تزخر اليابان على ما يبدو بفنادق تحمل أسماء غريبة، مثل “هوتيل جوك بوكس” و”روز ليبس” و”ستايليش” وأشكال خارجة عن المألوف. ففنادق الحب “لاف هوتيلز” هذه تعتبر بمثابة معلم ياباني، يقاوم منذ عقود وفي ظروف صعبة، لكن الغريب فيه أن مرتاديه من الأزواج الشرعيين.
وتشهد خدمات فنادق “لاف هوتيلز” نشاطاً كبيراً بمناسبة عيد الحب، ويرتادها أيضا المسنون. فهي توفر غرفاً بأسرة ومغاطس ضخمة لساعات قليلة بسعر مخفض (30 إلى 50 يورو) لليلة، أو فوق الـ75 يورو مع إمكانية الحصول على وجبة العشاء أو الفطور في الغرفة، ويقول شخص أعزب يستخدم هذه الفنادق من وقت إلى آخر “إنه أمر عملي بالنسبة للأشخاص غير المتزوجين، ولا يقيمون في منزل واحد، فضلاً عن أنه يضفي إثارة على حياة الأزواج أيضا”.
ويبدو أن السرية مضمونة من جانب إدارة الفنادق والموظفين على السواء. فموظفو الفندق إن تواجدوا، فهم كتومون ويقفون أحيانا وراء حاجز، لا يرون وجه النزلاء إلا بشكل عابر، خاصة أن اختيار الغرفة يتم من خلال لوح إلكتروني عند المدخل مع صور لداخل الغرفة وقائمة بتجهيزاتها.
فكرة قديمة جداً
وتوضح ايكيون كيم، الأستاذة الجامعية المتخصصة بالثقافة اليابانية وصاحبة كتب حول فنادق الحب، تلك الظاهرة قائلة إن “فنادق لاف هوتيلز فكرة يابانية تعود جذورها إلى حقبة ايدو (1603-1867). لم تكن تسمى فنادق الحب لكن كان بالإمكان استئجار غرفة لمدة محدودة يختلي بها رجل وامرأة. وقبل الحرب العالمية ظهرت أشكال مختلفة من الريوكان (الفنادق اليابانية) التي كانت قريبة جداً في الواقع من مبدأ فنادق الحب”.
إلا أن هذه الفنادق بحلتها الجديدة ظهرت خصوصاً في الخمسينيات والستينيات. وتضيف كيم “أتت لتلبي حاجة. فالناس كانوا يقيمون في شقق صغيرة ولم يكن من السهل للأزواج أن يختلوا ببعضهم، عندما كانت العائلة تعيش في غرفة واحدة”.
بعدها تحولت “الفنادق الخشبية التقليدية إلى أبنية إسمنتية مع غرف مجهزة بأسرة كبيرة، وأجهزة تلفزيون ملونة ومغاطس فردية وتجهيزات أخرى لم تكن متاحة للناس في منازلهم”.
ومن ثم ظهرت في السبعينيات تصاميم هندسية مجنونة على شكل قصور وغيرها مع أسرة دوارة وتجهيزات غريبة وغرف بمواضيع محددة. وكان هناك طلب في تلك المرحلة التي شهدت تحرر المرأة. وكان يمنع على هذه الفنادق القيام بدعاية إلا أن أسماءها الغريبة جداً وواجهاتها الأغرب هي التي كانت تدل فوراً على طبيعتها.
ووصل عدد فنادق الحب إلى الذروة في منتصف الثمانينيات وهو عقد كان كل شيء فيه متاحاً تقريباً، وحيث كانت المضاربات العقارية في أوجها إلى أن انفجرت الفقاعة في مطلع التسعينيات.
وتؤكد كيم “قبل ذلك كان الناس يتوجهون إلى أول فندق يصادفونه. أما اليوم بفضل الإنترنت والهواتف الذكية كل الناس يمكنهم المقارنة والاختيار. وأصبح الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للقيمين على فنادق الحب الذين لا يمكنهم الاكتفاء بالحد الأدنى إذ ينبغي تقديم خدمات وتجديد التجهيزات”.