أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن الدول العربية تواجه تحديات غير مسبوقة، وأن بعضها يواجه تهديدا وجوديا، ومحاولات ممنهجة لإسقاط مؤسسات الدولة الوطنية.
وقال الرئسي المصري في كلمة أمام القمة العربية في الظهران بالسعودية إن دولا إقليمية تهدر حقوق الجوار وتعمل على إنشاء مناطق نفوذ داخل المنطقة العربية.
القضية الفلسطينية
وأكد السيسي أن العرب لا يزالون متمسكين بالسلام خيارا استراتيجيا وحيدا، وما زالت المبادرة العربية للسلام، هي الإطار الأنسب لإنهاء الاحتلال، وتجاوز عقود من الصراع.
وتابع أنه على المجتمع الدولي مسؤولية واضحة، للوقوف أمام محاولة مصادرة الحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها القدس الشرقية، ومواجهة الأزمة التي يواجهها الفلسطينيون، مضيفا أن حالة الانقسام الفلسطيني الذي دخل عقده الثاني، لا يمكن أن يكون ذريعة لإبقاء واقع الاحتلال.
وقال السيسي إن مصر تعمل بكل جهد مع الفلسطينيين لرأب الصدع غير المبرر، وتجاوز المنافسة الحزبية لإعلاء كلمة الوطن، واستعادة وحدة الصف الفلسطيني، كشرط ضروري لخوض معركة التفاوض واسترداد الحق.
وبين الرئيس المصري أن الحق العربي في القدس ثابت وأصيل وغير قابل للمساومة، مضيفا أن مصير الشعب السوري ومستقبله بات رهنا لقرارات الأمم وتوازنات القوى الإقليمية والدولية.
الأزمة اليمنية
وأكد عبد الفتاح السيسي، أن مصر لن تقبل بقيام عناصر يمنية بقصف السعودية، منددا بعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية التي استهدف به الحوثيون المدن السعودية خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن الحفاظ على وحدة اليمن من مسؤوليتنا.
وأفاد بأن بلاده ملتزمة باستعادة الاستقرار والحل السياسي العادل في اليمن الذي لا يمكن أن يتأسس إلا على مبادئ احترام وحدة الدول وسيادتها ورفض منطق الغلبة ومحاولة فريق سياسي فرض طموحاته التوسعية على عموم اليمنيين بالقوة والاستقواء بقوة إقليمية وأجنبية، مشددا في السياق على أنه لا مكان للأطماع الإقليمية أو منطق قوة الغلبة.
الملف الليبي
وأشار إلى أن القاهرة مستمرة في دعم كل جهد للحفاظ على وحدة ليبيا واستعادة مؤسسات الدولة فيها، بالإضافة إلى توحيد المؤسسة العسكرية وخلق ضمانة أمنية تتأسس عليها عملية استعادة الدولة الوطنية والقضاء على الإرهاب.
الأزمة السورية
ندد الرئيس المصري بالتدخل الدولي في الأراضي العربية، مطالبا بتحقيق دولي شفاف حول استخدام أسلحة محرمة في سوريا.
وأضاف: “وكأن مصير الشعب السوري ومستقبله بات مرهونا بلعبة الأمم وتوازنات القوى الإقليمية والدولية.. هناك طرف إقليمي استغل حالة الاضطراب التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة في بناء مناطق نفوذ باستغلال قوى محلية تابعة له داخل أكثر من دولة عربية، وهناك من الأشقاء من تورط في التآمر مع هذه الأطراف الإقليمية وفي دعم وتمويل التنظيمات الطائفية والإقليمية”.
وانطلقت الأحد في مدينة الظهران السعودية أعمال القمة العربية الـ29، والتي أطلق عليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز “قمة القدس”.