عتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أن هناك حلولا شرعية لنزاع بلاده مع إسرائيل، لافتا إلى عودة العلاقات مع السعودية لطبيعتها، ومؤكدا تمسكه بحزب الله واعترافه بشرعية بشّار الأسد،
وقال عون في لقاء مطول مع برنامج Internationales الفرنسي الذي يبث عبر محطة TV5 monde الفرنسية بالتعاون مع “إذاعة راديو فرانس إنترناسيونال” RFI وصحيفة “لوموند” Le Monde الفرنسية، قال إن هناك حلولا شرعية وقانونية للنزاع مع إسرائيل، على خلفية بناء الجدار الحدودي والمناطق البحرية المتنازع عليها، عبر القوانين البحرية وتلك المتعلقة بالحقوق في الموارد الطبيعية، ويجب احترامها، ولا ينبغي أن يؤدي هذا النزاع إلى حرب خصوصا “وأننا نقبل بالتحكيم إذا فشلت الأمم المتحدة في التوصل إلى حل”.
واعتبر أن مساهمة السعودية في مؤتمر “سيدر” إشارة إلى التقارب بين البلدين، لافتا إلى أن المملكة هي دولة صديقة للبنان، وان ما حصل بين البلدين منذ فترة كان غيمة صيف وتم تجاوزها.
وردا على سؤال عن أسباب مطالبة لبنان بعودة السوريين إلى بلادهم وممتلكاتهم، قال عون إنه يمكن للنازحين السوريين العودة إلى بلادهم، بعدما انحصرت المواجهات العسكرية في جيوب صغيرة معينة، مشيرا إلى أن المساعدات الدولية لهم محدودة جدا وقليلة، وتصلهم بشكل مباشر دون المرور بالدولة اللبنانية.
واعتبر أن الرئيس السوري بشار الأسد “هو حاليا الرئيس الشرعي لبلاده، وعلينا التعامل مع الحكومة الموجودة ولا خيار آخر لدينا، والعلاقات اللبنانية-السورية محدودة حاليا”.
وعما إذا كان لبنان يدعم الرئيس السوري بشار الأسد وبقاءه بسبب تدخل “حزب الله” معه، أوضح الرئيس عون “أن الجيش اللبناني دافع عن الحدود اللبنانية، والتف حوله المواطنون لأن أهالي وسكان المناطق الحدودية كانوا يعيشون في خوف دائم بسبب ما شاهدوه من مآس وويلات حصلت في دول أخرى على يد الإرهابيين، وهذا أدى إلى حماية هذه المناطق”.
وعن وضع القدس اعتبر أن قرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إليها، يشكل بداية للتخلي الأمريكي عن هذه المدينة، “وقد أعطى القدس هدية إلى الإسرائيليين مع العلم انه لا يملك الحق بذلك”.
وردا على سؤال عن احتمال حصول موافقة عربية – سعودية على التطبيع مع إسرائيل والتخلي عن القدس قال: “القدس تقع داخل فلسطين وهي للفلسطينيين، ولا يحق لاحد الكلام نيابة عنهم في هذا الموضوع، فهم الذي يعيشون فيها (القدس الشرقية) وهناك وطنهم”.
وأعرب عن اعتقاده بان التوتر السياسي بين الولايات المتحدة وإيران قائم منذ سنوات عديدة، ولا أحد يرغب في اندلاع حرب، وفي حال قرار إلغاء واشنطن للاتفاق النووي مع إيران، لن يكون له أي مفعول عملي.
وأكد أن “حزب الله” ليس حليفا ثقيلا، وأفراده “لبنانيون يعيشون في قراهم على الحدود مع إسرائيل للدفاع عنها وعن لبنان، ولم يهاجموا أبدا إسرائيل بل حرروا جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي. وهذا هو السبب الذي كان وراء نشوء المقاومة ضد إسرائيل المسماة حزب الله”.
وعن مشاركة “حزب الله” في الحرب السورية، بينما لبنان يعتمد سياسة النأي بالنفس عن الصراعات في المنطقة، أوضح أن “الإرهابيين من تنظيم “داعش” وغيره، كانوا يتسللون إلى شمال لبنان كما احتلوا مناطق في شرقه، وهناك حصلت مواجهات عسكرية مع “حزب الله”، وبعدها تطورت الحرب وأخذت منحى إرهابيا صرفا عانى منه اللبنانيون. من هنا انخرط لبنان في مواجهة دولية ضد الإرهاب، لان الخشية كانت أيضا من الأنظمة التي ستحكم إذا ما انتصر الإرهابيون”.
وردا على سؤال عن الدور العسكري ل “حزب الله” في سوريا وكيفية التوفيق بين وجوده والجيش في لبنان، أوضح عون أن “انخراط “حزب الله” في الحرب السورية أتى بعد أن تحولت هذه الحرب إلى إقليمية اشترك فيها 84 بلدا، ومن الطبيعي أن يعود الحزب إلى لبنان قريبا بعد انتهاء الحرب.” وتابع: “سيتم إحلال السلام في سوريا بعد أن تقلص تواجد الإرهابيين هناك إلى جيوب صغيرة. وإن السلطة في لبنان تمارس سيادتها على الأراضي اللبنانية بشكل تام ومن دون أي تدخل من حزب الله، كما أنه لم يبادر إلى مهاجمة إسرائيل، وبالتالي فهو يلتزم بالاستقرار والسلام في لبنان”.