اختتمت في بغداد فعاليات الدورة 43 للهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر والتي استضافتها جمعية الهلال الأحمر العراقي لمدة يومين تحت شعار “توطين العمل الإنساني .. إرادة وريادة” وذلك بحضور أصحاب المعالي والسعادة رؤوساء وأمناء الجمعيات الوطنية العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر اللبناني وكذا المراقبين وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فرانشيسكو روكا واللجنة الدولية للصليب الأحمر واللجنة الإسلامية للهلال الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى جانب الامين العام للمنظمة الدكتور صالح السحيباني ، والدكتور ياسين المعموري رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي المستضيف للفعاليات.
وقدم الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد السحيباني شكره وتقديره على الجهود التي تبذلها جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية وما تقدمه من دعم إغاثي وإنساني لصالح أشقائنا النازحين واللاجئين الذين يعانون في العالم العربي ، منوهاً بما قدمه الهلال الأحمر العراقي من جهود إنسانية كبيرة لخدمة المحتاجين والمستضعفين من أشقائنا العراقيين خلال الأزمة التي مرت بالعراق الشقيق، مثمنا جهوده في استضافة هذه الدورة وحرصه على إنجاح هذه الدورة وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لإنجاحها.
وأضاف “السحيباني” : “يهمنا كمنظمة إنسانية ليس لها حدود في الإحساس الإنساني ، التعرف على فئات أخرى في خضم هذه المآسي والذين دائما ما يكونون حديث شركائنا في الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ، واللجنة الدولية للصليب الأحمر” مشيرا إلى حرص مكونات المنظمة العربية أن يكون اجتماعهم السنوي هذا العام في العراق لنكون كما نحن دائما ميدانيا نحرص على أن تكون اجتماعاتنا ولقاءاتنا بالقرب من مواقع الأزمات وأماكن تواجد اللاجئين والنازحين، مؤكدا حرص المنظمة بجهود جمعياتها الوطنية العربية على رسم خارطة إنسانية ميدانية ، تستهدف المشاركة المجتمعية وتوطين العمل الإنساني وأهمية تلاقي الجهود التنسيقية لتلافي المزيد من الأخطار المحتملة ، وتحقيق سرعة الاستجابة أثناء الكوارث لا سمح الله، ونوه السحيباني بشمول تلك المشاركة المجتمعية إلى محور اهتمام هام بالذات لدى النازحين و المهاجرين، ضحايا العنف والعصابات والاتجار بالبشر التي تظهر في أعقاب الأزمات .
وفِي كلمة للسيد فرانشيسكو روكا، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أشاد فيها بدور المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر للوقوف بشكل أكبر وأفضل لدعم قضايانا الإنسانية والهم المشترك تجاه أشقائنا في الدول التي تكتظ بالمنكوبين واللاجئين والنازحين والمهاجرين ، وأبدى تفاؤله بأن القادم من الجهود أفضل في ظل دعم الحكومات المانحة وحراك الجمعيات الوطنية لعلاج الأزمات والتنسيق الجاد على صعيد العمل الإغاثي والإنساني، ومساندة العديد من المنظمات الإنسانية الفاعلة.
ومن جهته ، قال رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي الدكتور ياسين المعموري في كلمة وجهها بهذا الشأن : ” لقد واجه العراق تحديات صعبة وعاتية تسببت في موجات لجوء ونزوح واجهتها جهود شعبية وحكومية وإنسانية للتخفيف من حدة تلك الموجات ، ليعود العراق محضن دفء وأمان بجهود كافة الفئات فيه ، معبرا عن سروره باستضافة العراق الدورة 43 للهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر والمؤتمر العاشر الإقليمي لجمعيات الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي جمع أقطاب الحركة الدولية الإنسانية رغم كل الهواجس المحيطة والتي أكدت أن هذه اللقاءات الإنسانية أعادت لنا إحساس الأسرة الواحدة التي جمعت الإنسانية والعطاء من مكان واحد.”
وفِي ذات السياق، وبعد عدة مواضيع طرحتها الهيئة ، واستشرفت فيها الأوضاع الإنسانية ذات الأهمية الكبرى في كلاً من فلسطين والصومال وسوريا والعراق واليمن وليبيا إلى جانب مناقشة أوضاع النازحين واللاجئين في المنطقة العربية، فقد أكدت الهيئة على ضرورة رفع مستوى التنسيق بين جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر ، وأخذ الإجراءات المناسبة للرد على الجمعيات التي لا تلزم بمبادئ الحركة الدولية، ودعت التوصيات الى تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومتطلبات الاحتياجات الشاملة من تعليم وصحة وغذاء وغيرها لضحايا الأزمات الإنسانية ، مؤكدة أهمية المشاركة المجتمعية ودورها في تحقيق متطلبات تلك المخيمات المحتاجة والتي يتم توجيه هذا الاهتمام لها .
وحملّت التوصيات جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في المناطق المتأثرة الدور الكبير في قيادة عمليات “التنسيق” التي تبرز أهميته في ظل التنوع الكبير لهذه الكوارث في أنحاء المعمورة ، وأشارت التوصيات إلى الدور الجليل للجمعية الوطنية في البلد الذي يعاني المأساة لتأسيس مثل هذه المشاركة المجتمعية .
الجدير بالذكر ان هذه الدورة اكتسبت أهمية قصوى باستضافتها في دولة العراق عقب غياب طويل إثر الصراعات والأزمات التي عانت منها المنطقة ، وبرز فيها تأييد كبير لدور وجهود الهلال الأحمر العراقي من جانب إنساني كبير ،. بالإضافة إلى الحضور الإنساني الدولي الكبير الذي تزامن مع الهيئة بعقد المؤتمر الإقليمي العاشر لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحضور أكثر من (250) جمعية وطنية ومنظمة إنسانية.