قضت الدائرة الجنائية لمحكمة تونس الابتدائية، اليوم السبت، بأحكام مشددة تراوحت بين الإعدام والسجن مدى الحياة، بحق خلية مُتشددين ينتمون لكتيبة “الفرقان” الموالية لتنظيم داعش والتي تمّ تفكيكها في شتاء 2015 وهي من أخطر الخلايا المتطرفة.
واعترف 26 عنصرًا جرى إلقاء القبض عليهم، ومنهم مقاتلان عائدان من جبهات القتال في سوريا، بتخطيطهم لتفجير هيئات أمنية وعسكرية وشركات اقتصادية، واغتيال قادة أحزاب سياسية ونواب في البرلمان التونسي بولاية سوسة الواقعة على الشريط الساحلي.
وأقرّ الموقوفون بأنّ خططهم تستهدف “بث الفوضى، وإبراز ضعف الدولة، وعدم قدرتها على السيطرة على الوضع الأمني” وهو الأمر الذي أكدته مخططات، وبيانات، ورسومات، وخرائط، وصور تم حجزها لديهم.
وحوكمت الخلية بخمس قضايا أبرزها محاولة اغتيال النائب ورئيس نادي النجم الرياض الساحلي لكرة القدم رضا شرف الدين، واغتيال الشرطي جمال بوراوي، واغتيال الشرطي عز الدين بلحاج نصر، وقضايا أخرى تتعلق بالتآمر على أمن الدولة.
وأصدرت الهيئة القضائية 9 أحكام بالإعدام و8 أحكام بالسجن مدى الحياة، وأخرى تراوحت بين عدم سماع الدعوى والسجن لمدة 35 عامًا، ضد متهمين خطيرين جرى اعتقالهم بعد تحريات أمنية وعسكرية مُوسّعة وآخرين في حالة فرار.
وقال المتحدث الرسمي باسم المحكمة سفيان السليطي لوكالة الأنباء التونسية، “إنّ القضية الأولى المتعلقة بمحاولة اغتيال البرلماني رضا شرف الدين، تضمّ 6 موقوفين عوقبوا بـ6 أحكام بالإعدام وسابعهم في حالة فرار صدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة وعقوبة أخرى بـ20 عامًا”.
وفي قضية الشرطي جمال بوراوي الذي سقط قتيلًا في تموز/يوليو2015 بمدينة سوسة الساحلية، فالأمر يتعلق بعنصرين من جماعة “الفرقان” تورطا أيضًا بمحاولة اغتيال النائب شرف الدين، وحُكم عليهما بالإعدام.
وفي القضية الثالثة التي تخصّ قتل الشرطي عز الدين بلحاج نصر في 19 حزيران/يونيو 2015، فقط تورّط 4 موقوفين وبينهم شقيقان حُكم عليهم بالإعدام، مع حكم بالسجن مدى الحياة في شأن المتهم الرئيسي في جريمة القتل، والتآمر على أمن الدولة وعدد من الجرائم.
وفي قضية رابعة، حُكم على أحد الموقوفين بالسجن مدى الحياة، و35 سنة سجنًا نافذًا بحق موقوف آخر، وحُكم بعدم سماع الدعوى القضائية في حق شقيق المتهم الرئيسي، والذي صدر في شأنه أيضًا حكم بالسجن مدى الحياة في قضية أخرى.
كما حكمت محكمة تونس الابتدائية في ملفين آخرين بعد ضمّ قضايا في 3 ملفات أخرى تخص خلية “الفرقان”، حيث تورّط 14 موقوفًا بينهم شقيقان وفتاة وشرطي في الجرائم وعوقبوا بأحكام تراوحت بين حكم واحد بالسجن مدى الحياة والحكم بـ3 سنوات سجنًا نافذًا.
وذكر المتحدث الرسمي للمحكمة، سفيان السليطي، أن الملف الثاني في المحاكمة شمل أحكامًا مسّت 11 موقوفًا، وتراوحت بين حكمين بالسجن مدى الحياة والسجن عامين حبسًا نافذًا، بينما تستمرّ التحريات الأمنية والتحقيقات القضائية لاعتقال المتهمين الفارين.