ذكر تقرير إخباري أمريكي أن الطلب في البرازيل ارتفع على الحيوانات المنوية الواردة من الولايات المتحدة، خلال السنوات القليلة الماضية.
وأضاف التقرير، الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أنه “على مدى السنوات السبع الماضية، ارتفعت واردات الحيوانات المنوية، مع اختيار النساء العازبات الثريات ومثليات الجنس في البرازيل إنجاب أطفال ذوي بشرة فاتحة وعيون زرقاء اللون”.
وأوضحت مديرية مختبر “فايرفاكس كرايوبانك” لتخزين الحيوانات المنوية في البرازيل، ميشيل أوتي، أن “بلادها إحدى أكثر أسواق الحيوانات المنوية المستوردة نموًا في السنوات الأخيرة”.
ووصل أكثر من 500 أنبوب من السائل المنوي الأجنبي المجمد في النتروجين السائل إلى المطارات البرازيلية خلال العام الماضي، وفقًا لمسؤولي بنك الحيوانات المنوية، في سياتل بالولايات المتحدة.
وقال المدير المالي لبنك سياتل للحيوانات المنوية، الذي يزود البرازيل بقرابة ربع وارداته، فريديريك أندرياسون: إن “الغالبية العظمى مما نملكه ونبيعه هو لمتبرعين قوقازيين ذوي شعر أشقر وعيون زرقاء”.
ويملك مشترو الحيوانات المنوية في البرازيل التي يعد 50% من سكانها من أصحاب البشرة السوداء أو ذوي عرق مختلط، تفضيلات واسعة الانتشار للمتبرعين البيض ذوي العيون الزرقاء.
النسل المفضل
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن “تفضيل المتبرعين البيض يعكس اهتمامًا مستمرًا بالعِرق في البرازيل التي ترتبط فيها الطبقة الاجتماعية ارتباطًا وثيقًا بلون البشرة”.
وأضافت أن “أكثر من 50% من البرازيليين يعدون إما سود البشرة أو من ذوي عرق مختلط، وهو إرث حصلت عليه البرازيل نتيجةً لاستيراد عبيد أفريقيين أكثر من الولايات المتحدة بعشرة أضعاف، كما كانت آخر دولة غربية تحظر العبودية في عام 1888، حيث يسيطر أحفاد المستعمرين البيض والمهاجرين على معظم السلطة السياسية للبلاد وثرواتها”.
وبينت أنه “في مثل هذا المجتمع المنقسِّم عنصريًا، يُنظر عادة إلى امتلاك أبناء ذوي بشرة بيضاء كطريقة لمنح الطفل فرصًا أفضل، من راتب أعلى إلى معاملة أكثر عدالة من جانب الشرطة”.
وبحسب الصحيفة، فإن “المال يلعب دورًا في انفجار الطلب على الحمض النووي DNA، حيث إن عيادات الخصوبة البرازيلية تشتري الحيوانات المنوية المصنفة بعناية والتي تم فحصها جينيًا من المزودين الأمريكيين بتكلفة تقارب 1500 دولار لكل قارورة، وغالبًا كجزء من عملية تخصيب تتم في المختبر تكلف حوالي 7000 دولار للمحاولة الواحدة”.
ويعتبر ذوو البشرة البيضاء الأكثر قدرة على تحمل تكاليف ذلك في البلاد التي يشكل البيض فيها 80% من الطبقة الغنية التي تمثل نسبة 1% من المجتمع البرازيلي، وفقًا لوكالة الإحصاءات البرازيلية.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن “الطلب البرازيلي على الحيوانات المنوية البشرية من الولايات المتحدة ارتفع بشكل مضطرد، مع تزايد الطلب بشكل متسارع من قبل شريحة الأزواج مثليي الجنس”.
ويتزايد الاستيراد في جزء منه بسبب أن الكثير من البرازيليين لا يثقون ببساطة في المنتج المحلي.
وعلى عكس الولايات المتحدة، فإنه من “المخالف للقانون أن يتم الدفع للرجل مقابل التبرع بحيواناته المنوية هنا، لذا فإن المخزون المحلي منخفض وهناك القليل من المعلومات عن المتبرعين البرازيليين”.
وقالت ميشيل أوتي: إن “5 إلى 8% من مبيعات الحيوانات المنوية تأتي من متبرعين سود”.
ووفقًا للهيئة المشرفة على الصحة في البرازيل “أنفيسا”، فإن “بنك الحيوانات المنوية في البرازيل يشتري تقريبًا جميع الحيوانات المنوية المستوردة لديه من متبرعين يصنفون بأنهم قوقازيون، مع القليل من متبرعين آسيويين وتقريبًا ثُلث العينات من متبرعين ذوي شعر أشقر، وما نسبته 52% من رجال ذوي عيون زرقاء”.
وقال مدير في عيادة هنتنغتون للخصوبة، إدواردو موتا: إن “مرضاه الأثرياء يصرّون غالبًا على المتبرعين ذوي العيون الزرقاء؛ لأنهم يرون تلك الخاصية على أنها طريقة مؤكدة النجاح للحصول على متبرع لا يعرّضهم لمخاطرة لون البشرة”، حيث يعتبر الأزواج البيض ذلك أمرًا هامًا على حد تعبيره، وذلك حين يقرر الزوج قليل الخصوبة جعل الطفل ابنه.
وبينت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن “هذا التوجه بشكل جزئي يعبّر عن تغيرات اجتماعية في المجتمع البرازيلي، وعن النجاح في تقليص التمييز بين الجنسين بأنه بات لدى عدد أكبر من النساء القدرة على الحصول على وظائف أكثر مهنية وتأجيل الإنجاب، إلى جانب أن بعضهن ليس لديهن الوقت الكافي أو الميل الكافي للعثور على أزواج، ويمكن للكثير منهن أن يتحملن تكاليف تربية طفل وحدهن”.
في الوقت ذاته، وبحسب الصحيفة فإن “العديد من شريكات الحياة المثليات يبحثن عن متبرعين بالحيوانات المنوية بعد تغييرات قانونية حصلت مؤخرًا، جعلت من الأسهل تسجيل الطفل باسمهن معًا”.