عقدت جامعة الدول العربية اليوم في القاهرة اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية لبحث آخر التطورات في مدينة القدس وقطاع غزة.
وشدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي يترأس اجتماع اليوم على أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس خطوة مخالفة للقانون الدولي، مجددا رفض المملكة لها.
ووصف الجبير هذا القرار الأمريكي بأنه يمثل “انحيازا ضد المصالح الفلسطينية” و”تراجعا في جهود السلام”، منوّها بالمواقف الدولية الواسعة الرافضة له.
من جانبه، طالب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بإجراء تحقيق دولي ذات مصداقية في مقتل عشرات المتظاهرين الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي عند حدود القطاع، مضيفا أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس التي تعتبر أراضي محتلة بموجب القانون الدولي قرار مرفوض و باطل ومنعدم يجر المنطقة إلى مزيد من التوتر.
وأدان أبو الغيط جمهورية غواتيمالا لنقلها أمس سفارتها إلى القدس، خلفا للولايات المتحدة، مؤكدا على ضرورة أن تخضع العلاقات العربية معها ومع كل دولة تقدم على خطوة مماثلة للتدقيق والمراجعة.
بدوره، أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن 100 فلسطيني قتلوا منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة واشنطن إلى القدس، مضيفا أن السلطة الفلسطينية ستواصل رفض هذه الخطوة رفضا قاطعا.
واقترح المالكي على الدول العربية الاستدعاء الجماعي لسفرائها من واشنطن للتشاور، ردا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قائلا لا ضير في ذلك.
وتابع أن الموقف الأمريكي يعطي لإسرائيل غطاء لمواصلة جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، داعيا المجتمع الدولي إلى حماية الشعب الفلسطيني والتحقيق في الجرائم الإسرائيلية، وحث العالم العربي على التحرك الفاعل لمواجهة تداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي المجتمع الدولي إلى توفير الحماية للشعب الفلسطيني والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين على حدود عام 1967، مشددا على وقوف المملكة الهاشمية إلى جانب الشعب الفلسطيني ونضاله.
وقال الصفدي إنه لا سلام ولا أمن في المنطقة دون تلبية حقوق الشعب الفلسطيني، مضيفا أن عمّان كانت وستظل ملتزمة بمسؤولياتها عن حماية المقدسات والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس.
كما أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي هو أصل أزمة ومآسي الشعب الفلسطيني، مشددا على أن الوقت حان لطي الصفحة المظلمة من تاريخ المنطقة وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في السلام.
هذا وعقد أبو الغيط والجبير في أعقاب الاجتماع مؤتمرا صحفيا مشتركا أعلن أثناءه عميد الدبلوماسية السعودية أن الجامعة العربية ستكشف خلال أيام تفاصيل خطة التحرك الاستراتيجي لمواجهة تداعيات القرار الأمريكي بخصوص القدس.
وشدد الجبير على أنه من المستحيل أن تلعب السعودية دورا سلبيا في أي مبادرة داعمة للشعب الفلسطيني، مذكّرا بأن المملكة هي من طرح مبادرة السلام العربية في عام 2002.
من جانبه، ذكر أبو الغيط أن الجامعة العربية تعتزم اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي بطلب تشكيل لجنة تحقيق في التصرفات الإسرائيلية، وإذا استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو فسوف يتم اللجوء إلى الأمم المتحدة، كما سبق أن حدث أثناء التصويت، في أعقاب قرار ترامب المثير للجدل، على مشروع قرار يدين أي خطوات من شأنها المساس بالوضع القائم لمدينة القدس.