أصدرت عدة مراجع شيعية في العراق حزمة من التوصيات والتوجيهات إلى الناخبين تتعلق بطبيعة اختيار المرشحين للانتخابات، وذلك قبل أيام على الاستحقاق الانتخابي الرابع منذ تغيير نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
وأعلن كلٌ من المرجع الشيعي علي السيستاني والمرجع كاظم الحائري ومقتدى الصدر وتقي المدرسي، موقفهم حول الانتخابات.
وقال المرجع السيستاني، عبر ممثله في كربلاء يوم الجمعة، إنه “يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين ومن كافة القوائم الانتخابية، ولا يساند أيّ شخص أو جهة أو قائمة على الإطلاق”، مؤكدًا أهمية “عدم السماح لأي شخص باستغلال عنوان المرجعية الدينية، أو أيّ عنوان آخر يحظى بمكانة خاصة في نفوس العراقيين للحصول على مكاسب انتخابية”، في إشارة إلى اسم “الحشد الشعبي”.
وتباينت آراء المواطنين العراقيين بشأن موقف المرجعية الدينية، بين مؤيد ورافض، حيث كانت التوجيهات عامة بشكل لافت، ولا تلبي طموح المنتظرين لرأي المرجعية بشأن اختيارهم في الانتخابات.
ترحيب سياسي
أما الأوساط السياسية، فقد سادت حالة من الفرح والترحيب بين الكتل والقوائم المتنافسة في الانتخابات، حيث أصدر كل من تحالف النصر بزعامة العبادي والفتح بزعامة هادي العامري، وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، بيانات ترحب بتوجيهات المرجع الديني علي السيستاني، وتؤكد التزامها التام بها، فضلًا عن بقية القوائم والكتل والأحزاب الصغيرة، وهو ما اعتبر تفريغًا لتلك النصائح من محتواها.
واعتبرت معظم الأحزاب العراقية أن توصيات المرجعية تصب في صالحها، وهي موجهة ضد خصومها، في حالة زادت من إحباط المواطنين الذين ينتظرون التغيير.
الناخب مسؤول
أما المرجع الديني محمد تقي المدرسي فقال: إن الانتخابات حق دستوري فرضه الشعب على نفسه، والنظام السياسي في العراق قائم على ركائز المجتمع العراقي وأبرزها قيم الدين الإسلامي.
وأضاف، في بيان صدر عنه يوم الجمعة، أن “على أبناء الشعب أن يعلموا أن انتخابهم لشخص يجعلهم مسؤولين عن تصرفاته طيلة فترة تمثيله لهم، ومن هنا فعليهم حسن الانتخاب وتقديم المشورة له ومراقبته المستمرة، ثم تسديده وتأييده لكي يوفق في مسيرته البرلمانية”.
لا للمجرب
أما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يدعم تحالف “سائرون” فخاطب أتباعه بقوله: “عاهد نفسك ألا تنتخب المجرب شلع قلع”، مشيرًا إلى أن “المغتربين ملزمون بنصرة وطنهم وإنقاذه من الفاسدين، فعليهم الخروج سوية للإدلاء بأصواتهم بعيدًا عن ضغوط الأحزاب والميليشيات”.
وأضاف الصدر، في كلمة له ألقاها يوم الجمعة نيابة عنه ممثله في بغداد إبراهيم الجابري: “اذهب مع عائلتك، رجالًا ونساءً وشيوخًا وشبابًا، بل حتى الأطفال، كي يتعلموا ذلك مستقبلًا، ولا تذهب بمفردك”، مضيفًا: “قبل الخروج من المنزل، صلِ ركعتين وادع بدعاء الإصلاح، واحمل راية العراق ولو كانت بحجم صغير”.
أما المرجع الحائري فقال: “إن العراق مقبل على فرصة الانتخابات البرلمانية، وهي من فرص الخير التي تحمي مستقبل البلاد”، مبينًا في بيان له صدر مؤخرًا أن الواجب الوطني والإنساني يحتم المشاركة وإيصال الأصلح.