أعلنت السلطات التركية، اليوم الأربعاء، اعتقال الداعية “الغريب” عدنان أوكتار والعشرات من أتباعه؛ بسبب اتهامات منها تشكيل عصابة إجرامية والاحتيال وانتهاكات جنسية.
وقد حظي أوكتار، الذي يعرف أيضًا باسم هارون يحيى، بشهرة واسعة بطرح نفسه كداعية يروج للإسلام كدين يقبل الرقص والخمر والزنا، ولا تتعارض تعاليمه مع الظهور غير المحتشم للفتيات المثيرات.
ووصف رئيس الشؤون الدينية التركية الدكتور علي أرباش أوكتار بأنه “مجنون”، محذرًا من مشاهدة قناته، لكن أوكتار رد عليه سريعًا بأن “رواتب الشؤون الدينية يتم سدادها من ضرائب بيوت الدعارة في تركيا”.
ومع تزايد القبول الذي حظي به من قبل العديدين في تركيا، والعالم تحول أوكتار إلى ما يشبه زعيم “طائفة دينية”، لها تعاليمها وطقوسها الخاصة، ومعظم المنتمين لها من الأثرياء كما تقول تقارير إعلامية.
علاقته بأردوغان
وتقول مجلة نيوز ويك الأمريكية في تقرير لها عن أوكتار إن الشائع في تركيا، هو أن أوكتار كان صديقًا شخصيًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وداعم حقيقي له.
لكن هذه العلاقة شهدت تحولات على ما يبدو، فقد كانت هيئة رقابية على التلفزيون قد أوقفت في فبراير شباط برنامجًا يقدمه أوكتارليس بسبب إساءته للدين الإسلامي بل بتهمة أنه ينتهك “المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة”.
بداياته
ولد عدنان أوكتار في 2 فبراير/شباط 1956 في العاصمة التركية أنقرة من أسرة قوقازية الأصل، حفظ في صغره بعضًا من القرآن ودرس كتب الفقه الحنفي، بجانب إكماله للتعليم الابتدائي والثانوي في أنقرة، ثم انتقل في العام 1979 إلى إسطنبول، حيث درس الفلسفة والفنون الجميلة في جامعة “المعمار سنان”، والفلسفة بجامعة إسطنبول.
اتهم أوكتار بالتحريض على ثورة دينية، وسُجن على إثرها 19 شهرًا، قضى 10 منها في مصحة نفسية، حيث شُخص هناك باضطراب الوسواس القهري والشيزوفرينيا.
وبعد إطلاق سراحه توسّعت جماعته الدينية بشكلٍ كبير، واتخذت من معارضة نظرية التطور والداروينية شعارًا لها، وأنشأت في نفس الوقت مؤسسة بحثية تخدم هذا الهدف، كما يعتقد بعض أتباع عدنان أوكتار أنه المهدي المنتظر وفقا لتقارير إعلامية.