قال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، إن هناك “تدخلا أمريكيا وسعوديا في الانتخابات النيابية اللبنانية بإمكانات هائلة ووسائل قذرة وقدرات إعلامية كبيرة لاستهداف المقاومة”.
وشدد على أن الحزب ماض في مكافحة الفساد رغم ما سيسببه ذلك من ”وجع رأس” لأن الوضع الاقتصادي في البلد على حافة انهيار فعلي.
وقال نصر الله إن الجانب الأمريكي يرى اليوم أن حزب الله يهدد مشروعه في كل المنطقة لاسيما بعد دوره في سوريا، وفي العراق خلال الاحتلال الأمريكي، وخلال احتلال داعش. لدينا مجموعة من الانتصارات وهذا يغضب أمريكا وحلفاءها، ولذلك “يتدخل السعودي والخليجي بإمكانات هائلة ووسائل قذرة وقدرة إعلامية كبيرة”.
وكشف عن لقاء سعودي ـــ سوري رفيع المستوى عقد أخيرا “في مكان ما، وطرح السعوديون فيه على السوريين قطع علاقتهم بإيران والمقاومة في مقابل وقف دعم الإرهابيين في سوريا ودعم إعادة إعمارها بمئات مليارات الدولار”. وقال إن هذا العرض قُدم للسوريين مرتين، في عهدَي الملكين عبد الله وسلمان، وهذا دليل على أن أصل المعركة هو استهداف المقاومة.
وفي لقاء، عبر الشاشة، “مع المجاهدين والمجاهدات حول الانتخابات” في منطقة بيروت، أمس، شدد نصر الله على أن “السعودية حاولت إسقاط الحكومة في الرابع من نوفمبر الماضي عبر احتجاز رئيسها سعد الحريري وإجباره على الاستقالة، لأنهم يريدون إخراج حزب الله من الحكومة”.
وقال: “لو كانت لديهم القدرة لأخذوا البلد إلى حرب أهلية، لكنهم يخشون هزيمة نكراء، وأن المشروع السعودي هو أخذ الدولة إلى صدام مع المقاومة”، مشيرا إلى أن الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز “قيل لي إنه طلب شخصيا من بعض النواب في تيار المستقبل وجماعة 14 آذار في أول جلسة انتخاب رئاسية قبل أكثر من سنتين ونصف السنة انتخاب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع رئيسا للجمهورية. كان المطلوب سعوديا وأمريكيا الذهاب إلى مواجهة مع حزب الله”.
وأدرج نصر الله مشاركة وزراء حزب الله في الحكومة في سياق حمايتها. وذكّر بأنه “قبل 2005، كان الوجود السوري يشكل ضمانة لعدم الصدام مع الدولة ولم نكن بحاجة للدخول إلى الحكومة”، و”بعد 2005 دخلنا على خلفية شرعية هي حماية المقاومة لأن هناك من كان يعمل على تسخير إمكانات الدولة لضربها، وهو ما ثبتت صحته عام 2006، حين كان قتالنا في الحكومة أشد قساوة في بعض الأحيان من قتالنا على الجبهة العسكرية. فقد وافق الإسرائيلي على وقف القتال متخليا عن شرط إقامة منطقة منزوعة السلاح جنوب الليطاني، لكن الحكومة اللبنانية لم تقبل بما قبل به الإسرائيلي، وكان موقفها أسوأ من موقفه”.
وقال الأمين العام لحزب الله: إن “هناك مستجدا يستدعي وجودا قويا لنا في مجلس النواب والحكومة لحماية البلد، وهو الوضع المالي وخدمة الدين العام التي قد تؤدي إلى إفلاس الدولة وانهيارها بعدما عجز الأمريكيون عن مواجهتنا بالقوة. لسنا طلاب سلطة، لكن علينا مسؤولية شرعية في المحافظة على بلدنا”. وأوضح أن حجم الدين وصل إلى 80 مليار دولار “ثلثها ذهب للبنى التحتية والبقية نهبت، واليوم يريدون أن يركّبوا 17 مليارا أخرى من الديون لنهبها”.
وفي الشأن الانتخابي، قال نصر الله “ستلاحظون في المرحلة المقبلة تصاعدا في الخطاب الطائفي. ولن تسمعوا من تيار المستقبل وغيره سوى خطاب شد العصب الانتخابي، وشتمنا لإرضاء السعوديين والأمريكيين، لأن ليس لديهم ما يقدمونه لجمهورهم لا عن سلاح المقاومة ولا عن المحكمة الدولية”.
وشدد على أن الحزب لن ينجر إلى الرد “على الحملات ضدنا بخطاب مستفز”.
وقال إن “لا خلاف سياسيا مع التيار الوطني الحر. الخلاف انتخابي وقطع على خير. نحن على تواصل مع الرئيس ميشال عون. والتقيت الوزير جبران باسيل وكان متفهما في موضوع بعلبك ــ الهرمل، وكذلك نحن نتفهم موضوع جبيل. وقد وعدنا التيار بالمساعدة في الأماكن التي لنا فيها أصوات وليس لنا فيها مرشحون”. وتابع: “نحن متفاهمون مع التيار في الاستراتيجية، لاسيما في الموضوع المالي ومكافحة الفساد”.