لم يكن غريبا ان تصدر تلك التصريحات التي تصدر عن الرئيس الامريكي والذي دافع عن حق اسرائيل الامريكي في ذبح اطفال ونساء وشيوخ غزة بدعوى حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها فمن المعروف ان السياسة الامريكية ومنذ سنوات طويلة مرتهنة باللوبي الصهيوني الذي يسيطر على السياسة الامريكية فضلا عن ان نشأة الولايات المتحدة نفسها شبيهة الى حد كبير بنشأة الكيان الصهيوني فكلاهما قام على دماء اصحاب الارض الاصليين فمن الطبيعي ان يدافع لص عن اطماع اللص الاخر كما انه ليس من الغريب ان تدافع بريطانيا كلب الولايات المتحدة المطيع عما يحدث في غزة لانها نفسها التي اعطت لاسرائيل حق اغتصاب ارض فلسطين من اهلها عندما اعطى وزير الخارجية البريطاني بلفور عام 1917 وعده بأقامة وطن قومي لاسرائيل في فلسطين فكان وعد من لا يملك لمن لا يستحق واذا كنا نتشدق في بعض وسائل اعلامنا بعدالة وديمقراطية الغرب فان تلك العدالة لم تكن مطلقة لانها عدالة عنصرية تمنح لشعوب الغرب والنظم الاستبدادية الموالية لهم اما العرب وشعوب العالم الثالث التي لا تمتلك القوة والنفوذ فهم مواطنون لا يستحقون العدالة او الحرية واذا كان هذا الموقف ليس بغريب على دول قامت على الظلم والاستبداد والعنصرية فان الغريب حقا هو الموقف العربي الذي ظل متفرجا واحيانا متأمرا على اهالي غزة وكان الامر لا يعنيهم فأين هي اللملكة العربية والسعودية التي وضعت اموالها في بنوك الغرب لحماية عروش حكامها ولم تفكر ان تستخدم بترولها او اموالها للضغط على الولايات المتحدة لاتخاذ موقف متوازن تجاه ما يحدث في فلسطين واين هي مصر والتي تعد القضية الفلسطينية قضيتها الاولى لانها تمس بشكل مباشر الامن القومي المصري والتي شاركت في حصارا الفلسطينيين عندما اغلقت كافة الانفاق التي يمكن من خلالها تهريب الاغذية والمواد الضرورية التي تمد اهالي غزة بحاجاتهم الضرورية الكفيلة بحياة هذا الشعب الشقيق الذي ذاق الذل والهوان على يد اصدقائه قبل اعدائه واذا كانت مقتضيات الامن القومي تحتم اغلاق الانفاق فما هو الداعي لعدم فتح معبر رفح بصورة دائمة ، إنني ومن منطلق حبي لمصر التي تعلمت منها المبادئ وتشربت منها الانتماء الاسلامي والعربي والتي علمت العالم ان الدفاع عن المبادئ لا يعادل كنوز الارض كلها ومن منطلق ايماني بوحدة امتنا فأنني اناشد الرئيس السيسي ان يعيد تقييم سياساته تجاه ما يحدث في غزة وان يعيد فتح معبر رفح بصورة كاملة بغض النظر عن مواقف حماس السابقة لان مقتضيات الامن القومي فوق كل اعتبارات اخرى كما انني اناشد حكام العرب ان يعيدوا تقييم سياساتهم مرة اخرى لاننا حتى الان لم نستفد من دروسنا السابقة واذا كانت العراق قد ضاعت وتفككت ليبيا وسوريا وضربت غزة فان القاهرة والرياض وبقية العواصم الاخرى لن تكون بعيدة عن هذا المخطط الشيطاني الذي يستهدف حاضر تلك الامة ومستقبلها .