توصلت دراسة جديدة أجراها باحثو معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا، إلى حل بسيط وغير متوقع لمنع انتشار الخلايا السرطانية بعد استئصال أورام الثدي، وذلك من خلال أدوية رخيصة ومتوفرة مثل الأسبرين.
على مدى عقود، كافح الأطباء لفهم سبب انتشار سرطان الثدي معظم الأحيان، خلال سنة من جراحة استئصال الورم السرطاني أو الأنسجة السرطانية من الثدي.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يموت أكثر من 40 ألف شخص كل عام؛ بسبب انتشار سرطان الثدي بعد استئصال الورم الأولي.
وكشفت النتائج الجديدة التي توصل إليها باحثو “ماساتشوستس” استجابة الجهاز المناعي التي تؤدي إلى عودة السرطان، وحددت الأدوية المضادة للالتهابات التي يمكن أن توقف هذه الآلية وتمنع الأورام من العودة.
وأشارت البحوث السابقة إلى وجود علاقة بين العمليات الجراحية وانتشار الخلايا السرطانية لاحقًا، ولكن لم تتمكن أي دراسة من العثور على رابط سببي، لذا افترض العديد من الخبراء أن الانتكاس قد يكون ببساطة تطورًا طبيعيًا للمرض لدى بعض المرضى.
ولكن كشفت الدراسة الجديدة التي أجراها باحثو المعهد على الفئران، أن السبب ليس جراحة الاستئصال نفسها، بل هي استجابة الجرح بعد الجراحة.
وقال “روبرت واينبرغ”، عالم الأحياء في المعهد الذي أمضى سنوات في دراسة آلية انتشار السرطان: “لإغلاق جرح مفتوح، تنتقل الخلايا إلى مواقع جديدة وتنقسم، وتنمو الأوعية الدموية، الأمر الذي يعيق قدرة جهاز المناعة على تقييد حركة الخلايا السرطانية وانتشارها؛ مما يسمح لها بالنمو لتصبح أورامًا جديدة أكثر خطورة”.
وبعد التعرف على العلاقة بين عملية التئام الجروح وانتشار الخلايا السرطانية، عالج فريق “فاينبرغ” الفئران بعقار مسكن ومضاد للالتهاب يدعى “ميلوكسيكام”؛ لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يمنع التأثيرات المناعية لالتئام الجروح.
وبالفعل، كان هذا الدواء قادرًا على كبح انتشار الخلايا السرطانية أثناء عملية التعافي؛ مما أدى إلى تقليل عدد الأورام الجديدة أو عدم ظهورها على الإطلاق، كما وجدت الدراسة أن هذا العقار لا يعرقل عملية تعافي المريض.