في إطلاق سراحه ومنع العملاء من نقله الى إيران فلا فائدة من تواجدهما على أرض العراق ، ولتُلغى بعثة اليونامي التي بتنا نشعر أنها مجرد دمية لاترى ولاتسمع ولاتتكلم ، فالرجل لاجئ وقع في أيدي عصابة قذرة تأتمر بإمرة المخابرات الإيرانية ، وهذه العصابة مجردة من الإنسانية ولاتعرف الرحمة ولاتخضع لأية ضوابط قانونية أو أخلاقية ، لايحكمها سوى قانون العصابات الذي شرعه الولي الفقيه الإيراني ، والمطلوب اليوم العمل بشكل فوري على إطلاق سراح هذا اللاجئ المحتجز حفاظاً على حياته .