أفاد تقرير إعلامي إسباني بأن الاستخبارات الإسبانية كشفت النقاب عن مساع تبذلها تشكيلات سياسية إسلامية إخوانية في تونس والمغرب للتغلغل في إسبانيا، ووجهت نداء لأنصارها في إسبانيا بالانضمام إلى شباب أحزاب في البلاد مهما كانت أيديولوجيتهم، بغرض تطوير تكوينات المسلمين في فترة الانتخابات المقبلة.
ونشرت صحيفة “ألموندو” الإسبانية، بناء على مصادر أمنية، أن النداء يستهدف الشباب المسلم الإسباني، وخصوصًا طلاب الجامعات ممن يتمتعون بشخصية قيادية، قادرة على أن تدعم تدريبهم للمشاركة السياسية النشطة والقيادة المستقبلية في صلب أحزاب إسلامية.
وجاء في تقرير الصحيفة أن الدعوات صادرة عن حركة “النهضة” التونسية وحزب “العدالة والتنمية” وجماعة “العدل والإحسان” بالمغرب، مستعرضًا ما يواجهه هذا الأخير من واقع صعب في المغرب جراء حظره قانونيًا لتطرفه الديني، ومعتبرًا أن ما يحدث “حرب مغربية تدور في إسبانيا”.
وأفادت مصادر إسبانية أن “الاتحاد الإسباني للكيانات الدينية الإسلامية”، والذي يضم أكثر من 200 جمعية تستهدف مليوني مسلم إسباني، عقد العديد من الاجتماعات بخصوص إنشاء حزب إسلامي بقيادة جماعة “العدل والإحسان” المغربية، آخرها كان سيحدث منذ شهر في برشلونة.
واعترف الاتحاد، منذ عام، بتلقي اقتراحات حول إنشاء حزب مسلم، لكنه كان دائمًا ما ينصح بعدم إخراجه إلى النور، مؤكدًا التعاون مع الأحزاب السياسية القائمة، ولافتًا إلى أن “الوقت ليس مناسبًا لإنشاء مثل هذا التدريب، كما أنه ليس من السهل معرفة من الذي يختبئ وراء هذه المبادرات والأهداف الحقيقية من ورائها”.
ويتخوف ممثلو الاتحاد من استعادة تجربة مشروع PRUNE (حزب النهضة واتحاد إسبانيا)، وهو تكوين مسلم ظهر في عام 2001 في غرناطة والذي تم تقديمه في بلدية 2011 في عدة مدن برئاسة الكاتب مصطفى بكاش العامري، والذي كان آنذاك نائب رئيس الاتحاد.
وتتعامل السلطات الإسبانية حاليًا بحذر مع التنظيمات الإسلامية في البلاد حيث قامت وحدة الاستخبارات التابعة لشرطة كاتالونيا (موسوس دي اسكوادرا) بتعيين فريق متخصص في رصد استثمارات الإخوان والأموال التي تضخ لحسابات قادة التنظيم، بالإضافة إلى متابعة المساجد والجمعيات التابعة لهم في الإقليم.
وقال أستاذ العلاقات الدولية الإسباني خيسوس نونيز في تصريح صحفي إن “علينا ألا ننظر فقط للشخص الذي يحمل المسدس، ولكن أيضًا لهؤلاء الذين دفعوه وساعدوه على القيام بذلك” في إشارة إلى إمكانية دعم التنظيمات المتطرفة للأعمال الإرهابية، خصوصًا بعد عملية الدهس في برشلونة، التي راح ضحيتها 14 شخصًا والتي دفعت السلطات الإسبانية لفتح أعين الرقابة على تحركات التنظيمات الإخوانية.