طالبت “هيومن رايتس ووتش” اليوم، سلطات لبنان بالتحقيق في إعلان الفنان زياد عيتاني عن تعرضه للتعذيب في الأجهزة الأمنية، بعد اعتقاله بتهمة ملفقة العام الماضي هي “التخابر” مع إسرائيل.
وأوقف جهاز أمن الدولة في لبنان في نوفمبر الماضي، الممثل والمخرج المسرحي عيتاني، بعد الاشتباه بقيامه بـ”التخابر والتواصل والتعامل” مع إسرائيل. وبقي قيد الاعتقال لأشهر عدة قبل أن تثبت براءته من قبل القضاء ويجري إخلاء سبيله في 13 مارس الماضي بقرار من القاضي العسكري، وإسقاط التهم المنسوبة إليه، التي تبين أنها ملفقة من قبل ضابطة في الشرطة اللبنانية، أرادت الانتقام منه لثأر شخصي.
وقال عيتاني لهيومن رايتس ووتش، وفق تقرير نشرته الاثنين، إنه جرى احتجازه في مركز غير رسمي “حيث ضربه رجال بلباس مدني وقيدوه في وضعيات مؤلمة وعلقوه من معصميه وركلوه على وجهه وهددوا باغتصابه، كما هددوا بإيذاء أسرته جسدياً”.
وأضاف عيتاني “لم يكشف عليّ أي طبيب، كان جسدي أزرق اللون، وكنت أبصق دماً. ولم أكن أستطيع التكلم بوضوح”.
وبعد إطلاق سراحه، وجه القضاء اللبناني نهاية مايو الماضي، لضابطة رفيعة المستوى تهمة “تلفيق” ملف التخابر مع إسرائيل للممثل المسرحي.
وقالت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش، لما فقيه: إن “مزاعم عيتاني بالتعرض للتعذيب والإخفاء القسري تستدعي تحقيقاً شاملاً حول معاملته خلال الاحتجاز وسبب توقيفه”، مضيفة “إذا كانت تهمة عيتاني ملفقة فعلاً، فهذا انتهاك كبير للعدالة، وعلى السلطات ضمان عدم تكرار ذلك”.
وفي شهادته لهيومن رايتس ووتش، قال عيتاني إنه جرى اقتياده إلى “غرفة مجهزة للتعذيب، مدهونة بكاملها بالأسود وتتدلى من جدرانها خطّافات معدنية”، وتوجه إليه أحد عناصر الأمن بالقول “عليك أن تتكلم لأنه يجب أن تفهم أن التعذيب موجود في جميع البلدان”.
وقام أحد الرجال، وفق قول عيتاني، بـ”نزع سرواله وضربه على أعضائه التناسلية. ثم علق الرجال معصميه على قضيب بين جانبي الباب بحيث بالكاد تلمس قدماه الأرض، وتركوه هكذا لساعات”.
واضطر عيتاني على وقع التعذيب، بحسب شهادته، وبعدما هدده أحدهم بـ”إدخال قضيب في مؤخرته” إلى التوقيع على إفادة اعتراف.
واعتبرت فقيه في البيان أن “التعذيب ليس غير قانوني فحسب، إنما غير فعال أيضاً، إذ أنه يؤدي إلى اعترافات كاذبة”.
ورسميا يجرم القانون اللبناني التعذيب، إلا أن هيومن رايتس ووتش ذكرت في بيانها أنها وثقت طوال سنوات “ادعاءات ذات مصداقية بالتعرض للتعذيب في لبنان”، إلا أن السلطات لم تحقق فيها كما يجب و”لا تزال محاسبة التعذيب خلال الاحتجاز غائبة”.
وزياد عيتاني ممثل لبناني ذاع صيته في السنوات الماضية في أعمال مسرحية هزلية تناولت خصوصا تاريخ مدينة بيروت وعاداتها والتغيّرات التي طرأت عليها في العقود الماضية.