بينما نحتفل باليوم العالمي للعمال دعونا ننظر نظرة ولو عابرة على حالة هذه القوة العظيمة والكادحة التي أضنت فيها النسوة العاملات في إيران تحت سلطة الملالي المعادية للنساء جسمهن وروحهن وفكرهن وأنفسهن في العمل المضني في الماضي. هؤلاء النسوة الكادحات اللواتي يوما بعد يوم عشن في ظروف أسوأ من الاعوام السابقة ولكن عيونهن كانت تترقب تحسن أحوالهن وظروفهن.
الظروف التي ترافقت مع تزايد الفقر اليومي، الاستغلال، الرواتب المتأخرة، الحرمان من التامين والعلاج و أصعب الظروف التي يمكن أن يلاقيها العامل. الحالة المؤسفة للنساء العاملات في إيران في ظل حكم الملالي ترجع إلى عامل مزدوج ألا وهو أنه تم تحويل النسوة العاملات رسميا إلى عبيد حيث يمضين ساعات طويلة في العمل وبأجور زهيدة جدا
وكل عام تتجه أحوالهن وظروفهن نحو التراجع والسواد. في إيران، ازاء كل 531 رجل، لا تستطيع سوى امرأة واحدة العمل في سوق العمل. وفقاً لتقديرات منظمة العمل الدولية (ILO) والبنك الدولي، فإن نسبة المشاركة الاقتصادية للنساء بالمقارنة بالرجال في إيران تبلغ 22.2٪ فقط. وإيران متخلفة بفاصلة كبيرة عن بقية اقتصادات المنطقة.
حسن طائى مستشار سوق العمل ووزير التعاون والعمل والرعاية الاجتماعية تحدث في سبتمبر /٢٠١٧ عن هذا حيث قال: النسوة العاملات يحصلن على ٧٧ بالمئة من اجور الرجال ومن هنا فهن متراجعات بـ ١٠ سنوات عن زملائهن الذكور.
وأيضا وفقا لمدير عام إدارة شؤون المرأة والأسرة في رئاسة الجمهورية في يناير / ٢٠١٧ قال: معدل المشاركة الاقتصادية للنساء في السعودية هو ٢٢.٥ % وفي تركيا ٤٢.٥% وفي لبنان ٣٣.٦ % وفي مصر ٣٠.١ %. اما النساء الإيرانيات بمعدل ١٧ % حيث يقبعون في أسوأ مرتبة في المنطقة.
و مع القرارات التي وافقت عليها الحكومة حتى في زمن الاصلاحات على حسب قوله. فان معظم النساء في إيران كن يعملن في أعمال منزلية وكن يعملن في محلات وورش صغيرة لا تحتوي أي نوع من أنواع التنظيم لهن ولا تنطوي على أي نوع من انواع السيطرة والأمان.
في العام الماضي فقط فقدت أكثر من ٥٠٠ امرأة عاملة الوعي في المصانع المنتجة للثياب اثناء العمل. وحسب قول العمال فان التعب والجوع وعدم وجود انابيب تهوية سببا انخفاضا في الضغط وبالنتيحة ادى إلى فقدان الوعي.
المسئلة الاخرى المهمة هي الاجور غير المتساوية.
في الوقت الحالي نسبة اجور النساء إلى نسبة اجور الرجال تعادل الثلث في افضل الحالات تعادل الثلثين.
فوائد العمل، التامين والعلاج وحق التامين العمالي والتقاعد أحد الحقوق التي يتم تجاهلها بالنسبة لقسم كبير من النساء العاملات والتي تظهر وضع النساء العاملات في مراتب أسوأ بكثير قياسا إلى الرجال العاملين.
المادة ٧٥ من قانون العمل النظام الإيراني تقول: “انجاز الاعمال الخطرة والصعبة والمؤذية وايضا عتل الاحمال التي تتجاوز الحد القانوني المجاز باليد وبدون استخدام ادوات ميكانيكية بالنسبة للنساء العاملات يعتبر أمرا ممنوعا”
ومع ذلك، ونظرا لأزمة العمالة الشديدة وارتفاع معدل البطالة، يتعين على النساء أن يواجهن أعمالا شاقة وضارة.
النساء الإيرانيات يعملن في افران صناعة الطوب والمناجم والانفاق، في المسالخ وفي محلات الحدادة باجور اقل من ثلث الاجر العادي على الاقل. وهن محرومات من التامين والتقاعد والاجازات والفوائد ايضا.
واليــــــــــــــــــوم …
النضال من اجل الحصول على الحد الاقل من متطلبات المعيشة بالنسبة للنساء العاملات تحول إلى مواجهة يومية مع النظام الحاكم.
النساء العاملات يفقن جنبا إلى جنب مع النساء المعارضات مثل المعلم والمدرس والطبيب والممرض و.. وإلى ما ذلك من الناقمين على ظلم حكومة ولاية الفقيه المعادية للنساء وهن مصممات أيضا للوصول إلى حريتهن وحقوقهن المشروعة والوصول إلى الشوارع والمؤسسات الحكومية عوضا عن البقاء في منازلهن والاستكانة للسكوت والخنوع.
ولقد شهدنا الحضور الواسع للنساء الثائرات في مظاهرات الاشهر الماضية في مختلف المدن الإيرانية. حيث علت أصواتهن ورددن في كل مكان شعارات سقوط نظام الجهل والتخلف، أي نظام ولاية الفقيه الاجرامي وهناك في نفس المكان كانت النسوة الإيرانيات المضطهدات في المقدمة.
النساء الإيرانيات الثائرات صحن بارادة قوية جدا ضد نظام اللصوصية الفاسد والمعادي للشعب الإيراني وعقدن العزم على احداث التحول والتغيير في المجتمع. التحول والتغيير الحقيقي من الدكتاتورية الى الحرية والمساواة يعتمد على رموز ونماذج في صفوف النساء الرائدات في منظمتهن المفضلة والمحببة لديهن «منظمة مجاهدي خلق الإيرانية» التي ضحت بكل ما تملك في العقود الثلاث الماضية من أجل حرية بلادها من نير وظلم دكتاتورية ولاية الفقيه الحاكمة وبذلت الغالي والنفيس في سبيل نيل الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية.
هؤلاء النسوة هن صوت الحرية وقوة التغيير القادمة في إيران الغد.