تابعنا بإهتمام بالغ تظاهرات أهلنا في الجنوب ولاسيما في محافظة البصرة رداً على سوء الخدمات في المحافظة بل وعموم العراق … وهي إنتفاضة مشروعة لأنها تعبر عن غضبة العاطلين عن العمل والفقراء والمحرومين من الطاقة (الكهرباء ) من ماءالشرب …من لقمة العيش الكريمة …ومن حبة الدواء وخدمات الصحة …من المدارس الحديثة …من الهواء النقي والبيئة النظيفة …بل هي إدانة شعبية جديدة لتفاقم الفساد وتراكم القصور والفشل الحكومي … إنها لاشك مفارقة محزنة أن يتواصل كل هذا الفقر والحرمان على مدى سنوات في بلد غني كالعراق .
المحرومون على حق ونحن نتعاطف معهم وعلى حكومة العبادي ان تستجيب لمطالبهم دون تردد او تسويف كما نحذرالأجهزة الأمنية من التعدي على الدستورويتوجب عليها أن تحترم حق الناس بالتظاهرالسلمي وتمتنع عن قتل المتظاهرين وقد حصل فعلاً …كما ندين في هذا الصدد تحريض الخائب نوري المالكي باستخدام القوة على خلفية التشويش والادعاء باختراق حزب البعث …!!!!!! دعوة يسعى المخلوع من خلالها الى شيطنة هذه التظاهرات لتوريط العبادي بجرائم قتل كما تورط هو في مظاهرات ساحة التحرير عام 2011 وما تلاها .
هذه تظاهرات غير مسيسة بل هي غضبة شعبية تنطلق من رحم معاناة حقيقية أمدها خمسة عشر عام وهي معاناة مرشحة أن تتواصل لسنوات قادمة إن لم يجري إصلاح أوضاع العراق .
إنها فرصة لتذكير القائمين على السلطة بضرورة الإيفاء بوعود الاصلاح التي قطعوها للشعب العراقي ولم تنفذ ، ونحذر عشائرنا الكريمة من التراخي والقبول بالفتات أو التسويف ولابد من إدامة زخم تظاهراتها السلمية ولا تتوقف حتى يتحقق المطلوب في الشروع في إصلاحات حقيقية جادة تطال مختلف جوانب الخلل في الوضع العراقي .
إن من المخجل ان لاتعترف الحكومات المتعاقبة بفشلها وتعلن بشجاعة تحملها كامل المسؤولية وتتخلى عن غطرستها وتعاليها على الشعب العراقي وهمومه ومعاناته …إنه موقف مشين وبدلاً عن ذلك ينبغي على حكومة العبادي ان تعلن تعاطفها مع ثورة الجياع والمحرومين وتتنادى على الفور لإنقاذهم وتحسين اوضاعهمكما نلاحظ بإستغراب صمت المجتمع الدولي وسكوته المريب على الاوضاع المزرية بينما يقدم شعب العراق الحجة والمبرر والدليل على حاجته للعون والمساعدة الدولية ،
لقد ساهمت الدول الكبرى في تخريب العراق وتدميره وتهجير شعبه وتفقيره وعلى هذه الدول أن تتحمل قسطها من المسؤولية في إصلاح الأضرار التي لحقت بالعراق دون مزيد من التأخير بينما نراها تولي جل اهتمامها بالانتخابات الفاشلة وتسعى في البحث عن مخرج بينما يتفق الجميع أن هذه الانتخابات تعرضت الى تلاعب وتزوير لارادة الناخبين بشكل لم يسبق له مثيل .
لقد أنطقت هذه الانتفاضة من الجنوب لمبررات مشروعة وحاجات حقيقية دون أن ترتبط باجندة سياسية وبالتالي فهي تعبر عن محنة العراقي اينما كان موقعه على الرقعة الجغرافية للعراق وهو بالتالي مدعو ومطالب بالتضامن معها وتأييدها ونصرتها حتى تستجيب الحكومة لمطالبها المشروعة .
إن البطالة والفقر والحرمان وتردي الخدمات ماهي إلا نتائج لاسباب تتعلق بالفساد ورداءة الحكم وبالتالي سوف لن تنتهي أزمات العراق دون إصلاح جذور المشكلة وأسبابها . .