تشهد الأراضي السورية تحركات مفاجئة لتنظيم داعش تتزامن مع تهديدات الولايات المتحدة ودول غربية توجيه ضربات للقوات السورية وسط أنباء عن عمليات نقل لعناصر التنظيم تقوم بها واشنطن.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم داعش قام بتحصين مواقعه، وأعاد ترتيب صفوفه، في المناطق الجنوبية للعاصمة دمشق.
وأشار المرصد إلى أن التنظيم شن هجمات جديدة على القوات السورية في بادية الميادين، في غرب نهر الفرات، بالريف الشرقي لدير الزور.
وأكد أن قتالا شديدا بين القوات السورية وعناصر التنظيم يدور في بادية البوكمال وريف دير الزور وجنوب العاصمة دمشق، مشيرا إلى أنه “رغم إنهاء وجود تنظيم داعش في غرب نهر الفرات، في الـ 6 من كانون الأول / ديسمبر من العام 2017، إلا أن مجموعات من مقاتليه، تعمدت إرباك النظام وحلفائه، عبر تنفيذ عمليات تسلل وهجمات مباغتة، ضمن بادية دير الزور وفي محيط منطقة حميمة الواقعة في أقصى ريف حمص الشمالي الشرقي، بالتزامن مع الهجمات على محاور في بادية السخنة الشرقية وهجمات في مناطق أخرى قريبة من تواجد عناصر التنظيم، الذين ينفذون هذه الهجمات”.
وأكد المرصد السوري أن هذه الهجمات “تؤكد على قوة التنظيم وأنه لا يزال قادراً على تنفيذ الهجمات والمبادرة بها، وإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية الممكنة في صفوف قوات النظام وحلفائه من جنسيات غير سورية”.
من جهتها، كشفت وكالة الأنباء السورية، الثلاثاء، أن واشنطن وتحالفها ضد تنظيم “داعش” واصلا تجميع ما تبقى من “فلوله” في المنطقة الشرقية من سوريا بغية إعادة تشكيل ميليشيات مسلحة تحت مسميات جديدة تابعة لها لتنفيذ أجنداتها وأطماعها في سرقة ونهب الثروات السورية.
ونقلت الوكالة السورية للأنباء عن أهالي ريف الحسكة الجنوبي أن ليلة الاثنين شهدت إنزالا جويا قامت خلاله عدة مروحيات قالوا إنها أمريكية بإخلاء عدد من المتزعمين الأجانب في تنظيم “داعش” من منطقة تل الشاير جنوب شرق مدينة الشدادي بنحو 20 كم.
وأشارت المصادر إلى أن عملية الإخلاء تمت بمحطة محروقات الشيخ بمنطقة تل الشاير، مبينة أنه قد تم حبك مسرحية لإيهام العالم بأنها تنفذ عملية خاصة ضد التنظيم، حيث افتعل منفذو عملية الإخلاء معركة وهمية تم خلالها تبادل إطلاق النار قبل أن تقوم المروحيات بالمغادرة وبرفقتها 3 قياديين عراقيين مع عائلاتهم من تنظيم داعش إلى جهة مجهولة.
عملية الإخلاء هذه ليست الأولى وإنما سبق وأن نفذت واشنطن خلال الأشهر الماضية عشرات الإنزالات الجوية نقلت خلالها قياديين أجانب، ففي 28 ديسمبر 2017 قامت مروحيات تابعة للجيش الأمريكي بإجلاء عدد من قادة تنظيم “داعش” من محافظة دير الزور إلى محافظة الحسكة، بحسب ما أفادت مصادر محلية سورية.
وسبقتها أيضا عملية إجلاء لعناصر مسلحة في منطقة الميادين قبل بدء العملية العسكرية للجيش السوري فيها، كما عملت القوات الجوية الأمريكية على إجلاء قادة وعناصر تابعين لتنظيم “داعش” في أغسطس 2017 من شمالي محافظة دير الزور السورية.
من ناحية أخرى، وفي سيناريو مرافق يمكن ربطه بعملية الإجلاء لخلق مشهد “هوليودي”، تجددت اشتباكات متقطعة على محاور في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، بين “جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “داعش” من جهة، والفصائل الإسلامية المسلحة من جهة أخرى، دون معلومات عن خسائر بشرية، كما تم استهداف القوات السورية بالرشاشات الثقيلة في محور المنشية بدرعا البلد في مدينة درعا، من قبل الفصائل المقاتلة والإسلامية.
في غضون ذلك، صعدت الولايات المتحدة من لهجتها مهددة بشن ضربات عسكرية على سوريا ردا على هجوم مزعوم بالكيميائي على مدينة دوما بالغوطة الشرقية، واتهامات للجيش السوري بتنفيذه، ناهيك عن القصف الذي نفذته المقاتلات الإسرائيلية فجر الاثنين من فوق الأراضي اللبنانية على مطار تيفور.