لم يدر بخلد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تحديه للشعب التركي بتعليق تنحيه عن السلطة بكلمة “تمام”، قد يجر عليه كل هذا الرفض، وينقلب إلى ما يشبه الثورة الشعبية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أردوغان قال قبل أيام بكامل ثقته إن الشعب التركي إذا قال له يومًا “تمام” التي تقابلها “كفى” في اللغة العربية، سيتنحى عن السلطة، لينتفض الشعب التركي على “تويتر” ممتطيًا وسم “تمام” الذي رأى فيه فرصة للتعبير عن رفضه للرئيس الذي يرسخ لنفسه “دكتاتورية ديمقراطية”.
وقدرت وكالات عالمية أن نصف مليون تركي شاركوا في الحملة الافتراضية، واستغلوا منصات مواقع التواصل الاجتماعي؛ لإيصال الرسالة التي لم يكن أردوغان ينتظرها، في هذه الظرفية الحرجة من مستقبله السياسي.
ويبدو أن المنخطرين في الحملة التي انتقلت من العالم الافتراضي إلى الواقع استعجلوا نتائج الانتخابات المبكرة التي دعا إليها أردوغان، وخرجوا إلى شوارع تركيا لرفع كلمة “تمام” في وجه سلطان أنقرة الجديد.
وواجهت السلطات التركية شبانًا في اسطنبول رفعوا شعار الحملة، وتجمهروا حول مجسم مضيء لكلمة تمام، واعتقلت بعضهم، قبل أن تفرج عنهم في وقت لاحق.
ورفع ناشطون آخرون لافتة كبيرة أمام مبنى إحدى البلديات، كتب عليها بخط عريض “تمام”، موجهة إلى الرئيس التركي لتعجيل تنحيه عن السلطة، وإفساح المجال لغيره.
ورغم أن الحكومة التركية قللت من شأن الحملة، ووصف المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم القائمين عليها بـ”أبطال لوحة المفاتيح”، إلا أن الطريقة غير المسبوقة أوجعت فيما يبدو أنصار أردوغان، الذي تراجعت شعبيته بسبب التضييق على الحريات، منذ حملة التطهير التي أعقبت محاولة الانقلاب الفاشلة العام 2016.