أحس بأنه مثقل بالذنوب.. أخذه شيطان عقلة المارق الى توجسات وأفكار خرجت به عن اطار قد حددة لنفسة.. غاب ضميرة فأسدل علية ترابا أشبة بركام سنين غابرة. يبدو أن كهف نفسة بات متوحشا غليظا يقطنة بوما وهوام لادغة.. فى الأفق اشكال غريبة لوجودة عجيبة تنطلق من محيطها شظايا ريح عاتية. أهلكت نبت الحقل البعيد.. فبات صحراء قاحلة بلازرع أو ماء.. وقف مشدوها متأملا وقع أيامة المريرة.. أخذه اللوم لايصدق حالة.. أدركتة عناية الله .. حملتة يد عظيمة طارت بة فى سماء فسيحة يملئها ضياء جم.. نظر لسراج منير ينبعث منه نور ملآ أرضا وسماء.. فيض من إشعاعات نورانية التفت حولة وكأن شيئا عظيما قد بدى ناحيتة فملآ المكان.. تبدل الحال فاقتربت منه ومضات رحمات.. قوى غير عادية تدفعة نحو ناصية طريق طويل لكنه مثمر.. شجر يانع الجمال يحيطة من كل مكان على مرأى شاهد وجود يعلوها النور ويكسوها البياض الناصع.. أخذ يضرب كفية ببعضها عجبا مابين رؤى أمسة وصبحة.. ماكل هذه الروعة !!
نسمات من رحيق العطر ومسك العنبر .. سحابات طويلة وضاءة أحاطت به من كل جانب .. يظهر منها نور ينكسر البصر أمامة.. لم يستطع أن يرفع كلتا عينية من وقع التأثر به متعجبا.. لم أرى فى حياتى كل هذا الوداد والروعة.. صوت الآذان يكبر الله أكبر.. الله أكبر.. الناس تتدافع نحو الصلاة الجامعة .. ومازال هو فى ثبات.. إندفعت نحوه يدصديقة قائلا ..أصحى ياعم حسين الصلاة وجبت.. كل سنة وأنت طيب.. ثم مالبث أن أعطاة شيئا من حلوى مولد النبى.. قبل أن تتلقفها الصبية الصغار من أيدى المصلين فى المسجد والذى اكتسى بنور ربانى عظيم.