قبل العام الأربعين لوجودها تواجه «الجمهورية الإسلامية الإيرانية» عاصفة سياسية واجتماعية مدمرة. لقد انتفض المواطنون في المجتمع الإيراني ممن كانوا سابقا قاعدة لدعم آيات الله، مؤكدين للملالي على الطرد بعدما فشلوا تماما في معالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المعقدة.
غير أن العاصفة لم تقتلع الشجرة، والمرشد الأعلى يحتفظ بعرشه حيث يواصل القائمون بالإعدام والتعذيب وما يسمى بالقضاة أعمالهم بنشاط.
هل يجب على الشعب الإيراني أن يخضع عقدا آخر للحكام المتشددين الهمجيين؟ وتشير الموجات الارتعاشية داخل النظام إلى أنه قد لا يحدث ذلك.
وفي رسالة موجهة للمرشد الأعلى علي خامنئي، أبدى محمود أحمدينجاد قلقه إزاء مستقبل النظام. وفي اجتماع مع طلاب الجامعات أواخر شباط/ فبراير وصف أحمدينجاد الرسالة بأنها «يعد رسم أفق جديد للخروج من الظروف المعقدة والمظلمة للبلاد».
كما اتخذ محمدرضا خاتمي نائب رئيس البرلمان السابق موقفا مماثلا.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة محلية قال: «جذور المشكلات والأحداث الراهنة تعود إلينا نحن أنفسنا. وينبغي لنا أن لا نسمح للظروف بأن تصل إلى هذه النقطة».
«أعتبر التظاهرات مؤشرا يدل على السخط والاستياء. ولا يعود المواطنون يقبلون هذه العملية … ولقد سئم المتظاهرون الذين هتفوا بشعارات محددة إزاء هذا النظام ويحطمون ذلك».
وفي غضون ذلك، تهمش هيمنة الحرس الثوري الإيراني التابع لخامنئي على الاقتصاد الإيراني الكثير من المواطنين. وليس خاتمي وأحمدينجاد الوحيدين اللذين يلاحظان الخطر الوشيك لأن الشكاوى الآن ميزة مشتركة للسلطات الإيرانية.
وأكد حسين راغفر المحلل الحكومي خلال حوار مع وكالة أنباء إيسنا شبه الرسمية يقول: «طبقا للإحصاءات التي جمعت خلال السنوات الأخيرة وبناء على معايير البنك الدولي يعيش 33بالمائة من المواطنين الإيرانيين في ”فقر مطلق“».
وأضاف قائلا: «ونظرا للتكاليف العالية للخدمات الطبية سقطت 7بالمائة من العوائل الإيرانية تحت خط الفقر طيلة عام واحد فقط وذلك يعني أن دخل العائلة ليس كافيا لإطعام العائلة بينما لديهم تكاليف أخرى كتكاليف النقل والملابس والمسكن».
ويأتي ذلك في الوقت الذي يضاف فيه الإفلاس الاقتصادي إلى ما يثيرون القادة الإيرانيين من الرعب. وتبين أسعار الدولار الأميركي والعملات الأخرى بشكل واضح كيف سياسات السلب للملالي دفعت إيران إلى الوراء.
وكان سعر الدولار حوالي 100ريال عندما قبض الملالي السلطة قبل أربعة عقود والآن يباع في بنوك طهران بسعر أكثر من 6000ريال.
ويعكس مقال نشرته صحيفة ابتكار في 8 نيسان/ أبريل وجهات النظر لمحلل قريب من النظام الإيراني. ويخلص المقال إلى القول: «نحن الآن على حافة الأزمة، ولذلك نحن بحاجة إلى إنقاذ وطني عاجل».
وسمّى خامنئي العام الإيراني الجديد بـ«عام السلع الإيرانية الصنع». ويشبه ذلك بسخرية أكثر من الحقيقة.
ويحصل معظم المسؤولون في النظام الإيراني ثروات عبر تهريب البضائع الأجنبية إلى الأسواق الإيرانية. وتمخضت هيمنة الكيانات التابعة لخامنئي نفسه وكذلك الشركات الكبيرة التي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني إلى جانب الفساد المنظم، عن انخفاض معدل نمو الاقتصاد الإيراني. ولا يمر يوم واحد دون تظاهرات مناهضة للحكومة تنتشر في مختلف المدن الإيرانية.
وبدأت العاصفة قبل أن يتمكن قادة النظام الإيراني من النفخ في الشمعة الـ41. والسؤال هو: هل سيكون الملالي أو الشعب الإيراني الذي ينفخ في الشمعة الـ41؟
ويبدو أن العاصفة تهدف إلى اقتلاع الشجرة بأكملها.