عندما قامت الثورة الاسلامية فى ايران وهى الثورة التى اوصلت نظام الملالى الى الحكم على انقاض حكم الشاه تفائل العالم العربى خيرا بان تلك الثورة سوف تمثل دعما للحقوق العربية وعلى راسها قضية فلسطين خاصة بعد ان رفع نظام الملالى شعارات الجهاد لتحرير فلسطين والموت لاسرائيل الا ان هذا التفاؤل بدا يتلاشى رويدا بعد ان تبين للراى العام العربى ان تلك الشعارات ما هى الا وسيلة للخداع وان ايران واسرائيل هما وجهان لعملة واحده وان هناك تنسيق بين الجانبين لابتلاع الحقوق العربية ولقد اتضحت الصورة عندما دعمت اسرائيل نظام الملالى فى الحرب العراقية الايرانية حيث اتضحت خيوط المؤامرة بعد سقوط طائرة اسرائيلية فى الارجنتين كانت محمله باسلحه اسرائيلية لدعم النظام الايرانى فى حربه ضد العراق وعندما غزت الولايات المتحده العراق لتنفيذ المخطط الصهيونى بالقضاء على بوابة العرب الشرقيه التى كانت تمثل حائط صد ضد الاطماع الايرانيه سلمت الولايات المتحده وبضوء اخضر من اسرائيل العراق الى ايران والتى سيطرت على مفاصل الدوله السياسيه وكان ذلك بمثابة نقطة انطلاق للمخطط الايرانى الفارسى للاستيلاء على المنطقه العربية فارسلت قوات من الحرس الثورى الايرانى لدعم نظام الاسد كما سيطر حزب الله اللبنانى الموالى لايران من خلال ميليشياته على القرار السياسى اللبنانى وورط لبنان فى مغامرات خارجية تنفيذا للاجندة الايرانية كما نجحت ايران من خلال عملائها الحوثيين فى الاستيلاء على اليمن والتى يمكن ان يكون انطلاقها لتهديد استقرار دول الخليج وعلى راسها السعودية كما حاولت ايران النفاذ الى مصر من خلال محاولة اعادة العلاقات معها للنفاذ الى المجتمع المصرى وتجنيد عملاء لها لنشر الفكر الايرانى ولا شك ان اسرائيل لم تكن لتسمح بدولة فى حجم ايران ان تتواجد على حدودهاالا اذا كان هناك تنسيق مسبق بين الطرفين لاقتسام مناطق النفوذ فى العالم العربى وحتى اذا وجد نزاع بين الطرفين يدركان ان الحرب بينهما مستحيله فى ظل تنامى القدرات العسكرية لهما وامتلاكهما للسلاح النووى ومن هذا المنطلق فان من اللافضل اقتسام مناطق النفوذ بينهما بل ان مصلحة اسرائيل تتطلب وجود ايران كفزاعة للعالم العربى وشغله بقضايا اخرى بعيده عن المخطط الاسرائيلى لابتلاع بقية فلسطين وتكريس احتلالها لها وللاسف فان كثير من العرب وعلى راسهم الدول الخليجية ينخدعون للتهديدات الامريكية او الاسرائيلية لايران لان الامر مجرد تمثيليه لخداع العالم العربى لابتزازه ونهب ثرواته ومن هذا المنطلق فان المواجهه الحقيقية لايران لا تاتى فقط بتعزيز القدرات العسكريه لدول المنطقه لمواجهه المخططات الايرانية بل ان الاهم هو نقل المعركه الى داخل ايران لاشغال النظام الايرانى بمشاكله الداخلية بعيدا عن اطماعه الخارجيه من خلال دعم حركات المعارضه الايرانيه وعلى راسها المقاومه الوطنيه الايرانيه المتمثله فى حركة مجاهدى خلق التى تقودها السيده مريم رجوى والتى استطاعت خلال الفترة الماضيه ان تشكل تهديدا حقيقيا لنظام ملالى فى ايران واعتقد ان الامر يتطلب تنسيق مع ت لك المعارضه خاصه مع قرب انعقاد المؤتمر العام للمقاومه الوطنيه الايرانيه فى باريس مع بداية شهر تموذ المقبل للوصول الى مخطط للاطاحه بنظام الملالى والذى اصبح يشكل تهديدا حقيقيا ليس فقط لطموحات الشعب الايرانى فى الحرية بل وايضا لكل دول المنطقة